جدول محتويات المقال
- جدول محتويات المقال
- خذ الراحة واللعب على محمل الجدّ أيضًا
- لماذا عليك أن تجرّب اللعب مع طفلك؟
- كيف يعزز اللعب من إبداعك؟
قلّما تجدُ رجلاً ناضجًا يستقطع من وقته ساعةً ليلعب، كلّ أوقاتنا مصروفةٌ في العمل، ومشاغل الأسرة، والتزامات الأبناء. ما تلبث أن تستريح من الركض المتواصل وأنت تضع رأسك على الوسادة حتى يُفزعك منبّه الصباح لتعود إلى الدوران في عجلة الهامستر.
إننا جميعًا نركض بسرعة 120 كلم في الساعة خوفًا من أن يفوتنا قطار النجاح، والمال والنفوذ وغيرها، ولو على حساب صحتنا وأوقات أطفالنا ودفء أسرنا.
هل تساءلت يومًا لماذا نشعر بالضيق والإحباط في أعمالنا الروتينية؟ ولماذا تجف منابع أفكارنا الإبداعية أحيانًا؟ لأنّنا نأخذ الحياة بجدية مفرطة، نعيش وننسى أن نستمتع.
خذ الراحة واللعب على محمل الجدّ أيضًا
من الصعب التوفيق بين كل جوانب حياتك. طفلك يريدك، ومديرك يحتاجك، وفواتيرك تنتظر من يدفعها، لكن هناك دومًا وقت يتّسع لكوب قهوة، أو لعبة مع طفلك الذي يكبر أمامك وأنت منشغل عنه.
لوك شانكولا، الرئيس التنفيذي لشركة تسويق ناجحة، رجل مجتهدٌ في عمله وأب لطفلين، يجد صعوبة في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
يملك لوك شركة بملايين الدولارات حقّقها في أقل من عامين، إنجازٌ كبيرٌ أليس كذلك؟ هذا العمل كاد يكلّفه فقدان زوجته وعائلته.
يقول لوك: “لحسن حظي لم أدرك فضاعة ما أنا فيه إلا حين جاءت زوجتي وأخبرتني أنّها لا تحسّ بوجودي. حتى وأنا جالس معهم جسدٌ بلا روح، اكتشفتُ أني لم ألعب مع طفلي منذ شهور، لقد كنت أفكر دائمًا في العمل”
لماذا عليك أن تجرّب اللعب مع طفلك؟
بالنسبة للأطفال، اللعب ضروري للتعلم. وفقًا لعلماء النفس، فإن الأطفال الذين يلعبون مع آبائهم لديهم:
- زيادة في الاتصالات العصبية.
- ويتطورون في مهارات الوظائف التنفيذية.
- ويرتفع مستواهم في التعلم الأكاديمي.
- ويطورون مهارات جيّدة في اللغة، والخيال، والإبداع.
من الناحية البدنية، يساعد اللعب الأطفال أيضًا على تعلم المهارات الحركية والتوازن والتعبير عن أنفسهم.
هناك جانب آخر مفيد للعب وهو التطور الاجتماعي والعاطفي. عندما يلعب الأطفال سيتعلمون كيفية حل المشكلات وتطوير المرونة في إيجاد الحلول.
كما أنّهم سيكونون أكثر ميلاً إلى مشاركة ما يحدث في حياتهم مع والديهم.
فكّر معي، كم مرة جلست تشرح لطفل كيف يلعب لعبةً ما ثمّ وجدت نفسك منجذبًا ولها وتلعبها بشغف ومتعة؟
أنا مثلك لم ألعب منذ زمن، حتى كرة القدم لم يكن لي فيها مأربٌ، لكن تعجبني ألعاب الصغار في شكلها الجميل، وقد صادفني موقعٌ رائعٌ يجمع عدّة ألعاب ممتعة للصغار والكبار، والجميل أنّه لا إعلانات تقلقك، ولا حاجة للتسجيل وتستطيع اللعب من هاتفك أيضا، وقد قضيتُ فيه وقتًا لا بأس به.
كيف يعزز اللعب من إبداعك؟
لا تنحصر فوائد اللعب على الأطفال فحسب، لكلّ منا طفل بداخله لا يكبر مهما بلغ عمرك. اللعب والإنغماس في شعور المتعة مثل الأطفال يشبه جلسة تدليك لعقلك.
