جلستُ في الشمس (مقطع شعري مترجم)

قطعة شعر ترجمتها من النشرة البريدية التي يعدها ماثيو أوغل بعنوان Pome ويرسل فيها للمشتركين مقاطع مختارة من الشعر الحديث باللغة الإنجليزية.

رابط النشرة البريدية: هنا

الترجمة للعربية من إنجازي:

جلستُ في الشمس

نقلتُ كرسييَّ إلى حيثُ الشمس
وجلست هناك في الشمس
بالطريقة التي يذهب بها “الجوع” عندما نسميه “صياماً”.

النص الأصلي:

 

تعليقي:

لا أدري هل الشاعرة جَين هيرشفيلد على إطلاع جيد بالأدبيات الإسلامية (بمعناها الأوسع والتي تضم حتى البهائية مثلا) أم لا، لكن لما ندرك أنها شاعرة وكاتبة مقالات ونجد كلمة “مترجمة” في سيرتها قد نتصور ذلك، بالنظر إلى البيئة العابرات للثقافات واللغات التي يعيش فيها المترجمون عادة.

إن الشعر الحداثي في وقتنا أصبح يحفز القراءات المختلفة لذلك تعليقي هنا وربطه بالأدبيات الإسلامية كموروث مبرر حداثياً ومبرر ما بعد حداثياً، هذا إن سلمنا أن للشعر معنى محدد، لكن الشعر يسمح بالقراءات المختلفة والتأويلات وما تعليقاتي هنا بعد كل مقطع إلا تأويلات وليست “تحكمات” تقيد النص. إنها مساهمة (وأدعو الاخرين للمساهمة) إنها ندفة ثلج ضمن كرة التأويلات التي تتشكل حول نواة قصيدة ما كل مرة تمضي فيها الكرة الشعرية قدما.

بالتالي ما خطر لي عندما قرأت هذا المقطع ثلاثة أمور: الاحاديث الموضوعة، والحلاج، والبهائية.

مثال الاحاديث حول الصبر على الشمس، “مَن صبرَ علَى حرِّ مكَّةَ ساعةً مِن نهارٍ تباعدَتْ منهُ جهنمُ مسيرةَ مائتَي عامٍ” (مختصر المقاصد وقال باطل لا أصل له)،

وقد قرأت ان الحلاج كان يفعلها في مكة أيضا لا أدري عملا بالحديث أم بشكل رياضة صوفية من عنده، من جانب آخر قيل أن مؤسس البهائية كان يقف في الشمس

ما الذي يجمع بين هذه العناصر الثلاثة؟ الجواب هو التصوف. من المعروف أن كتب التصوف لا تلتفت لصحة الاحاديث كثيرا -ولها أسبابها- ولدينا شخصيتان اشكاليتان في العالم وهما الحلاج ومؤسس البهاية الاول قتل شهيدا والثاني أسس ديانة جديدة تماماً.

إذن مفهوم ان تكون انسانا عاقلا وتنقل كرسيك من الظل الى الشمس لا يعني انتقالك من ‘الحزن= الظل’ إلى ‘الشمس= الفرح” او من الجهل للعلم او من الظلام للنور. بل يعني “حركة تصوفية” يمكن اضافة صفتين لهذه الحركة الصوفية وهما “حركة صوفية شعرية حداثية”. وهذا بنظري ما يبرز جمالية الشعر.

ما يؤكد ذلك هو الجملة الاخيرة من المقطع “بالطريقة التي يذهب بها “الجوع” عندما نسميه “صياماً”” وضعت كلمة الجوع والصيام بين علامتي تنصيص مع أنهما في الاصل لا يوجدان بذلك الشكل للتنويه بهذا.

الجملة تقول “قد يكون هناك ماهية أو مفهوم أو شيء له طبيعة واحدة مثلا الشعور بالجوع، لكن هذا الشيء يتحول وفق ما تنظر إليه، وكي ترى الشيء بشكل مختلف لا بد عليك من نقل كرسيك(جسدك) نحو اتجاه اخر وتنظر الى ذلك الشيء ليتحول بين ناظريك إلى شيء آخر مع أنه هو ذاته ذاته، بهذه الطريقة يتحول ألم الجوع إلى لذة الصيام”.

بذكر الكرسي والجسد من المهم هنا أن نشير من بعيد الى قصة سيدنا سليمان “وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا” إن الكرسي في المقطع اعلاه يشير إلى الجسد بنظري.

 

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s