شيءٌ من الفلسفة الفلسطينية الأصيلة (خالية 💯 من أي آثار غربيّة)

حُدّثت اليومية بتاريخ 27 فبراير 2020م

ارعَ واحدة من هذه اليوميات بشراء نسخة أو أكثر من روايتي إيفيانا بسكال. أو اِدعمني بطرق أخرى من هنا.

قراءات: قد تظن من كثرة ما تسمع عن الفلاسفة الغربيين أن الفلسفة العربية توقفت أو أصيبت بالعقم في العصر الحديث، لكن هذا الكتاب الذي ألّفه ف.ح. حجر بعنوان “طبيعة العقل المحض” يثبت العكس؛ نقرأ من الكتاب:

هذا الكتاب.. محاولة فلسفية مني توغلت فيها إلى مدى بعيد في عقلنا الإنساني لكشف قناعه المحير، محاولة هي في تقديري فريدة ..إذ لم ألتزم فيها بشئ من تراث البشرية الفلسفي كما جرت التقاليد الفلسفية حيث لم أحذو حذو أحد، ولم أفد من أحد، كانت فلسفة ذات مجهود ذاتي صرف.

مقدمة كتاب طبيعة العقل المحض.

لتحميل الكتاب مباشرةً من مدونتي:

في محاولته هذه يدحض المفكر الفلسطيني ف.ح . حجر الكثير من الفلسفات الغربية مثل مذهب هيوم ومذهب كانط وغيره، ويجادل أنه ما من مَلَكات للعقل البشري فليس هناك ذاكرة وليس هناك مُخيلة (قد يصدمك هذا الإدعاء لكن أدعوك لقراءة الكتاب لمعرفة أدلته)، ووفق نظريته يفسر لماذا ننسى الأسماء بقوله:

لكن، كيف تسنى لنا أن نذكر الأسماء ان لم يكن ثمة وجود لها منقوش في ذاكرتنا؟ اقول، اننا نذكرها لاننا تعلمنا أن نذكرها حالما لتوافر لنا معانيها في عقولنا ، نذكرها اعتمادا على العادة والتعلم اللفظي (اللغوي) ، فنحن نعلمنا أن نذكرها حالما تقع حواسنا على مسمياتها أو تتراءى لنا هذه المسميات في وعينا صورا ذهنية، فبحضور الفكرة أو التصور الذهنی يغدو الاسم لغوا صرفا أو رمزا ، فذكر الاسم اللغوي وظيفة يؤديها الفم واللسان والجهاز العصبي بحضور معناه او تصوره الذهني في عقولنا – كما تعلمناه .
ونسيان الأسماء لايعود لأسباب عقلية كما زعم علماء النفس والفلاسفة التجريبيون، وكما تبدى للفيلسوف الفرنسي برغسون لان هذه الاسماء لا وجود لها منقوشة في عقولنا ، فكثيرا ما تكون على وعي تام واضح لشيء من الأشياء عن طريق توافر معناة أو تصورة الذهني في وعينا ، لكن دون آن ندكر اسم هذا الشيء ، فالشرط العقلي هنا متوافر ، بينما الشرط اللغوي هو الممتنع ، فلو كان للاسم وجودا منقوشا في وعينا لكان حضورة ضروريا بحضور فكرته او تصوره الذهني ، فالنسيان يعود في تقدیری الى عدم وجود رابطة ضرورية بين الرمز اللغوي وبين الفكرة المدركة، وهي علاقة اعتبارية اصطلحنا عليها لكي نشير بها لمعانی محددة، لكن دون ان يكون لها تحديد داخل ذهننا .

ص 94 – من كتاب طبيعة العقل المحض.

ويحكي عن تذكرنا للأحلام:

لا نحلم بخبراتنا الماضية …
ولقد أوضحت فيما سبق رفضي لفكرة وجود ذاكرة في عقولنا تحتشد فيها خبراتنا الماضية، وان من المستحيل أن تتواجد مدركاتنا وخبراتنا الماضية على هيئة تجمعات محددة في الذاكرة بحيث تنزلق إلى شعورنا خلال النوم ، فتترایء لنا أحلاما، وحتی بافتراض وجود هذا الوهم ،فإننا حين نحلم بخبراتنا الماضية، فاننا لا ندركها كذلك خلال الحلم، فنحن ندركها وكأنها تصورات لم تتراءى لنا الا في توها .. تصویرات تعبر شعورنا کو قائع غريبة لا نعلمها الا حین عبورها، فلو كنا نحلم بخبراتنا الماضية لكنا نعلم – خلال الحلم – من اننا نحلم بهده الخبرات … وبذكرياتنا، لكنا على وعي من أننا نتدكر وهذا وهم .

