جمعة مباركة يا قوم،
يقول نات إلياسون في مقال له بعنوان كن نفسك لا تخصصك
أتلقى كثيرًا أحد تنويعات هذا السؤال:
أينبغي علي جمعُ جمهور حول تخصصٍ معين؟ أو أتحدّث (وأكتب) عمّا يعنّ لي؟
ونصيحتي هي عدم اختيار تخصص.
صحيح أن التخصص خطوة عظيمة لبناء جمهورٍ في وقت قصير. من ذلك أنك إذا روّجت لنفسك بأنك “خبير في تحسين محركات البحث (SEO)” أو “الرجل العارفُ بالعملات المشفرة“؛ سيتيسر عليك جمع المتابعين. عندئذ إن رأى أحدهم أو رأت إحداهن ملفك الشخصيّ، سيعرف بدقّة ما الذي سيحصل عليه، فإن كان مهتمًا بذاك الموضوع، سيتابعك.
من ناحية أخرى، لا وجود لهذه الميزة (سهولة اكتساب المتابعين) عندما تحاول أن تكون على طبيعتك. ذلك أن وتيرة كسب الجمهور حينئذ ستكون بطيئة جدًا. قد يظهر حسابك في الخط الزمني لأشخاص آخرين وسوف يتسائلون لماذا سأتابع هذا الشخص؟
لكن عندما تكون نفسك: ما تخسره من سرعة كسب المتابعين، تربحه من ناحية شدّة تعلّق متابعيك بك.
ذلك أن الناس لو تابعوك لمعرفة آخر أخبار العملات الرقمية المشفرة سيتخلون عنك ويتابعون مُغرّدًا ذكيًا آخر يتحدث عن نفس الموضوع بمجرد ظهوره في خطهم الزمني. وهذا بدهيٌّ لأنهم في الأصل لم يكونوا يهتمونك بك “أنت” حقًا. إذا ما يهمهم هو “الموضوع” الذي كنت تتحدث عنه.
إضافة إلى هذا، قد يؤدي التركيز على موضوع متخصص بعينه إلى إنشاء شخصية رقمية زائفة.
في هذا السياق؛ أحد الإطراءات المحببة لقلبي التي أتلقاها من الناس الذين يعرفونني على أرض الواقع أن مدونتي وحسابي على تويتر يعكسان حقًا ما أنا عليه. ذلك أني لا أتقمّص شخصية من الشخصيات. مع ذلك لا ينطبق هذا على الكثير من الشخصيات الرقميّة الأخرى التي تعجّ بهم الشابكة، كما أنني لا أثق كثيرًا بالأشخاص الذين يتقمصون شخصية لا تعكس ما هم عليه فعلًا.
وهذا أحد الأسباب الذي حدا بي إلى ألا أنتهج درب “صانع محتوى بدوام كامل“.
إنه عندما يعتمدُ دخل المرء المادي على فُسائه الذهنيّ الذي يطرحه في الشابكة، يميلُ ذاك الشخص نحو أي مواضيع أو تخصصات أو شخصيات تمنحه أكبر قدر من النفوذ وأكثر عدد من العملاء.
وصيتي لك: كن على طبيعتك. لا تتقمص شخصيةً لا تُمثلك. اسعَ لأن تكون إنسانًا مثيرًا للاهتمام حقًا وصدقًا من خلال الحديث عن كل الأمور التي تجدها فاتنة بالنسبة لك، ولا تقلق إن استغرق جمع جمهور حول شخصيتك الحقيقية وإنماء علامتك التجارية الشخصية وقتًا أطول مما تراه لدى الآخرين.
وكما قلتُ في مقالي أطلق مدونةً، قد يكون النمو بطيئًا، لكن ثماره حلوةٌ طيبة وعوائده مُجزية للغاية على مر الزمن.
ادعم استمرارية هذه اليوميّات برعاية المحتوى الذي أصنعه، طالع تفاصيل الرعاية في هذا الملف؛ أو تصفّح هذا الرابط.
مُبشّر بالشحن البريدي.. سيدة سورية تؤسس أول مكتبة عربية للإعارة بأميركا [الجزيرة.نت]
أوافق أحمد مراد: وصول الإمارات إلى المريخ يفتح الباب لأدب الخيال العلمي – أحمد الشناوي [منصة الرؤية]
جدير بالاطلاع الإنترنت الفضائي .. تعريفه وطبيعته ومستقبله وجدلية استخدامه في مصر – خالد عاصم [الميزان]
إن فوّت الاستماع لهذه الحلقة فاستمع إليها الآن فنّ الترجمة وحبّ اللغة العربية: حوار مع الترجمان أحمد الغامدي [يونس توك]
مقال نافع كيف تعرف أنّ فكرة مشروعك ستنجح؟ [شبكة الصحفيين الدوليين]
مقال مُثرٍ للثقافة حكمة الكتب.. قوّة السيف – حسن مدن [صحيفة الخليج]
يونس يسأل: هل قرأت من قبل روايات أو قصص في ميدان الخيال العلميّ؟
أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
حقوق الصورة البارزة: Photo by Mike Marquez on Unsplash
رأي واحد حول “كُن نفسكَ؛ لا تكن تخصصكَ…”