مساء السعادة،
الأستاذ عدنان العجارمة عليّ هذا الموضوع فشَكَر الله له، عدنان مشترك في رديف فاشترك أنت أيضًا 👇
جدول المحتويات
- جدول المحتويات
- لماذا حدثت التسريحات في الشركات التقنية؟
- الأسباب الحقيقية للتسريحات الجارية في الشركات التقنية حاليًا: من وجهة نظري
لننقل سؤاله نصًا هنا ونجيب عليه بعون الحيّ الذي لا يموت:
بارك الله في عطائكم
ما سبب تسريح الموظيفين بأعداد مبالغ بها من شركات التقنية وغيرها
إن لم تكن تعلم هذا، أو كنت مشغولًا بمشاهدة فيديوهات التسلية والقطط على الإنترنت فإن هناك علميات تسريح هائلة العدد تجري الآن -هذا الشهر وما سبقه- في كبرى الشركات التقنية. الصورة أدناه توضّح الأعداد والشركات ومنها:
- سرّحت شركة مايكروسوفت 10 آلاف شخص (ما يمثّل 5 بالمئة من إجمالي موظفيها)
- سرّحت شركة أمازون 18 ألف شخص (ما يمثّل 6 بالمئة من إجمالي موظفيها)
- سرّحت غوغل 12 ألف شخص (ما يمثّل 6 بالمئة من إجمالي موظفيها)
قد تقول أن 6 بالمئة قليل من إجمالي الموظفين لكن العدد كبير فعلًا، مثلًا 12 ألف شخص ليس عددًا قليلًا. مع ذلك هناك شركات أخرى أصغر سرّحت كل موظفيها مثل زيلينغو (Zilingo) التي سرّحت 280 موظفًا ما يمثل 100 بالمئة من إجمالي عدد موظفيها.
لماذا حدثت التسريحات في الشركات التقنية؟
أصدر العديد من المدراء في تلك الشركات بيانات توضّح لم حدثت هذه التسريحات. وحفظًا لوقتكم فهي متطابقة وملخّصها ما يلي:
- نظرًا لتغير المناخ الاقتصادي حيث زاد التضخم والنفقات التشغيلية وقلّ النمو
- نظرًا لأن عمليات التوظيف المكثّفة جرت في فترات النمو الاستثنائية السابقة أثناء الجائحة وما بعدها بقليل
فإننا -يقول المدراء التنفيذيون لتلك الشركات- يؤسفنا أن نقول لكم: “شوفوا حلّ لحياتكم في مكان آخر”.
نظرًا لأن البيانات التي تتحدث عن أسباب التسريح الصادرة عن قيادة تلك الشركات متشابهة تقريبًا عَمَد الموقع الساخر مَك سويني (McSweeney) إلى كتابة مقال ساخر تهكمي يحاكي فيه هذه البيانات المكررة الباردة.
الأسباب الحقيقية للتسريحات الجارية في الشركات التقنية حاليًا: من وجهة نظري
- التغيرات الحاصلة (تقدم بخطوات واسعة كبيرة) في مجال الذكاء الاصطناعي ما دعى مؤسسَي غوغل: لاري بَيج وسرجي برين للعودة للعمل وإعلان “الطوارئ” (الضوء الأحمر) في شركة ألفابيت بعد نجاح شركة أوبن إيه آي المتعاونة مع مايكروسوفت ناهيك عن استخدام الكثيرين لتيك توك بصفته محرك بحث بدلًا عن ألفابيت (الشركة الأم لغوغل) وغوغل مقياس جيد للشركات التقنية والابتكار حتى مع ممارساتها اللاأخلاقية المتكررة. وما تفعله سيُدرس ويتبعه الكثيرون.
- انتشار واسع لثقافة العمل عن بعد وتوظيف الموظفين عن بعد من أي مكان في العالم ما خفّض تكاليف التوظيف وسهل عملية اكتشاف المواهب التقنية والاستحواذ عليها. يمكنك ملاحظة أن الشركات التي تقدم خدمات التوظيف ودفع رواتب الموظفين في أي مكان في العالم في ازدهار وقتنا الحالي وفي خضم هذه التسريحات ذاتها: مثال شركة (Deel) التي لم تستقطب 50 مليون دولار من الاستثمارات الجديدة فحسب؛ بل وأطلقت خدمات مجانية لاستقطاب عملاء آخرين لتجارتها الناجحة، وفي الوطن العربي شركة ريموت باس (RemotePass).
- كبر سنّ الموظفين المخضرمين وتذبذب إنتاجيتهم ونفاد صبرهم من بيئات العمل في الشركات التقنية. ورغبة عدد منهم في الاستقلالية والعمل لصالح أنفسهم. (يمكنك متابعة نقاشات هاكرنيوز بهذا الصدد)
- الكثير من الشركات التقنية في حقيقة الأمر لا تحتاج مئات الموظفين. ناهيك عن الآلاف حتى إن أخبرك بعض من لا يفقه في الموارد البشرية شيئًا عكس ذلك. ودليل هذا:
- عام 2014 كان لدى واتساب نصف مليار مستخدم شهريًا ويدير كل شيء 50 موظفًا لا غير.
