كيف تتغلب على شعورك بعدم الاستحقاق؟

وفق وجهة نظري: معظم مشاعر عدم الاستحقاق تأتي من برمجة سابقة لما كنّا أطفالًا. لذلك ينبغي على من يشعر بعدم الاستحقاق أن يكون واعيًا أن وضعه هذا ليس هو الوضع الافتراضي الطبيعي للإنسان.

المقصود بالبرمجة هو “أفكار خاطئة أخذناها عن أنفسنا، أملاها علينا الآخرون-لا يهم من: سواءً أكانوا والدين أو مربين أو أصدقاء أو مدرسين” ولأنها مكتوبة في عقولنا، بمصطلحات البرمجة: يجب حذفها وإعادة كتابتها من جديد. كيف نفعل ذلك:

  • توثيق الإنجازات وإن صغرت. يعني تحتفظ بمذكرة تسميها مذكرة الامتنان. وتمتن فيها على كل ما حدث لك في يومك وإن قلّ. وأبسط ما يمكن أن يحدث لك شرب الماء مثلًا. فتمتن لأنك شربت الماء. يبدو هذا غريبًا لكن بالتأمل دينيًا وعقليًا هو أمر مطلوب. دينيًا: للحديث الذي يحث على الحمد بعد شرب الماء، وعقليًا لأنك في نعمة واقعيًا. فملايين من البشر يعيشون في أزمة مياه. تأمّل مثلًا:

نسبة المياه العذبة لا تشكل أكثر من 0.3 بالمائة من مخزون الأرض من المياه، وهي لا تصل إلى الجميع، إذ يفتقر إليها 20 بالمائة من سكان كوكبنا. مصدر: أزمة الماء: حقائق وأرقام | DW | 13.08.2007

وأنا أخبرك أن تمتن لشرب الماء لسبب بسيط هو أنه لما أنصح بعض الناس بالامتنان يقولون لي: لا يحدث شيء مهم في حياتنا نمتن لأجله. فأقترح بند الحمد والشكر على شرب الماء.

هناك أيضًا من لا يفهم موضوع الامتنان وإليك بعض الحقائق الهامة عنه:

  1. الامتنان (الحمد والشكر بعبارات إسلامية) لا يتعلق بأي دين. جمانة حداد (كاتبة وناشطة لبنانية) ملحدة وهي تمارسه وهناك عشرات الملاحدة في الإنترنت يمارسونه. لذلك لا يهم معتقدك هنا.
  2. الامتنان لا يعني بأي حال من الأحوال أنك غبي خانع للقلة المُسيطرة. فبعض الناس يفكّر: لماذا أمتن على الماء وهنا ثلة من الأوغاد هم من قطعوه. التفكير الثورجي هذا لا ينفع في الامتنان لأنه لا يتعلق به. الامتنان ليس توقيعًا من المرء بأن الحياة متألقة ورائعة وهناك قوس قزح والأرانب تتقافز والتيليتابيز تفعل أشيائها غير المفهومة. بل يعني: أنك سعيد بأن (الكون/بوذا/التاو/المسيح/يهوه أو الله) منحك هذه النعمة رغم أنه كان من الممكن ألا تُمنح. أما رئيس الوزراء ورئيس الحيّ ومدير مصلحة المياه فلا علاقة لهم بالامتنان هنا.

بعد توضيح نقطة الامتنان المهمة للغاية، نذهب للنقطة الثانية التي ستساعدك على التخلص من مشاعر عدم الاستحقاق:

  • استخدم التوكيدات: والتوكيدات هي جُمل إيجابية تقال أمام المرآة أو غيرها بصوت عالي وهي ضمن عملية إعادة برمجة ذهنك على الحقائق الجديدة. حريّ بالذكر هنا أن التوكيدات يمكن أن تكون ذكرًا إسلاميًا (أو مانترا لدى البوذية) أو توكيدات عامّة كما تقدمها لويز هاي وتوني روبنز وديباك تشوبرا.
  • توقّف عن المقارنات بغيرك. المقارنة الوحيدة المسموحة هي ما بين نسخ نفسك أي تقارن نفسك 1.0 بـ نفسك 2.0 وهكذا. وأي تقدم ولو طفيف تحرزه. امتن لأجله. لأن جمعًا كبيرًا من العقلاء في العالم (من مسلمين ومسيحيين وملاحدة وبوذيين ولا أدريين) اتفقوا في كتبهم وتعاليمهم أن الامتنان يجلب المزيد من الخير. وهذا هو المطلوب.

للاستزادة تابع:

حقوق الصورة البارزة: (مع كل الامتنان) Photo by Freshh Connection on Unsplash

4 رأي حول “كيف تتغلب على شعورك بعدم الاستحقاق؟

  1. قال رسول الله: “مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بحذافيرها”.. حقا قد يبود الأمر بسيطا ولكن بقليل من التفكير والتواضع تعرف قيمة هذه الأشياء وتعرف أنك مسبوغ بالنعم.

    Liked by 1 person

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s