هذه الأداة العجيبة هي قارب النجاة في هذا الطوفان الرقمي من المعلومات

شب بخير! كما يقول الفُرس.

كتبتُ ذات مرة في حسوب عن الإحساس الزائف بالتضخم المعرفي الحاصل في عصرنا*، وأقتبسُ منه:

قال أحد رواد الأعمال العجم “المشكل ليس في طوفان البيانات بل المشكل يكمن في خلل في المُرشِّح (الفلتر)” بالتالي تشتتك المعرفي ليس للكم المهول الناجم هنا. بل هو مشكل في مرشحك الشخصي.

وكما ظهر في أحد المقالات القيمة التي ترجمها المبدع مصطفى بوشن ونُشرت حديثًا على مدونتي: ابتعدوا أيها المؤثرون: المُنْتَقون قادمون، تقول الكاتبة:

يصادفنا تسونودوكو وهو مصطلح ياباني يشير إلى الشعور بالانزعاج لامتلاك الكثير جدًا من الكتب التي تنتظر أن يقرأها المرء. ويشير أيضًا إلى نمط الحياة الحديثة. ففي الوقت الراهن، هناك أكثر من 75 شركة ناشئة تحاول ترويج رعاية الحيوانات الأليفة. من ناحية أخرى نجد أن قطاعات كاملةً…كلها تكاد تنفجر من كثرة الخيارات.

إذًا في هذا السياق تظهر قيمة المعرفة، وحسن التقدير، والذوق. إننا نثق بالمُنتقين لأنهم يُنفقون أوقاتهم وجهودهم في تطوير خبراتهم.

لذا إن كنتَ أو كنتِ:

  • تحسّ بالصداع من كثرة المصادر والمواقع والمدونات وقنوات اليوتيوب وحسابات تويتر التي تتابعها…
  • تريد عمل حمية رقمية (مثل حمية الغذاء المعروفة لكنها للمعلومات التي تستهلكها على الإنترنت) لكنك لا تعرف الأداة المناسبة لفعل ذلك…
  • تريد أو تريدين جعل الإنترنت تعمل لصالحك: فتجذب لك المفيد والممتع فقط وما يطورك من كافة النواحي: الشخصية والمهنية والمعرفية وغيرها…
  • تريد أن تحيط علمًا ودراية بمستجدات مجالك في ظرف 10 دقائق صبيحة كل يوم أو مسائه دون وجع رأس ولا ضياع في بحور الإنترنت وغاباتها المتشعبة الفسيحة…

أنت في المكان الصحيح وتقرأ المقال المناسب لك تمامًا… لأننا سنحكي عن الأداة التي ستوفّر لك كل النقاط أعلاه وأكثر.

إن كنت لا تريد قراءة المقال ومعرفة الأداة مباشرةً تفضل اضغط على الزر أدناه:

خلفية – كيف عرفتً بوجود هذه الأداة أصلًا؟

كنتُ أتابع الثنائي الإيطالي: المطور فرانسيسكو والمصمم فابريزيو منذ فترة، عبر مُنتجهما المميز unreadit، وهو عبارة عن مجموعة من النشرات البريدية الدورية التي تأتي لك بأفضل ما نُشر في منصة ريديت.

ولمن لا يعرف منصة ريديت، هي منتدى إنجليزي يدّعي أنه “الصفحة الأمامية للإنترنت”، لكن مشكلة ريديت أنه “بئر لا قاع له”، ولما تدخله ستضيع في أروقته وحاراته وتنسى لماذا تصفحته في المقام الأول. ولهذا لا غرابة أن تصفحه رأسًا أي مباشرةً: مضيعة كبيرة للوقت.

اشتركت في عدة قوائم بريدية ضمن unreadit.com ووفرت عليّ الخلاصات المنتقاة يدويًا بعناية والمؤتمة أحيانًا، مئات الساعات حرفيًا، لأني كنت أستقبلها طيلة شهور. ولهذا كنت متحمسًا جدًا لمشاركته في كل مكان أستطيع النشاط فيه وعندما شاركته في حسوب ذات مرة قبل عام كانت ردة فعل أحد المعلقين كما يلي:

للمستقلين: ما هي المهارات و الأدوات التي تُعينك في عملك؟

لهذا لما أعلن الثنائي الإيطالي عن تطويرهما منتجًا اسمه mailbrew، يعمل بنظام يشبه unreadit.com لكنه طوع بنانك أنت المستخدم، أي أنه بإمكانك إنشاء الخلاصات التي تريدها وتعديلها وتحديد في أي وقت تصل إليك كما تشاء، سعدت بذلك واشتركتُ في قائمة الانتظار.

والآن بعدما أُطلق المنتج وجرّبتُه لفترة كافية، وأعجبني أقدمه لكم كي تجربوه وتروا القدرة المذهلة لهذه الأداة على حفظ وقتكم ومساعدتكم على اتباع حمية رقمية تؤمن صحتكم العقلية والنفسية على المدى القصير والمتوسط والبعيد.

