يبدو أن هناك الكثير من الأقمار في قراءاتي هذه الأيام. من قمر العسل كما يسمي الشدياق شهر العسل في كتابه الماتع “الساق على الساق”، ويقول أنه لدى الإفرنج يدوم شهراً ولدى العرب شهرين ولا أدري ما مصدر معلومته هذه، إلا أنها خبر سعيد بالنسبة لي؛ إلى اختيار مصطلح قمر القمر بالانجليزية وها نحن الآن مع كتاب تراثي جميل من القرن الثاني عشر الهجري يتأمل في قضية تخيلية تحدث على القمر.
مسئلة امتحانية:
ان قيل لو فرض شخص على القمر هل يتحقق بالنسبة اليه الاشكال البدرية والهلالية والخسوف والكسوف؟
مشكلات العلوم، ص: 152؛ تأليف: ملا محمد مهدي نراقي. (1185 – 1245 هـ)، توفي 1795م
قلنا: نعم، كما أن جرم القمر يقبل ضوء الشمس لكثافته وينعكس عنه لصقالتها كذلك الأرض يقبل ضوئها لكثافتها وينعكس عنها لصقالتها لاحاطة الماء بأكثرها و صيرورتها معها ككرةٍ واحدةٍ. فاذاً لو فرض شخص على القمر يكون الأرض بالقياس إليه كالقمر بالنسبة إليها وبحركة القمر حول الأرض يتخيل أنها متحركة حوله و يشاهده الأشكال الاهلالية والبدرية و غيرهما في مدة شهر کمن اذا كان لنا بدر كان له محاق واذا كان لنا خسوف کان له کسوف لوقوع أشعة بصره داخل مخروط ظل الارض و منعه اياها عن وقوعها على الشمس و اذا كان لنا كسوف كان له خسوف لمنع القمر وقوع شعاع الشمس على الأرض الا أن خسوفه لا يكون ذا مکث يعتد به لكونه بقدر مكث الكشوف ويكون لکسُوفه مكث كثير لكونه بقدر مکث الخسوف ولأن بعض وجه الأرض یابس فلا ينعكس عنه النور بالتساوي. فكما ترى على وجه القمر المحو، پری علی وجه الارض مثله و هذا الفرض و ان كان محالا لكن يتصور هذه الأوضاع بعد الفكر على تخيل أي وضع اراد بسهولة.
نقول للسيد ملا محمد مهدي نراقي أن هذا الفرض لم يعد محالاً على أغلب ما تظن البشرية الآن إن استثنينا إخوتنا المعاصرين المؤمنين بالأرض المسطحة أو نظرية المؤامرة أو كلاهما.

أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر
حقوق الصورة البارزة: Photo by malith d karunarathne on Unsplash