ما هو مفهوم الغابات المظلمة في فضاء الإنترنت؟

آخر تحديث لليومية: 24 ديسمبر 2019

طالعتُ مقالًا ممتازًا عنوانه نظرية الغابة المُظلمة في فضاء الإنترنت كتبه يانسي ستريكلر (شريك مؤسس للمنصة الشهيرة كيك ستارتر) ترجمتُ لكم منه هذا المقتطف: (أنصح به كله – ملاحظة: المقال الأصلي ذو جزئين).

مفهوم الغابة المظلمة في فضاء الإنترنت

في ثلاثيته الروائية المنتمية للخيال العلمي المعنونة بـ”معضلة الأجسام الثلاثة”، قدّم لنا الكاتب ليو تسي شين (Liu Cixin) (طالع كيف تنطق اسمه على قورة) نظرية الغابة المُظلمة على مستوى الكون.

تعليقي على اسم الكاتب الصيني: مكثت أكثر من نصف ساعة وأنا أبحث في الإنترنت عن نطق اسمه الصحيح، ملاحظة: الكثير من مُراجِعي الكتب الإنجليز على يوتيوب ينطقون اسمه خاطئًا. هذه المُراجِعة تجيد الماندرين وتنطقه اسمه بسرعة الصاروخ (اضطررتُ لإبطاء السرعة لحدها الأدنى المتاح في اليوتيوب والاستماع عدة مرات ويبدو لي أنها تنطقه ليو تسو (بالواو) شِيْن. على أية حال قمتُ بما يكفي من محاولات. لا بد أن يساعدني خبير بالأسماء الصينية كي أكتب اسمه بدقة عالية كما أرغب.

السؤال الآن: ألم يفكر مبرمج طيب بحلّ هذه المشكلة؟، الجواب لحسن الحظ نعم وأطلقه في نسخة البيتا، وهو عبارة عن تطبيق يمكنك من تسجيل نطق اسمك بصورة صحيحة وكما تريد للناس أن ينطقوه، ووعد أنه بعد الإطلاق سيدفع لكل من يحيل لتطبيقه عشر دولارات. لهذا لن أضع رابطه هنا حتى الإطلاق وأضع رابط الإحالة هكذا تستفيدون وأستفيد.

على ذكر معضلة الأجسام الثلاثة طالع من نيتشر العربية: حلٌّ إحصائي لمعضلة الأجسام الثلاثة الفوضوية غير المتراتبة (أُضيف الرابط بتاريخ 24 ديسمبر 2019)

وإليكم فحوى النظرية: عندما نطمحُ بأبصارنا عاليًا نحو الفضاء يصعقنا الصمت الذي يخيم عليه. ما من أحد هنا على ما يبدو، يظهر أننا لوحدنا في الكون. إذ لو كان هناك أنواع أخرى حيّة، أليسَ من المفترض أن تُظهر أنفسها؟ وبما أنهم لم يظهروا أنفسهم، فالراجح أنه ما من أحد غيرنا هنا.
لكن الكاتب الصيني ليو يحثنا على تناول الأمر من زاوية تأمل أخرى:
تخيّل معي غابة يُخيّم عليها الليل. لا ريب أنك سترى أن هذه الغابة هادئةً جدًا. لن ترى شيئًا يتحرك. لن تسمع أدنى ضجة يصدرها حيوان أو كيان يدبّ هنا وهناك. من المعقول أن يدفع هذا المشهدُ المرءَ إلى الافتراض أن الغابة ميتة خالية من أي حياة تذكر. لكن الواقع مغاير لذلك تمامًا. الغابة التي يخيم عليها الليل تعجّ بالحياة. أما الهدوء فسببه أن الليل هو الوقت الذي تنشط فيه الحيوانات المفترسة. لذلك تلتزم الحيوانات الأخرى الصمت وتمكث هادئة في جحورها.

