تنويه هام بشأن رأيي في الشهادة:
بعد تنبيه الأخ واثق -جازاه الله كل خير- من الجميل أن أوضح رأيي في الشهادات الأكاديمية وأهمية الحصول عليها من عدمه. في الحقيقة يجب القول وأنه ووفق الوضع الحالي الشهادة الأكاديمية مهمة فعلاً بل وجدًا لمعظم الناس. وأنا أقول لمعظم الناس وفي ظل الظروف الحالية، وهذا ما نسيت أو لم أنتبه له في تعليقاتي على حسوب وغيره التي تقلل من قيمة الشهادة. لا يهمنا هنا أسباب أهميتها لمعظم الناس، لكن التنبيه الهام هنا هو أن كلامي عن عدم أهمية الشهادة لم يكن لمعظم الناس (وأنا افترضتُ وقتها أن من ينشط على حسوب ليسوا من معظم الناس على الأقل لحد ما). إن ما أثار تقليلي لأهمية الشهادة هو أن تلك الأقلية التي وجهت لها كلامي كانت تعاني تحت وطأة “معظم الناس” لدرجة دفنت مواهبها وقتلت روحها الإبداعية من أجل الشهادة (في سبيل الوظيفة وليس في سبيل الله)، من هنا اشتدت لهجتي وأصبحت حادة ضد المدافعين عن حمل الشهادة “بأي ثمن”. دفاعًا عمن احترقوا بنار الشهادات من أصحاب الأرواح المبتكرة.
إذًا إن كنت تقول لي حسنا يونس كلامك جميل لكن على أي حال أعيش في مجتمع وليس فقاعة هوائية وأنا أحتاج الشهادة لكثير من الأسباب للعيش الكريم والهانئ في مجتمعي… أقول لك: احمل شهادة.. (على فرض أصلاً أن لدي سلطة ما ولو معنوية لأخبرك بما تفعله أو لا تفعله).
إذا كنت أيضًا شابًا كسولاً مراهقًا لا تريد أن تدرس وتريد أن تحلم فقط دون أن تتعلم أي شيء.. يعني لا تريد تعلم المقرر الدراسي العادي.. ولا نراك تبذل أي جهد لتعلم لغة برمجية أو مهارة تقنية ذات مستقبل واعد.. أنصحك أيضًا احمل الشهادة أفضل لك…بل وأؤكد على ما يلي بخصوص من هم تحت سن العشرين: إن كنت تبذل جهدك في دراسة لغة برمجية ما أو تقنية معينة لها مستقبل واعد، مثل الغرافيك موشن على سبيل المثال، ولك القدرة على إكمال دراستك.. أكملها.. فأنا أؤيدك في ذلك..
والسبب بسيط وتعرفه: أنه ما من طاقة أقوى من طاقة فترة الامتحانات التي تمنحك قوة هائلةً على تعلم الأشياء بسرعة (كل الأشياء في الحقيقة) عدا المقرر الدراسي الذي بين يديك! يمكن تسمية هذا تأثير فترة الامتحانات، وصدقني أنا أكلمك من البحر الشاسع المتلاطم للعمل الحرّ: لا يوجد مثل هذه الطاقة هناك.. هي متوفرة فقط لمن يدرس ويمر بفترة امتحانات ويأخذ دراسته ولو بمستوى قليل من الجدية.
كلامي عن عدم أهمية الشهادة موجه لفئة خاصة من الناس يتميزون بما يلي و(قد اكتشفت فعلاً أنهم أقلية):
1- التعلم الذاتي والفضول المعرفي الحميد قوي لديهم لدرجة أنه أصبح طبعًا… فهم يتعلمون كما يتنفسون..ولا يحتاجون أي روتين لتعلم ما يحبون تعلمه..فهم يفعلون ذلك طيلة الوقت..
2- يحبون تنفيذ ما تعلموه، ولا يخافون الفشل مرارًا حتى الوصول إلى المقصود…
3- يحسون بالقلق بل والاكتئاب والذبول فانطفاء الروح عندما يفرض عليهم روتين (دراسي أو وظيفي) لا يناسبهم…
4- يعرفون حقًا قيمة أنفسهم، فحتى لو حققوا أعلى الإنجازات ترى التواضع خصلة أصيلة فيهم.. إذ يعرفون أن الرحلة المعرفية لا محطة وصول لها…
5- غالبًا ما ينطبق عليك قول سلڤادور دالي “لا أتعاطى المخدرات، أنا المخدرات”.
إن كانت هذه المميزات الخمسة فيك فمن المفترض ألا تحمل شهادة أكاديمية، لأن اسمك وحده سيصبح علامة تجارية مميزة، لكن إن افتقرت لأحد هذه الخصال (وإن كانت واحدة فقط).. فأنصحك مخلصًا من قلبي: ادرس واحصل على شهادة يا حبيبي…وإلا ستندم.
مجددًا شكرًا لكم قرائي، شكرًا لك واثق..
فرصة عمل للكتّاب وصنّاع المحتوى (انضموا):
فرصة عمل للكتّاب: كتابة ملخصات باللغة العربية للكتب الإنجليزيّة في شركة فيلسوف (متجر كتب)
روابط
مفيد للعاملين في قطاع صناعة المحتوى: الانتقال من المحتوى المجاني إلى المدفوع أكبر تحد للناشرين
مفيد للشباب (إنجليزي): عمري ثلاث وعشرون سنة ولا أرى أي بصيص أمل أمامي… (مع الجواب طبعًا)
طريف ومخيف في آنٍ معًا: عن عذابات الزواج بأستاذ فلسفة يعشق هيغل بجنون (إنجليزي).. يصلح جداً أن يترجم لمنصة معنى (جازى الله كل القائمين عليها خيرًا عظيمًا). نفسُ مؤلف المقال (توم وايمان) ترجمت له من قبل (حديثًا) هذا المقال الممتع:
(وجهة نظر): من الأخلاقيّ تمامًا أن تنجب أطفالًا في هذا العالم الـ*رائي
كلام رائع ويستحق أن (يشار إليه) ويحفظ بالمفضلة.
إعجابLiked by 1 person