جمعة مباركة
عبر عدد من نشرة بريدية كتبها إد زيترون، عنوانها: لماذا لا ينبغي أن نندهش من حقيقة أن الناس لا تقرأ الكتب؟ عرفت بهذا الخبر: مؤلف ضمن قوائم الأكثر مبيعًا وفق نيويورك تايمز يُمزّق إربًا (مجازيًا) بعد قوله أنه لا يقرأ الكتب [The Wrap] وترجمته أدناه ثم بعده تأتي ملاحظاتي:
نشر نيل باتل مقطع فيديو وضّح فيه سبب عدم قراءته للكتب. مما أثار زوبعة هوجاء في فضاء تويتر.
لفت نيل باتل، وهو مؤلف وخبير تسويق، الأنظار يوم الخميس بعد أن أصدر فيديو يوم الثلاثاء يفسّر فيه لماذا لا يقرأ الكتب. حيث تداوله العديد من المغرّدين الغاضبين.
وقال باتل في الفيديو “لا أقرأ من الكتب إلا كتب الأطفال وليس لي بل لطفلتي. يتحدث الناس عن قراءة الكتب. وأقول لهم لقد ألّفت كتابًا أنا نفسي، بل وأصبحت ضمن المؤلفين الأكثر مبيعًا وفق نيويورك تايمز، لكن ها هنا فكرتي الرئيسية: معظم الكتب التي ترونها في متجر الكتب، كُتبت قبل عام أو عامين من نشرها فعليًا، والكتب بالفعل تمرّ بهذه العملية الطويلة من الإعداد قبل نشرها”
وأشار باتل إلى أن أي معلومة حديثة ولم يعفُ عليها الزمن يمكن إيجادها على يوتيوب، وهي منصة توصّل المعلومة أسرع من الكتب. ثم اقترح نيل على متابعيه مشاهدة الفيديوهات، وقراءة التدوينات واكتساب المعلومة من قنوات التواصل الاجتماعي بدل قراءة الكتب.
غضب مستخدمو تويتر من هذا التصريح. مع ذلك لم يحصل الفيديو إلا على 87 إعادة تغريد صباح الخميس، لكن حصل على 1,836 تغريدة مقتبسة و764 ردًا، ما يعني أن عدد الأشخاص الذين رغبوا بالإدلاء بدلوهم في المسألة كان أكبر من الذين شاركوا الفيديو مباشرة. كذلك لم يحصل الفيديو إلا على 419 إعجابًا فقط.
بهذا الصدد كتبت المؤلفة مولي يونغ فاست “أن هذا أغبى شيء رأته على الإطلاق”.
من جهته قال المخرج ألكس هالبيرن مبتهجًا: “وأخيرًا أصبح لدي عدو لدود”.
أما البعض، مثل ناقد الكتب لدى واشنطن بوست، كارلوس لوزادا، فقد كتب ساخرًا: “هل تعلم أيضًا أنه عندما تذهب لمحل كتب، ستجد أن بعض الكتب قديمة للغاية لدرجة أن مؤلفها ذاته توفي؟ أنى لك أن تتعلم شيئًا من الموتى؟ فهؤلاء الموتى لا يمكنهم التغريد حتى!”
فيما أشار آخرون إلى أن المشكلة قد لا تكمن في الكتب عمومًا، بل في نوع الكتب التي كتب باتل أحدها. فكتابه، الذي صدر عام 2016، عنوانه “المشاريع الجانبية: المُكْنة على إفعام حياتك بالمال والمعنى والزخم”.
يذكر أن التغريدة والفيديو المقصودان حُذفا.
ملاحظاتي:
نيل باتل ليس الوحيد الذي ظهر وافتخر بعدم قرائته للكتب فهناك ‘غاري في’ في فيديو له، وإن كانت تصريحات غاري أقلّ فجاجة من نيل وليس بها مسحة من الفخر، بل ووصف غاري عدم قرائته الكتب في الفيديو أنها من نقاط ضعفه الأساسية، وأنه يخطط لكتابة كتب أكثر من قراءة كتب غيره! هناك أيضًا تيم فيريس الذي أعلن أنه لن يقرأ أي كتب طوال العام 2020.
لكن كلام نيل يبقى الأغبى من بين جميع هذه التصريحات. وذلك لأنه لا منطق فيه. يظن نيل أن الناس تقرأ الكتب دومًا للحصول على معلومة حديثة وهذا خطأ فالناس تقرأ للتعبد تارة وللمتعة الخالصة تارة أخرى ثم تقرأ في أحيان أخرى للتطوّر والثقافة واكتساب مهارات ومعارف عملية.
أيضًا ووفق تصريحاته يبدو أن نيل يظن أن المعلومات جميعها تشبه مجال تحسين محركات البحث، تبهت وتذهب فائدتها سريعًا مع ذلك، حتى في مجال تحسين محركات البحث نفسه هناك محتوى دائم الخضرة يمكن أن تضمه الكتب.
