حوار مع المترجمة الإنجليزية المستقلة: فيرتي روت

حياكم الله، عساكم بخير

بعد الحوار الذي أجريته مع محمد حبيب أنجاي من السنغال، حاولت الوصول إلى أشخاص من النيجر، نيجريا، أو كينيا أو الموزبيق أو غيرها لإجراء حوار معهم لكن لم أجد.

لذلك يممت وجهي شطر الشمال، ووجدت زميلة في المهنة أجري معها حوارًا وهي الأستاذة فيرتي روت، مترجمة إنجليزية مستقلة. ودون إطالة إليكم الأسئلة والأجوبة. طرحت عليها عشرة أسئلة وأجابت عليها مشكورةً، وكان الحوار بالإنجليزية وما يلي هو ترجمته المُنجزة من قِبَلي.

يونس: هلا تفضّلت بإعطائي نبذة غير رسمية عنكِ وعن خلفيتك وكيف تعلمت اللغة العربية؟

فيرتي: أنا فيرتي روت، مُترجمة مستقلة من اللغة العربية والفرنسية إلى الإنجليزية، وذلك منذ سبتمبر 2018م. أعيش في نورتش بإنجلترا مع زوجي وثلاثة أرانب هندية (الترجمة اللطيفة لما يُدعى خنازير غينيا). درستُ بُغية نيل الماجستير في الترجمة التطبيقية في جامعة إيست أنجليا للفترة من 2017 إلى 2018 ، حصلت فيها على الشهادة مع رتبة الامتياز. قبل ذلك، درست اللغة العربية واللغة الفرنسية في جامعة كامبريدج. اخترتُ دراسة اللغة العربية في الجامعة، لأنني سبق وأن درست الفرنسية والألمانية والروسية في المدرسة وأردتُ أن أخوضَ تحديًا جديدًا. وقد جذبتني اللغة العربية، لأنني أحب الثقافات الأخرى وتعلم اللغات ذات الأبجديات المختلفة عن الأبجدية اللاتينية، لأن الأمر يشبه فكّ رموز مُعمّاة!

يونس: ما هي أصعب التحديات التي واجهتها في تعلم اللغة العربية وممارسة الترجمة؟

فيرتي: تتمثل الصعوبة بشأن تعلم اللغة العربية والترجمة منها في “النحو”! ذلك أن بِنية الجملة في اللغة العربية مختلفة تمامًا عن بنية الجمل في اللغات الأوروبية التي درستها سابقًا. لذلك، يتحتم عليك أن تأخذ بالحسبان أن بنية الجملة وطولها غالبًا ما سيتغيران عندما تترجم من اللغة العربية إلى الإنجليزية.

يونس: بالنسبة للطلاب المتخرجين حديثًا، ما هي طرق الحصول على تدريب عملي في إحدى الشركات الموفّرة لخدمات الترجمة (LSP) أو وكالات الترجمة، وما هي الخطوة القادمة التي تلي فترة التدريب تلك؟

فيرتي: إن الجامعات التي درست بها هي القنوات التي عثرتُ من خلالها على فرص التدريب والإرشاد، لذلك أعتبر الجامعات مصدرًا لا يقدّر بثمن بهذا الصدد، حيث ستجد هناك الكثير جدًا من الخريجين والخِرّيجات الذين سيمدون لك يد العون بمجرد أن تطلبها. عدا ذلك، أوصي من يبحث عن فرص التدريب والإرشاد أن يتصل بالمترجمين والمترجمات الآخرين ووكالات الترجمة على قنوات التواصل الاجتماعي وشبكة لينكدإين ويطلب نُصحهم وتوجيههم.

يونس: ما هي أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب (CAT tools) التي تستخدمينها؟ وكيف أتقنتِ العمل بها؟ هل من دورات معينة توصين بها بهذا الصدد؟ وما هي الأداة التي تنصحين المترجمين المستقلين باستخدامها؟

فيرتي: أستخدمُ برنامج MemoQ، لأننا جربنا SDL Trados و MemoQ في الجامعة ووجدت أن برنامج MemoQ أكثر سهولة في الاستخدام. صحيح أن برنامج MemoQ غير مجانيّ إلا أنه خلاف ترادوس لا يتطلب منك الأمر أن تدفع كل عام. لم أنخرط بعد في أي دورات لتعلم أدوات الترجمة بمساعدة الحاسوب، لكنني أرغب في ذلك!

