بائع الهذيان

الايام الفارطة وحتى الان -وربما ما بعدها- قرات اعداد مجلة سومر التاريخية -العراقية انزل المجلد واتصفح الفهرس واقرا ما اجده مثيرا للاهتمام في بعض الاعداد قرأت مقالات -تكون عادة من 10 الى 30 صفحة او يزيد لست متاكدا- في بعضها الاخر لم اقرا شيئا
المجلة تاريخيا ثرية فعلا. وما وجدته مثيرا التالي:
– في اعدادها الاولى تمجد الافتتاحية الملك ملك العراق وقتئذ مع صورة فوتوغرافية له
– ومع توالي الاعداد ينقلب الامر ليصبح جمهورية و يمجد نفس الشخص -رئيس التحرير- انتصارات الجمهورية و الثورة المجيدة الخ
هذا يذكرني بالاية

 تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء

ونظرا للاحداث الاخيرة ايضا وخروج الكثير من عزهم ونزولهم للارض

تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء

على اية حال من المواضيع المهمة هناك مقال بحثي عن جموع التكسير طرحه ابراهيم السامرائي خبير اللغات في بعض اعدادها وهو ممتاز جدا.
كما ان هناك ايضا بحوث كوركيس عواد الجيدة لكني لم اطالعها جميعا اود هنا ان اطرح فكرة قرائاتي انها مثل شجرة فما قادني لسومر ورغبني في قرائتها هو قرائتي لكتاب سير ومكاشفات كالتالي:

“سير ومكاشفات جريئة مع أعلام في الثقافة والآداب” فصل كوركيس عواد (تلميذ انستانس الكرملي النجيب) وكان المحاور الاعلامي هو د. محمد بن عبد الله العوين > اعداد مجلة سومر > كتب حمزة بن الحسن الاصفهاني.

على اية حال في مقال عن حمزة الاصفهاني تعرفت على هذا الحمزة وهو مثير فعلا بكتابتاه وسيرته الذاتية.

ألف له أبو علي بن مندويه الاصفهاني رسالة في الاعتذار عن اعتلال الاطباء و رسالة في الرد على ما انكر حاجة الطبيب إلى علم اللغة وهي مواضيع مقالات ثرية لو فكر احد بكتابتها العصر الحالي. هناك فعلا مقالات عن علاقة الاطباء بالادب وما اليه لكن لا يوجد موضوع واف عن حاجة الطبيب الى علم اللغة التراث غني ويذهلك فعلا وتفكيرهم في هذا الموضوع ذلك الوقت جميل ويبعث في القلب السرور. نواصل مع حمزة الأصفهاني:
“ولكثرة تصانيفه وخوضه في كل نوع من أنواع العلم سماه جهلة أصبهان (بائع الهذيان) وما الامر -والله- كما قالوا؛ ومن جهل شيئا عاداه” القفطي انباء الرواة.

بائع الهذيان اسم مستعار ممتاز للشكبات الاجتماعية (وهو غير محجوز حسب علمي لكن الناس سيظنون انك بائع مخدرات لو اسعملته على ما أظن).

قرأت جزءا من كتابه سوائر الأمثال على أفعل ممتاز فعلا. (خاصة نهايته) شجبه البعض لانه ادرج امثالا عامية لكن التاريخ سيخلده لهذا الفعل بالذات لانه انثربولوجيا كنز من الكنوز اللغوية العظيمة تماما مثلما فعل الكتاب المصريون بادراجهم العامية في عصر المماليك اذ لولا فعلهم ذلك لغابت عنا كثير جدا من المعلومات الان. يجدر التنويه ان امانة حمزة الاصفهاني العلمية عالية جدًا.

 

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s