ص 98 – من كتاب طبيعة العقل المحض.

ويواصل المفكر الفلسطيني:

مئات الأحلام التي كنت اراها في النوم فكانت لا تخرج ابدا عن أن تأخذ شكلا من الأشكال السابقة المذكورة .. سلو کا عمليا كان أم حديثا ام تصويرًا خياليا أم فكرًا، ولقد كنت اذكر الحلم الذي نسينه بمجرد تحقق الحلم على صورة من الصور السابقة .
ولقد كنت أتحقق من صحة هذه الظاهرة من زملائی، فكثيرا ما كنت الاحظ على البعض اذا ما سمع حديثا او رای شيئا ما او قام بعمل ما أن عاجله تصورا منسيا لحلم شاهده في الليلة السابقة فيقول: آه لقد رأيت هذا في الحلم، … وكثيرا منهم كانوا يتخوفون من أحلامهم ويتصورون انها تنبئهم بشرور واقعة بهم لا محالة، كان يحلم احدهم بأفعى تلتف على رقبته فينهض من نومه مذعورا، فهو لايدري أن حلمه لبس الا اشارة لحديث طارىء عن الزواحف سيجري بينه وبين زملائه في اليوم التالي.
فالعقل ينبئ عن وقائع النهار التالي وقد ينبئ عن وقائع في المستقبل البعيد، ومع أن مثل هذه الحالات الأخيرة قليلة الا انها مؤكدة، وتعليلی لهذه الظاهرة، أن الأحداث الخارجية تقع في ابعاد زمنية وروحنا العاقل لايعرف الزمن، فنحن مثلما ندرك وقائع العالم الخارجي دون أن ننقل معطياتها الحسية في وعينا، فنحن ندرك هذه الوقائع والأحداث بعيدة من فواصلها الزمنية، فنستبق هذه الوقائع والأحداث قبل وقوعها… نحدد الأحداث الواقعة- لا محالة – قبل وقوعها . فروحنا العاقل هو روحا منبئا (يقصد هو روح مُنبئة).

ص 99 – من كتاب طبيعة العقل المحض.

مما له صلة بما ورد أعلاه لكن نخالف ما فيه: فلسفة عربية معاصرة؟ – عمر أبو القاسم الككلي

مفيد برامج مجانية لتصحيح الأخطاء الكتابية باللغة الإنجليزية

الأستاذ حسام رزيق يواصل كتابة مراجعة مفصلة جدًا (ورائعة) لرواية عالم صوفي (7 مقالات حتى الآن): عالم صوفي*.. رحلة تطور الفكر الإنساني (٧)؛ تنويه: الأستاذ حسام هو المشرف على قناة حرم الجمال: لمتابعة قناة حرم الجمال يوتيوب (أنقر هنالمتابعة قناة حرم الجمال تيليجرام (أنقر هنا)

قسم الأحبّة (ما يصنعه-يبرمجه-يكتبه-يصوّره) أصدقائي!، تريد الظهور في هذا القسم؟ راسلني: me@youdo.blog (الظهور مجانيّ)

الطبيب فرزت يكتب: عش مرتين وأعشق مرةً واحدة: كيف يأكل الزهايمر ذكرياتك ويحدثنا في مقال آخر عن: لغات الحب الخمس ويُصدر العدد 12 من المتفرقات بعنوان: الذكاء الجذاب واللغات الخمس لمحاورة الشريك

والأستاذ محمود عبدربه يكتب عن: التجريح على الشبكات الاجتماعية وتقديم الاعتذار


حقوق الصورة البارزة: Photo by Ahmed Abu Hameeda on Unsplash

4 رأي حول “شيءٌ من الفلسفة الفلسطينية الأصيلة (خالية 💯 من أي آثار غربيّة)

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s