يونس: ما هي أفضل قطعة محتوى ترجمتها من اللغة العربية للغة الإنجليزية؟

فيرتي: يتمثل أحد المشاريع الأولى التي عملت عليها في الترجمة من اللغة العربية للإنجليزية في نوفللا (رواية قصيرة)/شعر ملحمي تروي قصة رحلة لاجئ من السودان إلى أوروبا. كان المشروعُ مثيرًا للاهتمام حقًا ومليئًا بالتحديات من ناحية ترجمته، كما أن الموضوع الذي يدور حوله هذا العمل الأدبي كان مُوجعًا للقلب بالفعل.

يونس: كيف تحصلين على مشاريع مدفوعة في مجالك؟ هل من حيل أو نصائح أو أدوات أو منصات محددة توصين بها؟

فيرتي: تأتي معظم المشاريع الترجمية التي أحصلُ عليها من وكالات الترجمة التي قدّمت لها طلبًا للعمل بصفة مترجمة مستقلة، وأدرجتني من ثَم في قاعدة بياناتها. مع ذلك، أحصل أحيانًا على بعض المشاريع مباشرة من العملاء الذين يتعرفون عليّ عبر موقع بروز.كوم (Proz.com) أو تويتر أو من خلال موقعي الإلكتروني: موقع فيرتي روت للحلول اللغوية.

يونس: هل تخططين للاستمرار في هذا المجال؟ أي الترجمة بصفتك مترجمة مستقلة؟

صورة المترجمة المستقلة فيرتي روت – نُشرت هنا بإذنها

فيرتي: أخطط للاستمرار في هذه المهنة، لأن هذا ما دُرّبت عليه في الجامعة، ولأنه يتيح لي كسب دخلٍ معقول، ولأنني أحب أريحية وحريّة أن أكون مديرة نفسي!

يونس: ما الفرق بين المصطلحات الآتية: Translation وTranscreation وLocalisation و Arabization؟

فيرتي: هههههه هذا سؤال صعب. أسهل هذه المصطلحات من ناحية التعريف هي الترجمة، والتي تتمثل بنظري في نقل نص من لغة إلى لغة أخرى. لذلك أعتبر الترجمة عملية تقوم كليًا على النصوص. أما الترجمة الإبداعية (وأنا يونس بن عمارة أفضّل ترجمتها بـ الترجمة الخلّاقة) فهي تلك العملية التي تنتج من خلالها نصوصًا أخرى في اللغة الثانية (المُترجم إليها)، بناءً على النصوص المعطاة في اللغة المصدر (التي تترجم منها). أما التوطين فهي العملية التي تقدّم فيها موقعًا إلكترونيًا أو كتابًا أو ما شابه بصيغة مناسبة لسكّان بلد آخر. وهذا يعني أن عملية التوطين قد تنطوي على تغيير المراجع الثقافية، والعملات وما إلى ذلك، وجعلها أكثر مفهوميةً للجمهور المُستهدف. أما التعريب فهو الأثر الذي خلفه العالم العربي على البلدان الأخرى وثقافاتها بحيث يضفي عليها الطابع العربيّ ويقرّبها من الثقافة العربية.

يونس: ما هي التخصصات التي توفرين فيها خدماتك الترجمية؟ وكيف يتصل بك من يريد العمل معك؟

فيرتي: تتمثل التخصصات التي أقدم فيها خدمات الترجمة في الأعمال التجارية والتسويق، والأدب والمجال الطبي. يمكن للعملاء التواصل معي عبر البريد الإلكتروني التالي: verity.roat@cantab.net.

يونس: كلمة أخيرة لقراء المدونة ومتابعيها بشأن اللغة العربية وعلاقتك بها…

فيرتي: إنني أحب اللغة العربية. صحيح أن رحلة تعلمها كانت صعبة، لكنني أحبّ محاسن الخطوط العربية، وجمال اللغة العربية وثقافتها وكل شيء يتعلق بها.


حقوق الصورة البارزة: Photo by Benjamin Lambert on Unsplash

12 رأي حول “حوار مع المترجمة الإنجليزية المستقلة: فيرتي روت

اترك تعليقًا على وفاء النقيب إلغاء الرد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s