بسم الله، سيكون هذا المقال بعون الله مرجعًا أرسله لكل من يريد أن يُقيّم صانع محتوى قبل أن يتابعه لسنوات من عمره ولا يربح شيئًا لا مالاً ولا علمًا نافعًا.
- 📐 حدود هذه الخوارزمية العقلية لمعرفة نية صانع المحتوى
- 🤔 فيمَ تصلح هذه الخوارزمية العقلية لمعرفة نية صانع المحتوى
- 🔭 معرفة نية صانع المحتوى ليست مستحيلة لكل الناس ولكل الحالات
- 🛠️ مثال تطبيقي*
- 🤢 معظم صناع المحتوى في العالم ستكون معظم نواياهم في معظم القضايا نوايا فاسدة
- 📌 الهوامش
هذا المقال الذي هو عبارة عن: “خورازمية عقلية لمعرفة نية صانع محتوى. تُثَبَّت ذهنيًا”:
- يقيك من أن تُضيَّع سنوات من عمرك على من لا نفع في متابعتهم بل ويضرّونك.
- يتيح لك متسعًا من الوقت وطاقتك الذهنية (بما أنك حرَّرت وقتك وذهنك ممن لا نفع فيه) لإطلاق مشاريعك وما تريد فعله في هذه الحياة.
📐 حدود هذه الخوارزمية العقلية لمعرفة نية صانع المحتوى
لاحظ أني لا أتحدث عمّن محتواهم واضحُ التفاهة، ظاهرُ الضحالة مثل الراقصين وبائعي خصوصياتهم وأجساد زوجاتهم وأطفالهم وحياتهم التي لا معنى لها، فهؤلاء لا يحتاجون لمسطرة وخوارزمية إن كنت من أسرة ربّتك جيدًا، وعلمتك الفرز بين من لا يخاف الله؛ ومن هو مؤمن يخاف الله.
كما لا أتحدّث عمّن لم يدعيّ شيئًا. مثال لو أنّ صانع محتوى لديه مليون مشترك ولم يدّعي مثلًا ويُصدِّع رؤوسنا بعبارات من مثل:
- أدعم في كل مناسبة أبناء بلدي
- جمهوري هو بؤبؤ عيوني وأفعل لهم كل شيء
- لا أدخر أي شيء لنفع جمهوري ومتابعيّ
- أنا أستيقظ ومن الصباح للمساء لا أُفكّر إلا في نفع الخلق
- قناتي/موقعي/بودكاستي مفتوحة لدعم كل مشروع من مشاريع أبناء بلادي/متابعي/طائفتي/حارتي
فهذا النوع المدعيّ من الحيوانات الناطقة هو بالذات من تصلح له الخوارزمية، لكن من لم يدعيّ شيئًا من هذا فليست الخوارزمية له، ولا تنطبق عليه إذ من حقه أن يقول مثلًا: “أنا لم أقل قط ولم أدعي أنني قوة ضاربة في دعم المشاريع الشبابية في بلادي. قناتي هي تجارتي ومن يريد الظهور فيها فليدفع النقود ومرحبًا بالجميع”. فهذا النوع الأخير نزيه ومبارك وحقيقيّ حتى لو بدا للمغفلين أنه رأسمالي وجشع. أما النوع الأول من المُدَّعين فهو مُزيّف ويسقطون إن طبَّقت الخوارزمية عليهم، إذ سيظهر أنهم عبدة دراهم ودنانير وقطيفة وزوجة وهاتف لا حقيقة لكلامهم المُزيَّف إلا إيهام الشباب المُغفَّل والمراهقين السُذَّج.
