الأدب أم البيتزا؟ نجيب اسطمبولي يختار الأولى!

حديث نبوي شريف (شدتني إليه بعض المعاني):

…بينا امرأةٌ جالسةٌ وفي حَجرِها ابنٌ لها تُرضِعُه إذ مرَّ بها راكبٌ ذو شارَةٍ، فقالتْ: اللهم اجعَلِ ابني مثلَ هذا، فترَك ثديَها ثم أقبَل إلى الراكبِ فنظَر إليه فقال: اللهم لا تجعَلْني مثلَ هذا، ثم أقبَل على ثديِها يمُصُّه… ثم مرَّ بأَمةٍ معَها الناسُ تضرِبُها فقالتْ: اللهم لا تجعَلْ ابني مثلَ هذه، فترَك ثديَها ثم نظَر إليها وقال: اللهم اجعَلْني مثلَها. فعِندَ ذلك تراجَعا الحديثَ فقالتْ: خلفي أي بني مرَّ بي الراكبُ ذو شارَةٍ فقلتُ: اللهم اجعَلِ ابني مثلَ هذا، قلتَ: اللهم لا تجعلني مثلَه، ثم مرَّ بي هذه الأَمةُ فقلتُ: اللهم لا تجعَلِ ابني مثلَ هذه الأَمةِ، فقلتُ : اللهم اجعَلْني مثلَها . فقال : يا أُمَّتاه إن الراكبَ الذي مرَّ بكِ جبَّارٌ فدعوتِ اللهَ أن يجعلَني مثلَه، فقلتُ: اللهم لا تجعَلْني مثلَه . وهذه يقولونَ سَرقَتْ، ولم تسرِقْ، وزنَتْ، ولم تزْنِ وهي تقولُ: حسبيَ اللهُ.

رواه أبو هريرة وأخرجه البيهقي وهو صحيح.

ما استفدته من هذا الحديث:

  • الأطفال (حتى إن لم يتكلموا في المهد بالحكمة) معجزات حقيقية وينبغي معاملتهم وفق ذلك، فهم نعم جليلة تستوجب الشكر والحمد والثناء على الربّ صُبحةً وعشية.
  • الحديث فيه درس جليل عظيم للآباء (ولا سيما الأمهات) بخصوص تصوراتهم عمّا يريدون أن يصبح أبنائهم عليه في المستقبل. فيرجى التنبه لهذا. وليعلم الآباء أن السلامة في الآخرة سلامة القلب لا حسن الشارة وعلّو اللقب.
  • المظاهر -كما نعرف لكن معظمنا للأسف لا يتصرف وفق ذلك- خدّاعة.
  • أحكام المجتمع على الأشخاص (ما يلصقه من تُهم ويشيعه من ادعاءات) ليست دومًا صحيحة ولا ينبغي التعويل عليها.

بحمد الله وعونه أرسلتُ العدد صفر من نشرتي البريدية (لم أختر اسمها بعد لكن أستقبل الاقتراحات)، ولأنها حصرية، أدعوك للاشتراك للحصول عليها: (الاشتراك مجانيّ)

روابط

جدير بالاطلاع: “يوتيوب” المغرب: بين جدل المحتوى وحرية التعبير

مهم للاطلاع من باب الثقافة العامة للجمهور العادي، لكنها معلومات ضرورية للمترجمين في ميدان الأدب والمشتغلين فيه من كتّاب ومدونين: الذكاء الصناعي ينقذ سمعة الشاعر الفرنسي موليير؛ وأيضًا هذا المقال: هل انتحل نابوكوف رواية ” لوليتا ” من كاتب الماني مغمور؟

على ذكر نابوكوف ترجمتُ له من قبل رواية عنوانها “دعوة إلى جلسة قطع الرأس” قال عنها أحد القراء على غودريدز:

0. هل هذه هى رواية أحلامى؟. لم تحقق أى رواية لى مثلا أعلى بهذا القدر الذى حققته لى هذه الرواية، ولا أبالغ إن قلت أننى وصلت لإيهام موسيقى متكامل بلا ثغرة واحدة .. جعل لا صفحة واحدة من صفحاتها تخلو من تعبير تحسرتُ ندما أنه ليس أنا من كتبه!

1. كذلك تولد إيهام أن هذه الرواية تشبهنى، وأن هذا الذى تقدمه هو بالضبط ما أريده من الكتابة. وشعشع جمال أخاذ ملك روحى ورفعها، مصحوبا بحسرة هامشية على ذاتى التى تضاءلت أمام الشىء الخارجى الذى ملكها .. لا تعرف ما الذى تبقى له لتعمله. ولكننى تجاوزت هذا وهلّلت مع جمال ما يتشكل أمامى بقراءتى الدؤوب المتفهمة المتوافقة مع الإيقاع، حيث لم يعد هناك فرق بينى وبين نابوكوف.