والنقطة التي ذكرها كعيب للكتب وهي أنها تستغرق وقتًا طويلًا للإعداد هي في الحقيقة نقطة قوتها ولهذا في غالب الأحوال ما تقرأه في كتاب أصدق وأكثر موثوقية مما تشاهده في فيديو لم يستغرق منشئه بضع ساعات فيه واعتمد في 3 معلومات منه على ويكيبيديا!
أما إد زيترون كاتب عدد النشرة أعلاه فيحاجج أن الناس (في أمريكا) لا تقرأ، والسبب في نظره هو فشل النظام التعليمي الذي نعهد إليه بأطفالنا.
من جانبه يوافق كيفن كيلي إد زيترون في أن الناس (في أمريكا) لا تقرأ في مقاله سأدفع لك لتقرأ كتابي مع ذلك لا يبدو لي شخصيًا أن هذا أمر منطقي. لأن بعض الإحصائيات الأخرى تعارضه فوفق بريد إلكتروني أرسله publishizer.com إلي بتاريخ 9 يونيو 2021. نقرأ:
قطاع نشر الكتب قطاع ضخم، ذلك أنه يباع كل سنة أكثر من 2.7 مليار كتاب في الولايات المتحدة لوحدها، وفق دراسة أجرتها جمعية الناشرين الأمريكيين.
فإن كانت الناس لا تقرأ في أمريكا، لماذا يباع هذا القدر من الكتب كل عام إذن هل هو تفاخر وتباهٍ فقط؟ هذا غير منطقي. خاصة عندما يتعلق الأمر بشراء شيء يدفع فيه مال. إنه يشبه أن تقول هناك 3 مليارات هاتف ذكي يباع كل سنة لكن الناس فعلًا لا تستخدم الهواتف الذكية بكثرة.
كما أن الإحصائيات التي تتحدث فعلًا عن قراءة الكتب تعارض ما يقوله إد زيترون وكيفن كيلي ومنها:
أظهرت دراسة حديثة (2019) أجراها مركز بيو للأبحاث أن الكتب المطبوعة لا زالت تحظى بشعبية أكبر من الكتب الإلكترونية والصوتية. وأظهرت الدراسة أيضًا أن معدل قراءة الكتب ظل ثابتًا نسبيًا منذ العام 2016.
وفي عام 2019، صرّح 72% من البالغين الأمريكيين أنهم قرأوا كتابًا على الأقل خلال العام الماضي. ومع أن هذا الرقم يمثل كل أنواع الكتب (الصوتية والورقية والرقمية)، فمن الطيب معرفة أن ثلاثة أرباع سكان البلاد الأمريكية لا زالون يقرأون الكتب. وفي حال أمعنا النظر في النتائج سنجد أن 65% منهم قالوا أنهم قرأوا كتابًا مطبوعًا واحدًا العام الماضي، فيما صرّح 37% منهم أنهم لا يقرأون إلا الكتب الورقية وليس أي نوع آخر من الكتب (كالرقمية والصوتية).
هل لا زال الناس يطالعون الكتب؟ [life this way]
لقائي مع استكتب
ادعم استمرارية هذه اليوميّات برعاية المحتوى الذي أصنعه، طالع تفاصيل الرعاية في هذا الملف؛ أو تصفّح هذا الرابط.
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
يونس يسأل: ما رأيك في تصريحات نيل باتل أعلاه؟
سؤال #2: كم كتابًا تقرأ كل عام؟
حقوق الصورة البارزة: Photo by Nick Fewings on Unsplash
أتفق معه في المتغيرات .. ولكن حتى في الثوابت يكون هناك أسباب مهمة تبرر ذلك.
الثابت يكون في فهم الموقف أولا ومن ثم الحكم على بشئ الثابت. ولأن المواقف تتغير، يكون من الأفضل أن يتم التعلم مباشرة من شخص يعلم ما تعلم وما لا تعلم .. حتى تكون معرفتك وحكمك صحيح وفي محله.
حتى أكثر الكتب قدسية .. كانت لا تترك للكل قديما للخوف من فهمها بشكل خاطئ إذا لم تتأسس بعض الضوابط أولا.
إعجابLiked by 1 person
شكرًا للتعبير عن رأيك خالد
إعجابإعجاب
ما تزال الكتب هي أهم مصدر للعلم (العميق) حتى في مجال الحاسوب الأشد تغيرا… هناك وجهان للتقنية الحديثة أحدها العلم والآخر الأدوات التقنية… لا سبيل لتعلم العلم إلا بالكتب .. حتى الكورسات من الجامعات الشهيرة تتطلب كتبا … الفهم العميق المتسلسل الذي توفره الكتب يجعلك تستطيع فهم المقالات التقنية والتوثيقات التقنية documentations والانتقاء منها.. هناك فارق دائما يلاحظ على من يقرأ الكتب الفنية/ التقنية ومن يقرأ المقالات فقط..
مقالات نيل باتال طويلة وتكاد تكون المقالات الطويلة مثل الكتب… فنفي قراءة الكتب في هذه الحالة لا قيمة له..
إعجابLiked by 1 person