🤔 فيمَ تصلح هذه الخوارزمية العقلية لمعرفة نية صانع المحتوى
إنّ هذه الخوارزمية نافعة لأولئك الذين غالبًا ما يظنّ المغفلين فيهم الخير. بالذات: أولئك الذين يستخدمون الدين والقِيم المحافظة وما يشبهها لبيعك وهمًا ولتضييع وقتك. وبالتحديد أولئك الذين:
ينشرون مئات الفيديوهات عن المذاكرة للجامعات والمدارس، والتي عندما تتخرج منها تبقى بطّالًا عاطلًا مُفلسًا لسنوات ولا تُحصّل شيئًا من متابعتهم. ما نفع فيديوهات حيل المذاكرة لهياكل تعليمية لا تُوفّر وظائف بعد التخرُّج؟ في حين أن أصحاب القنوات مثل قنوات المذاكرة نفسها هم أنفسهم لا يعملون بشهاداتهم وفتحوا قنوات يوتيوب وبودكاست وغيرهما ويبيعون دولاراتهم في السوق السوداء، ويقولون “لا ننوي إلا الإصلاح ونفع الأمة”، وغاب عنهم أن صلاح جمهورهم في تعريفهم كيفية العمل عبر الإنترنت وخارج الإنترنت وفي إرشادهم لحلول دفعٍ حُرِم منها -وفق آخر الإحصاءات- وفي المنطقة العربية لوحدها: “211 مليون شخص“، فما نفع تعليمهم برمجة ووردبريس أو غيرها إن كانوا لا يستطيعون تلقيّ أرباحهم من العمل الحرّ بعد تعلُّمها؟، والعالَم الآن بشرقه وغربه وجنوبه وشماله متفق على ضرورة ريادة الأعمال الرقمية وتقليل الاعتماد على وظائف الحكومة وتنويع مصادر الدخل*.
*يمكنك البحث بعبارات ريادة الأعمال وتوظيف الشباب وستجد ما لا حصر له من التقارير والأخبار التي تثبت هذا وبلغات شتى1.
🔭 معرفة نية صانع المحتوى ليست مستحيلة لكل الناس ولكل الحالات
قد يبدو لأول وهلة أن معرفة نية شخص ما أمر مستحيل؛ لكنه ليس مستحيلًا لكل الناس ولكل الحالات.
إنّ معرفة نية شخص معينة ممكنة جدًا في حالات خاصة. وأحد هذه الحالات صُنّاع المحتوى. إذ يمكن وبسهولة معرفة نواياهم بشأن قضايا معينة وبدقة شديدة.
هذه الطريقة أسميها طريقة حصر القطة في زاوية. والقطة هنا هي النية. وتتم بتصميم خيار ثنائي لا مناص منه يستخرج لنا ودون أدنى شك نية الشخص في قضية معينة.
لنأخذ مثالًا.
🛠️ مثال تطبيقي*
*اِعلم أن هذا مجرد مثال وأبواب الخير (أفعال الخير) لا نهائية فلا تنظر لاصبعي عندما أشير للقمر. فالمقصد هو ضرب مثال تقيس عليه. والخلاصة: ما من خُطة رُشدٍ -تنفع الخلق وتُحقق ما يدّعون أنهم يريدون تحقيقه- تدعو أمثال هؤلاء المُزيَّفين إليها إلا ردّوا عليك بـ“لؤه”**. والسبب؟ حرمانُ الحق تعالى لهم من التوفيق.
صانع محتوى لديه عدد لا بأس به من المتابعين نَشَر فيديو عن كيف تطلق مشروعًا في اليمن؟
كيف نعرف نيته في هذه القضية؟
كما قلنا نخلق وضعية ثنائية (Binary) لا مناص منها لاستخراج النية.
عودة للمثال التطبيقي.
نسأل هنا صاحب الفيديو (افتراضيًا ذهنيًا أو حقيقة). وفق الحوار (سؤال وجواب) أدناه:
- ما غايتك من نشر هذا الفيديو؟
- غايتي إيقاع أعظم نفع بالشباب اليمني من ناحية اقتصادية
- هذه غاية نبيلة. ما رأيك بهذا العرض: إن وُجد أمر فيه الخصائص التالية
- يُحدث أثرًا اقتصاديًا فعليًا للشباب اليمني
- لا يكلفك فلسًا واحدة
- لا تحتاج للإشارة لي وشكري أني صاحب الفكرة بل تنسب الفكرة لنفسك إن أردت
- ستضخ ما يساوي ألوف الدولارات لصالح المشاريع الشبابية اليمنية دون أن تدفع من جيبك
- هل ستوافق عليه؟
- ما هو العرض؟
- أن تضع في بعض فيديوهاتك في تعليقات مثبتة إعلانات مع رابط لمشاريع شبابية يمنية تتسم بأنها:
- واعدة وشبابها مجتهد
- لديهم 0 دولار ميزانية إعلانية/تسويق
- ما هذا الهراء؟ لا أحد يعلن في تعليقات يوتيوب المثبتة في الفيديوات!