ارعَ واحدة من هذه اليوميات بشراء نسخة أو أكثر من روايتي إيفيانا بسكال
لو كنتَ جزائري أو جزائرية -ولا تملك طرقَ دفعٍ إلكترونية- راسلني على
me@youdo.blog

السؤال الآن: هل كوننا غابة ميتة خالية من الحياة عدانا أو هو غابة تعج بالحياة لكن الليل يخيم عليها؟ إن كان الكون غابة مظلمةً فإن الأرض هي الكوكب الوحيد (الأحمق غالبًا) الذي يعلن بصخب عن وجوده، ويبث موجات تسافر مليارات السنوات يمكن لأي حضارة ذكية أخرى التقاطها. أما باقي الحضارات الحية الموجودة في الكون فهي ملتزمةبالصمت والهدوء لأنها على دراية بالسبب الحقيقي الذي يجعل الكون مثل الغابة التي يخيم عليها الليل. وما هي إلا مسألة وقت حتى تتعلم الأرض الدرسَ وتلتزم الصمت والهدوء هي بدورها.
هذا ما أرى أن الإنترنت أصبحت عليه: لقد أضحى الويب غابةً مُظلمة.
وما هذا المقال إلا دليل على ذلك. لأنني قبل أن أنشر هذا المقال في ميديوم شاركته ضمن مجتمع صغير مغلق قوامه 500 شخص ممن أعرفه عن كثب أو اختار طواعية استقبالَ ما أكتبه على بريده الإلكتروني. إن ذاك المجتمع الرقمي المغلق هو المكان الرقمي الذي أشعر فيه بأقصى درجات الأمان. حيث يتاح لي أن أبدو أقرب ما يكون لـ”ذاتي الحقيقية”.
في الآونة الأخيرة، أخذت الغابات المظلمة (مثل النشرات البريدية والمدونات الصوتية) في الازدياد والنمو. يمكن للغابات المظلمة على فضاء الإنترنت أن تتخذ عدة صور أخرى كذلك مثل قنوات سلاك، وحسابات أنستقرام الخاصة، والمجتمعات المخصصة للمدعوين فقط، ومختلف المجموعات المغلقة على سناب شات أو وي تشات وغيرها.

في سياق آخر، نرى أن الويب 2.0 غربت شمسه، وانبلج فجر حقبة جديدة ندعوها الويب أسّ إثنين “Web²” في هذا العصر نحن نعيش (بصورة متزامنة) في نُسَخ متعددة ومتفاوتة من شبكة الإنترنت، وهذه النسخ من الشابكة تضم أعضاءً يزدادون عددًا كل ساعةٍ تمضي من تاريخ البشرية. إن الغابات المُظلمة تنمو، وعصرها آتٍ.

قسم الأحبّة (ما يصنعه-يبرمجه-يكتبه-يصوّره) أصدقائي!، تريد الظهور في هذا القسم؟ راسلني: me@youdo.blog (الظهور مجانيّ)

ربى تحبك لنا نسيجًا سرديًا ممتعًا في: يوم ممطر (يصلح جدًا لقراءة شتوية لذيذة مع كوب قهوة منعش).

ومن نفس المدونة: شيء لمتعة الأذن: Schubert’s Serenade

ومن هذه المدونة، كتبتُ حديثًا: لا نريد أن نشارك في لعبة الحياة والوجود.. هل من حلٍّ؟

والدكتور فرزت يكتب لنا خواطره عن نهاية العام وهي تقترب

ومن الأرشيف (لكنه لا زال مفيدًا): أَرِحْ نفسك من البحث عن اسمك أو رقم هاتفك على غوغل يدوياً، ودع المهمة على هذا التطبيق

روابط

يستحق الإشادة: طبيب يشترط إثراء “الويكبيديا” بالمحتوى العربي لعلاج مرضاه

عليه الرحمة والرضوان: وراق آخر يرحل عن دمشق


حقوق الصورة البارزة: Photo by Sebastian Unrau on Unsplash

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s