تختلف إجابة هذا السؤال حسب مذهب وفكر المُجيب وكمحاولة لجمع الآراء المختلفة. هناك عدة تيارات فكرية لديها أجوبة مختلفة عن بعضها البعض لهذا السؤال.
- هناك الشكاكون: وهم يشكون في وجود أي حقيقة أصلًا ومن هنا إجابتهم: ما من معايير للحقيقة، لأن الحقيقة لا توجد، وإن وجدت لا يمكن للإنسان معرفتها، وإذ تعذّر إدراك الحقيقة فالأولى ألا نعرف معاييرها.
- الفلاسفة: معايير الحقيقة تختلف حسب النسق الفلسفي المتبع، فالعقلانيون منهم مثلاً يقولون معايير الحقيقة هي معايير العقل. أي ما يحكم العقل أنه حقيقة فهو حقيقة وما حكم أنه ليس حقيقة فليس حقيقة. ومن معايير العقل مبدأ “عدم التناقض”، و”مبدأ الهوية”. والتجريبيون يقولون أن الحقيقة منوطة (أي متعلقة) بالتجربة فمعايير الحكم عليها: إجراء التجارب. فإن أسفرت التجارب عن صدق الفرضية فهي حقيقة، وإن أسفرت عن بطلان الفرضية فهي غير حقيقية.
تنويه: الفلاسفة لا ينقسمون فقط إلى عقلانيين و تجريبيين إنما تكلمنا عنهم تحديدًا هنا لئلا تطول الإجابة ولأنه يستحيل سردهم جميعًا هنا.
- أصحاب الديانات: يقولون أن الحقيقة هي ما أتت به النصوص الدينية أولاً، ثم فهم علماء ذاك الدين الراسخين فيه ثانيًا، أما المواضيع التي لم تتحدث عنها النصوص الدينية فأصحاب الديانات ينقسمون بشأنها فهناك من يقول لا بأس باعتماد العقل معيارًا للحقيقة، وهناك من يقول بل نقيسها على ما لدينا ونخرج باستنباط ديني خاصّ بنا.