- بلى. هناك أصلًا سوق لذلك [انظر الصورة أدناه]. لبيع وشراء التعليقات المثبتة للإعلان فيها. فإذن لديها قيمة اقتصادية. أدناه مثال على سوق لهذه الأماكن الإعلانية. وهو مجرد مثال وهناك غيره من الأسواق.
*الآن سيأتي بعض البلهاء النوكى يقول: الموقع لا يعمل. والجواب: سأموّل تطوير موقع مثله في ظرف يومين فحسب. شرط أن تأتيني بمؤثّر من صنف الحيوانات الناطقة الذي لديه مشتركون كثر ويكذب النهارَ والليل أنه يدعم أبناء بلده. وشرط أن يوافق على استخدام الموقع حقًا.
الآن يتنحنح صاحب الفيديو ويحمحم ويحكّ اِسته…
ويهمهم بصوت منخفض قائلًا لنفسه: “يعني ذلك أن…أن أعطي …ما قيمته آلاف الدولارات….لشباب يمني عاملٍ مُجتهد حريصٍ…ليس لديه ميزانية إعلانية…شباب قوي مجتهد أَقْدَم على الخطوة الشجاعة بالفعل، وفتح تجارة (بزنس) ويشتي يتزوج وينجب أطفال ويبني بيوت…”
ثم يقول بصوت عالٍ جدًا:
“كلا! وألف لا. أقسم بالله ما أنا فاعل!”*
إذن كما ترى يتضح ودون مجال للشك أن غايته التي أخبرنا بها أعلاه كاذبة زائفة وأن نيته فاسدة خايبة، لأن من كانت نيته الخير وأُتيح له عرض لا يُكلِّفه شيئًا، ويزيد من الخير في هذا الكوكب، ويقول “لا” -وفي رواية “لؤه“*- فإن نيته ولا شك “مش ولا بد”.
قد يعترض شخص ويقول أنت تقول لنا أن العرض لن يُكلِّفه شيئًا، لكن كتابة التعليقات وتثبيتها في عدد من الفيديوهات يستهلك وقت المؤثِّر ووقته مال. وهو تكلفة.
أجيب: يوتيوب الآن يتيح أن تضيف لقناتك موظفين/أشخاص آخرين يقتصر عملهم فقط على إدارة التعليقات دون صلاحية لشيء آخر مثل رفع الفيديوهات أو تعديلها. وسأوفر لك من يفعل ذلك مجانًا من عندي دون أن تنفق ثانية من وقتك الثمين.
🤢 معظم صناع المحتوى في العالم ستكون معظم نواياهم في معظم القضايا نوايا فاسدة
قد يقول قائل لو نُطبِّق طريقتك الذهنية هذه المُسمَّاة «حصر القطة في زاوية» على معظم صناع المحتوى في العالم ستكون معظم نواياهم في معظم القضايا نوايا فاسدة.
جوابي: نعم. مرحبًا بك في عالم الحقيقة.
قد يسأل آخر لكن سبحان الله لماذا يبخلون بخير عظيمٍ في قدرتهم فعله ولا يُكلِّفهم شيئًا؟
جوابي: الحقُّ تعالى حرمهم من التوفيق. إذ لا يُوفِّق سبحانه للخير إلا من يُحبُّه ويَرضاه.
انتهى.
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
🛎️ تذكّروا: نشرة “صيد الشابكة” وبودكاست “يونس توك” لم يتوقفا ولم يختفيا. بل صارا من المحتوى المدفوع. لا تُفوِّت الأعداد القادمة من “صيد الشابكة” وبودكاست “يونس توك” واشترك الآن.
حقوق الصورة البارزة: مكتبة الصور المجانية من ووردبريس.
📌 الهوامش
- إن لم تكُ تجيد البحث أو لا وقت لك له. طَالِع ما في هذا المجلد الذي يحوي مقالات حديثة عن أهمية ريادة الأعمال في مختلف الدول والمناطق. ملاحظة: وضعتُ ضمن مجلد Drive -ضمن مقالات أخرى- مقالًا يعارض الفكرة أن ريادة الأعمال ناجعة في مكافحة الفقر ليس تناقضًا بل لأني أفسح المجال للفكر للناقد. ↩︎
اكتشاف المزيد من يونس بن عمارة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
يونس بن عمارة 
splendid! 46أمسية رمضانية مع رائد الأعمال محمد صفراوي: السيو لا زال مجالًا واعدًا
إعجابإعجاب