2. يُحتجز سنسناتوس بزنزانة فى قلعة على تل تشرف على المدينة عبر مساحات من الحدائق الحُلمية والضياع والبرك التى يلمعها القمر. بتهمة غير موضحة على وجه الدقة، وبحكم بإعدام منتظر لم يُحدد موعده. وتتحول أبعاد السجن، بالزنزانة والممرات الخارجية وبعض الانفاق المحفورة التى تفضى لغرف وزنازين أخرى لمسرح عبارة عن حياة مصغرة، تُمارس فيها عروض و”حقائق” من الحياة الكبيرة بشكل ساخر رمزى، يخرج أوانا كثيرة من قالبه ليلامس الحقيقة والصدق. يراقص سنسيناتوس سجانه الفالس، ويحتقر مدير السجن الذى يتودد إليه بمرح مبتذل وصاخب يتسم بالغُلب، ويعانى من لزوجة جار ثرثار ونشط يتضح فيما بعد أنه الرجل الموكل إليه قطع رأسه، ويُدعى “المايسترو”، وقد ادّعى أنه سجين جار له ليصنع علاقة من المودة والتفاهم بينه كمنفذ للحكم وبين سنسناتوس كمحكوم عليه، فى وضع شكلت فيه عملية تنفيذ حكم الإعدام عملا فنيا يريد له العالم كله بالجهات المنفذة والجمهور المتعطش أن يتم بإتقان معين.

3. ويزحف التجريد العام الذى يؤطر البناء العام للرواية من الخارج إلى الداخل، فيشكل بناء العبارات نفسها، تمتد الجمل بإيقاع موسيقى زاحف يبدأ من كلمات مجردة موحية لا تحمل معنى محددا وتتجمع معا لتكون فى النهاية نتاجا متماسكا وملموسا ولكنه مجرد كالبلور. ونجد أنفسنا فى قلب هذا البكاء البلورى الذى تشكله مآسى حقيقية فى صميم العبارات ولكننا لا نلمس “الجزئيات” الذى جرّت هذا البكاء. ونظل عند حدود ساحرة نتمتع لوهلة بذرى حسية لملامسة شىء، ولكنه سرعان ما يتبدد كحلم داخله الشك، وبالتالى يحمينا من الوضع الآثم ل”حقائق” راكدة ومجترة . ونظل أمام طزاجة حُلمية واقعية، أحلام يبددها واقع، وواقع تبدده أحلام، فى حين أن الشىء المتبقى من الروح، بعد هذا، يظل عالقا بالبلور الدائم لاستمرارية جزء من الوعى لا يقطعه الموت.

Mohamed Karaly

للاقتناء: (ملاحظة بخصوص اسمي يظهر يوسف، الكثير يخطئ فيه فهو مجرد خطأ مطبعي بسيط، ولا حرج في ذلك؛ وبحمد الله تم تصحيحه في الطبعات التالية).

مقال عادي عن الكاتب الصحفي نجيب اسطمبولي ومن الاقتباسات المثيرة فيه:

كما كشف عن أنه يكتب حوالي 5 آلاف رمز يوميا، كما لا يعتمد على أية خطة عمل مسبقة، بل يكتب بشكل عفوي، وأضاف أنه لا يهتم بالربح، مؤكدا أنه ما يتحصل عليه من أرباح مقابل سنة ونصف السنة من العمل لإنجاز كتاب، يضاهي ثلث راتبه الشهري، وهنا توقف وقال “من يريد ولوج عالم الكتابة، عليه أن يعلم أنه لن يجني ربحا، أما في حال بحثه عن المال، فليفتح بيتزيريا”

لم أطلق الكتابة الصحفية لأجل الأدبية

رمز؟ خمسة آلاف رمز؟ سمعتم يا مبرمجين. هل نكتب الصينية هنا؟ أعتقد أن المقصود هو حرف فإن كان كذلك فهو رقم جيد لكاتب أو حتى صحفي. أما بخصوص افتتاح بيتزيريا، فهي ليست مشروعًا ناجحًا دومًا. وكتعليق بسيط على هذه المقولة تحدثت عما يفتقر إليه أدباء الوقت لا سيما الجيل قبل الألفيني وهو “إدماج ريادة الأعمال في حرفة الكتابة”. استمع لحلقة من يونس توك لتتوسع أكثر في هذا المفهوم: هل يمكن الاعتماد على الكتابة الإبداعية كمصدر رزق؟ (يونس توك حلقة 23)

وطالعـ/ـي إن شئت: ما هي فرصتي في كسب العيش وتطوير مهنتي ككاتب؟

قسم الأحبّة (ما يصنعه-يبرمجه-يكتبه-يصوّره) أصدقائي!، تريد الظهور في هذا القسم؟ راسلني: me@youdo.blog (الظهور مجانيّ)

انطلاق الموقع الرسمي الذي يعرض خدمات المترجمة الزميلة الأستاذة أسماء الكردي (نبارك لها ونتمنى لها كل التوفيق): الموقع.

المدوّن محمد منير بوجادي يُبدع -مرةً أخرى-: سيربيروس الرأسمالية, لما هذا الرعب والاسى والسقم ؟ (نقد للرأسمالية ) Criticism of capitalism


حقوق الصورة البارزة: Photo by ivan Torres on Unsplash

رأيان حول “الأدب أم البيتزا؟ نجيب اسطمبولي يختار الأولى!

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s