- يعمل الآن في تويتر (2023 وقت كتابة هذه السطور) 500 مهندس بدوام كامل لا أكثر.
- بتاريخ أكتوبر 2022 سجّل تطبيق Gas (استحوذت عليه Discord الآن) مليون مستخدم يومي نشط و30 ألف مستخدم جديد كل ساعة. مع ذلك لم يكن يشرف عليه إلا أربع من الناس فقط: المؤسس ومهندسين اثنين ومدير واحد للمجتمع.
- في عام 2011 كان موقع ريديت (Reddit) يستقطب 830 مليون زيارة كل شهر (أي قرابة المليار زيارة) ومع ذلك لم يكن يشرف عليه إلا ثلاثة مهندسين ومتدرّب واحد.
- خلل في آليات التوظيف. حيث توظف الشركات في أوقات النمو الكثير من الموظفين الذين لا يضيفون قيمة مباشرة لعمل الشركة ويستهلكون مواردها، مما يؤذي اقتصادات الشركة ويجعل الموظفين كسولين راكنين للدعة ومنطقة الراحة. إن أردت دليلًا على خلل آليات التوظيف في الشركات التقنية يكفي هذه الحالات كمثال من بين حالات كثيرة:
- اليوتيوبر والتقنية الريادية هيذر مورغن (Heather Morgan) هي وزوجها متهمان بتبييض ما قيمته مليارات من عملة بتكوين ومع ذلك وجدت عملًا الآن عن بعد في شركة تقنية. وقد حصلت عليه وهي تحت حكم المحكمة بعدم مغادرتها المنزل.
- الكثير من الموظفين (لا سيما مهندسي البرمجيات) في الشركات التقنية يعملون عملين عن بعد ويقبضون راتبين مع أن هذا ممنوع. ليس هذا فحسب بل هناك مجتمع في ريديت (يتبعه أكثر من 100 ألف شخص) يلتقي فيه هؤلاء الناس حيث يشاركون بعضهم البعض حيلًا بشأن كيف يحتفظون بكلا العملين والراتبين دون أن يُكتشفوا.
- إنفاق الكثير جدًا من المال واستثماره في مشاريع فاشلة لا يستثمر فيها من أجرى بحثًا عابرًا عبر الإنترنت وعدم إجراء عملية الاستقصاء والبحث* اللازمة التي تسبق أي استثمار جادّ فمثلًا:
- 11 بالمئة من الشركات المُدرجة في سوق الأوراق المالية ترتكب احتيالات متعلقة بالأسهم والسندات والأصول الماليّة القابلة للتداول قيمة هذه الاحتيالات تفوق 700 مليار دولار كلّ عام.
- خسارة أمازون على ألكسا (المساعد الصوتي) 10 مليارات دولار في سنة 2022 لوحدها.
- الشركة الاستثمارية المعروفة (والمرموقة؟) جي بي مورغان (JPMorgan) أغلقت مؤخرًا موقعًا متخصصًا بالتربية المالية للطلاّب الجامعيين اشترته بـ175 مليون دولار شهر سبتمبر 2021 لم أغلقته؟ لأن الجمهور مزيف قالت لهم عندي مشتركين كثر وتبين أن 70 بالمئة من عناوين بريدهم الإلكترونية لا تعمل أو معطلة أو مزيفة؛ والشركة المالية الآن في خضم مقاضاة من اشترته منه (ريادية؟ بنت 26 ربيعًا).
*عملية الاستقصاء والبحث
عملية الاستقصاء والبحث التي يجريها المستثمر لتفاصيل استثمار محتمل والتحقق من صحة المعلومات المتعلقة به.
Due Diligence من قاموس الأسواق والأوراق المالية (إنجليزي-عربي)
تمّ المقال بحمد الله.
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
يونس يسأل: وأنت ما رأيك بعمليات التسريح الجارية في الشركات التقنية؟
حقوق الصورة البارزة: Photo by Nuno França on Unsplash
مقال رائع كروعة يونس، فعلا ماذكرت صحيح، بمجمله، هذه هي الأسباب.
فالنعرفها، ونعمل علي عدم الوقوع فيها، حال أسسنا شركات،
إعجابLiked by 1 person
شكرًا أخي محمد
إعجابإعجاب
جمعة مباركة عليك.. أخي الأستاذ يونس
من حسنات الجمعة أن نجد وقتا لقراءة المفيد..هذا مقال رائع كتب بإحترافية ومهنية عالية وهو براي بمثابة بحث كامل..طرقت الموضوع من زوايا وابعاد مختلفة وبحثت عميقا. فكانت النتيجة مقال زاخر بالمعلومات الدقيقة والتحديثات التي يبحث عنها اي شخص.
متعك الله بالصحة والعافية
إعجابإعجاب
اللهم آمين لك ولي ولعشيرتك وأهلك وأحبابك
إعجابLiked by 1 person