هذه التدوينة برعاية نشرة الأحد البريدية من إعداد الأستاذ علي عسيري وهي نشرة تشبه قرصات شاورمر لكنها للتسويق. اشتركوا فيها وشكرًا للدعم.
مساء الخير،
معظم رغبات الناس -وفق ما أرى- ليست نابعة منهم.
على سبيل المثال رغباتك الآن نابعة في معظمها من محيطك وما رأيته وسمعته، ومن ثَم ما تطّلعت إليه.
لكن لو كنت مثلًا في كوكب نائي قابل لأن يُعاش فيه هل تظن أنك سترغب في الفيلا ذات الطابقين؟ والسيارة الفارهة؟ لأنك بالأساس لن يكون لديك إدراك لهذين المفهومين وقتها كي ترغب فيهما.
إذًا إدراك الشيء -سابق أي يأتي قبل- الرغبة فيه.
لذا قبل أن تسعى وراء أهدافك المرغوبة أطلبُ منك أن تتحقق أنها نابعة منك أولًا. لا من غيرك وليس إملاءً من المجتمع أو غيره.
- إن أردت أن تتزوج تزوّج لكن لا تتزوج لأن المجتمع حدد عمرًا للزواج وأخبرك أنك كبرت أو لأن أحدًا ضغط عليك
- إن أردت شراء سيارة اشترها لكن لا تفعل ذلك لأن فلان اشترى سيارة ومن ثَم فيلزمك سيارة
- إن رغبت أن تكون كاتبًا فكن كذلك. لكن لا تفعل ذلك لأن فلان كاتب أو علان مؤلف
- إن رغبت في الثراء فاسعَ نحوه واسأل الله من فضله يُعطكَ لكن لا ترغب في الثراء كي تنتقم من أعدائك أو لكي تعيش حياةَ شخص رأيته في تيك توك أو أنستغرام
- إن أردت الإنجاب: أنجب لكن لا تنجب لأن المجتمع أو عائلتك رغبت في ذلك
الخلاصة اسعَ لنيل رغباتك وتحقيقها بعد التحقق من أمرين:
- أنك تعرف حقيقة ما ترغب فيه بالفعل:
- مثلًا الزواج ليس لعبًا بالمخدات فحسب بل يتضمن أيضًا المسؤوليات والتحمل والصبر
- السيارة الفارهة تعني أيضًا فاتورة صيانة ستجعلك تدمع من مآقي عينيك الأربع يا صديقي (شاهد الصورة أدناه)
- الخلاصة: أن تعرف أن للشيء لذته وبجانبها تمامًا تَبِعته وأنك ستأخذهما معًا
- بعد معرفة ما ترغب فيه بجانبيه الممتع وغير الممتع: تأكد أن الرغبة نابعة منك لا لسببٍ غير وجيه خارجيّ
- مثلًا أن ترغب في الزواج لبناء أسرةٍ ولأنك وجدت شريكًا مناسبًا وأنك جاهز الآن لتحمّل مسؤولية أنفُس وأرواح تحت عهدتك وليس لأن ابن عمتك تزوج فلا بد أن تتزوج
- مثلًا أن ترغب في أن تكون مؤلفًا لأن ترغب في ذلك من ناحية إمتاع القرّاء وإحداث أثر جميل في العالم وليس لأنك تحبّ الأضواء والحوارات في القنوات المشهورة والمجلات المرموقة وأن تحيط بك معجباتٌ جميلات يطلبن توقيعك مثل فلان (مثلا مرّة وقّع نزار قباني على ساق إحدى معجباته)

إن تأكدت أن الخطوة 1 و2 أُنجزتا كما ينبغي اسعَ نحو رغباتك لا كبا بكَ فرسُ الاجتهاد.
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
يونس يسأل: هل رغباتك الحالية رغباتك أنت أم رغبات أملاها على عقلك غيركَ بوعي منك أو بدون وعي؟
حقوق الصورة البارزة: Photo by Niklas Ohlrogge on Unsplash
في الصغر معظمها كانت رغبات تُملى علي من المجتمع، لكن كلما كبرت أصبحت رغباتي. الآن المشكلة أصبحت هي رغبات أبنائي، ما بين أن أتركهم على هواهم وما بين أن أقترح لهم حتى لا يضيعوا
إعجابLiked by 1 person
الله يحفظ لك أبنائك
التربية في 2022 وما بعدها أصبحت عسيرة جدا أعانكم المولى
لست متخصصا في التربية لكن ما أعلمه يقينا هو هذين المعلومتين:
1. معظم جيل الألفية (99.99 بالمئة) غير مؤهّل لتربية أبنائه
2. معظم من يقدّم نصائح التربية باللغة العربية غير مؤهل لتقديمها ومزيّف
الإنترنت الآن أصبحت غابة مخيفة للأطفال فعلًا دون معرفة عميقة ووعي أصبحت التربية مستحيلة مبدئيًا
إعجابLiked by 1 person