تعد وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما إن كنا نتحدث عن شركات إعلامية عند حديثنا عن تطوير قدرات ابتكارها: بيئة تجريبية ممتازة جدًا. من هذه الناحية البيئات التجريبية تربة خصبة للابتكارات.
لكن في النقاط أدناه سنطرح مقترحات بشأن كيفية تطوير قدرات الابتكار لدى الشركات باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي حتى لو لم تكن الشركة المعنية شركة عاملة في ميدان الإعلام.
تتيح وسائل التواصل الاجتماعي تعزيز مَلَكة الابتكار لدى موظفي إحدى الشركات عندما تُستخدم الأخيرة الأولى وفق ما يلي:
- إجراء الكثير من التجارب، وذلك للكثير من أقسام الشركة مثلًا يتاح لقسم التسويق ميزانية ليجرب بها أحدث اتجاهات الـ(A/B testing) في إعلاناتهم، ويتاح لموظفي قسم الأبحاث أن يجروا استطلاعاتهم وأبحاثهم على الشبكات الاجتماعية بأنفسهم بدل التعامل مع طرف ثالث خارجيّ يأتي بالبيانات جاهزة، وهكذا يتاح لكل قسم أن يجري بحوثه وتجاربه بصورة مدروسة على حسابات الشركة في مواقع التواصل (صحيح أن ذلك ينطوي على قدر من المجازفة إلا أنه لا ابتكار دون مجازفة)
- أنسنة (إضفاء الطابع الإنساني) على قناة التواصل الرابطة ما بين الشركة والجمهور، على سبيل المثال فسح المجال لأن يتولى موظف من الشركة بنفسه التحدث بصوته الشخصي للجمهور وينشر مستجدات الشركة وفق ذلك، بحيث يظهر للجمهور أن من يعاملهم بشر بالفعل وليسوا روبوتات أو سحالي من كوكب بعيد. يمكن دمج الابتكار في هذه الناحية بمنح كل موظف متميز مثلًا شهرًا أو أسبوعًا (مدفوع الأجر) يدير به حسابات الشركة الاجتماعية وفق طابع شخصي مدروس بعناية وتحت إشراف مدير الشبكات الاجتماعية لدى الشركة. من نقاط الابتكار هنا: البث المباشر. يمكن مثلًا استخدام مثل هذه التقنيات: Bonjoro – Create great first impressions
- اتخاذ حسابات الشركة على قنوات التواصل الاجتماعية: وسيلةَ إصغاءٍ لا وسيلة تلقين، بمعنى ألا تكتفي الشركة بإلقاء معلومات (ذات اتجاه واحد من الشركة نحو الجمهور: شركة > جمهور) وإنما بخلق حلقة وصل تبادلية (تذهب فيها المعلومات وتجيء من وإلى الشركة وجمهورها: شركة >< جمهور). هنا يمكن للشركة إشراك عملائها في اتخاذ القرار (مما يعزز ولائهم ويرسخ إيمانهم بقيم الشركة) وذلك من خلال الاستطلاعات وسبر الآراء والمسابقات التفاعلية المبتكرة وهنا يمكن ضرب عصفورين بحجر واحد، من خلال عقد اجتماعات دورية مع الموظفين وجعلهم هم يقترحون المبادرات التالية التي ستطلق على حسابات الشركة، ومن ثم إيكال المسؤولية إليهم في إدارتها مما يضع الشركة في موقف رابح-رابح-رابح.