السلام عليكم ، هذه التدوينة في إطار المبادرة الجميلة لمحمد علي تاكاشي ، ومحمد الوكيل في التدوين اليومي .
هذا النص هو نص من الأدب التجريبي ، و للذين يخافون أو يشمئزون من المصطلحات الأكاديمية مثلي ولا يفهمهما ولا يعرف ما هو الأدب التجريبي فها هو مثال عن الأدب التجريبي . ‘ نص شاعريّ’ . تفضلوا بالقراءة .
طائرُ العنقاء الذي لا يعرف كيف يغرد زجلاً
جلستُ ذات يوم كما قال الشاعرُ وقلبي مليء بالحب وجوانحي مترعة بالشوق ، ويونس لا يحب الحديث البلاغيّ كثيراً فقط يحب التعمق في عيون حبيبته أكثر وأكثر .
كنا تحت شجرة عمرها ألف عام . ورغم جمالها كنتُ أفكر كرَجُل كيف لي أن اؤلف عشر مقطوعات هايكو من أجل عينيها . وأنا أتصور في عين خيالي الكتاب وغلافه وعنوانه . العنوان بدا مستهلكا ، فالكثير من بني آدم ألّف ( قصائد من أجل عينيها ) .واختلفت العيون واتحد المضمون وقال الصوفيون أن ذلك دليل وحدة الوجود .وكان ولا بد كما قال الرب ذات ليلة أن ابن آدم الذي كتب أول عنوان ( من أجل عيونها ) كانَ محظوظا جدا . رغم أنه لم يحفظ لنا التاريخ ما كتبه في تلك القصيدة الأولى ، فنحن نشأنا على قصائد كثيرة من أجل العيون حتى أتى أراغون سيءُ الذكر وكتب “من أجل عيون الزا” .
طائرُ العنقاء الذي لا يعرف كيف يغرد زجلاً
ولا الغزل..
لأنه طائر وليس انساناً
قالت الأساطير أنه كان رجلا من قبل
فتحول إلى عنقاء لأنه لا يريد أن يموت .
ذلك الطائر كان يغرد
مخترقاً سماءَ الحب .
لا يعيش العنقاء إلا في قلوبنا .
و أنا لا أدري كيف أبدأ الهايكو و لا كيف أختمه* .
و هكذا أُنهي القصيدة
ولمن لا يريدها ألا تنتهي
خليّ درويش ينفعكو .
* هذا إن كان هايكو أساساً.