ماذا تقدم لك الأداة مَيل برو؟

  • احصل على خُلاصات رقمية تضم محتوىً يتحدث عن الأشياء التي تهتم لها حقًا.
  • احصل على أفضل المحتوى من أي مدونة، أو حساب على تويتر، أو حسوب أو قناة على يوتيوب، أو أي موقع إخباري، مباشرةً في بريدك الإلكتروني، بعيدًا عن ضجة الإنترنت ومتاهاتها وغاباتها المتشعبة وطرقها المضللة..

قلتَ أنك جربتها صح؟ هل لنا بنماذج عملية (عربية) نراها؟

تؤمر: تفضل بعض الأعداد التي وصلتني بعد إعداد المصادر التي أتابعها بعناية:

  • تعمل هذه الأداة بمثابة مساعد شخصي لك.
  • تُعدُّ الخلاصات اليومية (أو الأسبوعية أو الشهرية لأن ضبط وقتها يعود إليك) طريقة ممتازة لتكون متقدمًا على نظرائك، حيث تمدك هذه الخلاصات المستمدة من المصادر الهامة التي تتابعها المعلومات التي تحتاجها في عملك وحياتك.
  • طالع أفضل ما صُنع من المحتوى في المواضيع المفضلة لديك.
  • عند استخدامك لأداة ميل برو ستبقى على اطلاع دائم بمستجدات مواضيعك المفضلة، والشخصيات العامّة الملهمة التي تتابعها، دون أدنى أثر للاحساس بتفويت شيء ما هام (متلازمة الفومو) كل ما عليك فعله أن تحدد المصادر (حسابات تويتر، قنوات يوتيوب، مدونات، مواقع) وستقوم أداة ميل برو بالباقي.
  • لا مزيد من التمرير اللانهائي والتصفح العشوائي بعد اليوم.
  • لا حاجة لفتح عشرات النوافذ والتبويبات في متصفحك بعد الآن. اِقضِ على متلازمة الصفحة البيضاء (قفلة الكاتب) وجِدْ شيئًا مثيرًا تكتب عنه لقرائك ومتابعيك. كل يوم.
  • باستخدام أداة ميل برو ستحصل على كافة المزايا المذكورة أعلاه، في مكان واحد: بريدك الإلكتروني.

استعد الساعات الطويلة الضائعة من وقتك.


إن الإنترنت ابتكار رائع ولا شك. فهي مصدر لا ينضب من المعارف والثقافات والمحتوى الترفيهي. لكننا شيئًا فشيئًا أصبحنا مدمنين عليها، وأصبحت تستنزف من أوقاتنا قدرًا أكبر مما نودّه بالفعل. مما يشغلنا عن القيام بالعديد من الأمور الأخرى الهامة مثل: التمارين الرياضية، والمكوث مع العائلة، ومجرد الراحة والاسترخاء. فضلًا على ما يرافق تخصيص وقت كبير لتصفح الإنترنت من القلق والتوتر والشعور بالاكتئاب والعزلة.

ولأنه من الصعب فرزُ كمٍ مهول من المحتوى إذ تحتاج -على سبيل المثال- إلى 82 عامًا لمشاهدة المحتوى الذي يُرفع على يوتيوب في يوم واحد فقط! – عرب هاردوير من الصعب إيجاد المفيد في كومة من الهراء، والعثور على الإبرة في كومة من القش (لا تقل لي اِحرق القش تظهرُ الإبرة!)

لهذا أنشئ الثنائي الإيطالي Mailbrew. لكي يمكنوا الناس من الحياة خارج فقاعة الإنترنت، ويتيحوا لهم اكتشاف محتوى رائع دون أن ينفقوا الكثير من وقتهم على ذلك، وفي الأخير أن يحظوا بالسلام النفسيّ وراحة البال.


حقوق الصورة البارزة: Photo by Wade Austin Ellis on Unsplash

إخلاء مسؤولية: سأحصلُ على رصيد إضافي في حسابي في الأداة ميل برو عندما تسجّل فيها عبر رابطي. أدعوك لفعل ذلك. وأشكرك على دعمك وأقدّره لك جدًا.

*حمّل مساهمتي في حسوب بصيغة بي دي إف:

5 رأي حول “هذه الأداة العجيبة هي قارب النجاة في هذا الطوفان الرقمي من المعلومات

  1. رائع جدًا فكرة الموقع وتدوينة جميلة مفصلة تشرح التشتت الذي يصيب الإنسان ونقطة الإحساس الزائف بالتضخم المعرفي الحاصل في عصرنا اتذكر أن أ عبدالله المهيري قد كتب عنها سابقًا، شكرًا يونس على التدوينة

    Liked by 1 person

شاركني أفكارك!