1- يزيد اللعب من اليقظة الذهنية
هل حدث مرةً أن طاردت فكرةً لكنّها استعصت عليك؟ ثم فجاة جاءتك وأنت تمشي على رصيف أو منستمتع بمحادثة لطيفة مع صديق.
تأتي أعظم الأفكار في السفر أو الحمام، وتأتي عند اللعب أيضا، فمن لوازم الإبداع أن تكون حاضرًا في اللحظة الراهنة مستمتعًا بها.
السر الحقيقي للحياة، أن تنخرط تماماً في ما تفعله هنا والآن
آلان واتس
هذا ما حدث لي وأنا ألعب Fruit Merge لعبة إسقاط فواكه، حيث عليك أن تُسقط الفواكه من الأعلى إلى الأسفل، وحين تتلامس الفواكه المتشابهة تندمج لتشكل فاكهة أكبر من نوع آخر. وفي كل مرة تسجّل نقاطًا، وستفشل إذا وصلت الفواكه خط النهاية.
بعد أن فشلت في اللعبة السابقة، سرعان ما خطفت إنتباهي لعبة looney tunes veggie patch.
لعبة للبستنة حيث يمكن للأطفال زراعة أنواع مختلفة من الفواكه والخضروات والتفاعل مع الحيوانات.
تستطيع أن تلعبها مع طفلك وتختبر ذاكرته في حفظ أسماء الحيوانات والتعرّف عليها. متأكد أنّه سيُعجب بشكل الأرنب السعيد بعد سقي الجزر الذي يحبّه.
2- اللعب يغمر عقلك بالإيجابية
عندما تتواصل مع طفلك أثناء اللعب، يمتلئ عقلك بالأوكسيتوسين، والدوبامين، والسيروتونين. يسمونها هرمونات السعادة تحمي عقلك من الإجهاد والتوتر.
ومع انخفاض مستويات التوتر تنشط قدراتك الفضولية والإبداعية في العمل.
3- اللعب يجعلك أكثر إنتاجية
أشكّ أنّ لسان حالك يقول: ليس لديّ وقت كافٍ للعمل فكيف يكون لديّ وقت للعب؟ لا تقلق لن تتأثر إنتاجيتك لأنك لن تحتاج وقتا طويلا للعب مع أطفالك، فقط ابحث عن لحظات صغيرة للضحك والمرح.
امنح نفسك وقتًا للعب خاصة عندما تشعر بالتوتر، ستخرج من الضيق إلى السعة وتتغير الطريقة التي تنظر بها إلى مشكلة العمل، وتتبدّى لك الحلول والخيارات الكثيرة.
عندما تلعب مع طفلك، عليك أن تسكن عالمه. تتخيل نفسك مزارعًا، أو سائق شاحنة أو حتى تنينًا ينفث النار من فمه.
جرّب اليوم قبل العشاء أن تقضي وقتا مع لعبة Tractor Express. وهي لعبة قيادة جرارات من 9 مستويات ويتعين عليك قيادة جرار وتوصيل ما تحمله المقطورة إلى خط النهاية دون أن يسقط.
هذه اللعبة صعبة بعض الشيء بعد المستوى الأول والثاني، استفزّتني لدرجة نسيت نفسي وانغمست في اللعب لإثبات قدراتي ومهاراتي.
في النهاية، اللعب مع طفلك ليس ترفًا ولا شيئًا تهمله ولا تتذكّره إلا بعد إنهاء جدول عملك المزدحم. خذ لحظة الآن وقدّر الوقت الذي تقضيه مع طفلك، تنفّس قليلا وعش لحظاتك، ينتهي العمر ولا ينتهي العمل، وحاجات من عاش لا تنقضي.
يونس/هارون يسأل: متى آخر مرة قضيت وقتًا ممتعًا مع لعبة؟ شاركنا باسمها.
حقوق الصورة البارزة: Photo by Picsea on Unsplash
حقوق صور المقال الأخرى: 2007 – 2024 © Culinary Schools.org
اكتشاف المزيد من يونس بن عمارة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
يونس بن عمارة 
شكرا على التدوينة الرائعة أنا العب حاليا العاب الاركيد يوجد فيها تنشيط للدماغ. والتركيز العالي
إعجابإعجاب