الجالبون (نص شعري مترجم)

قطعة شعر ترجمتها من النشرة البريدية التي يعدها ماثيو أوغل بعنوان Pome ويرسل فيها للمشتركين مقاطع مختارة من الشعر الحديث باللغة الإنجليزية.

رابط النشرة البريدية: هنا

الترجمة للعربية من إنجازي:

الجالبون

غطوني
بالغسق والغبار وغفوة الأحلام
غطوني
واتركوني وحيداً
غطوني
أيتها الكائنات العظيمة التي لا تعرف الكلل
استجيبوا لندائي وغطوني
يا جالبي الغسق والغبار وغفوة الأحلام

كارل ساندبرغ (1918)

النص الأصلي:

ملاحظات عن الترجمة:

اختار كارل عن عمد -فيما أعتقد- حرف الD كي يبدأ به الكلمات الثلاثة: dusk ،dust ،dreams، وبالتالي وجدت أن الكلمة dusk بالعربية تعني غسق وعتمة كمعنى ظاهري ويمكن تعني الكدر والغم كمعنى مجازي. ثم كلمة dust تعني الغبار والرماد والتراب، ثم dreams وهي معروفة وتعني الأحلام والمنامات والرؤى.

ولكي نجد كلمة بالعربية كل منها يبدأ بحرف معين ويجمع هذه الكلمات الثلاثة معا صعب. سنجد مثلا أنه يمكننا اختيار الرماد لـ dust واختيار الرؤى لـ dreams لكننا لن نجد كلمة بالعربية تبدأ بحرف الراء وتصلح لـ dusk على الأقل في معناها الحقيقي بل حتى معناها المجازي وإن لم نذهب بعيدا لن نجد. اذن يكون لدينا كلمتين بحرف الراء لكن ليس ثلاثة. لكن بعد التفحص سنجد أن حرف الغين أيضا يجمع لنا كلمتين وهما الغبار والغسق. وتبقى الأحلام لا حرف غين يناسبها ويعبر عنها وهذا سرّ اقحامي لكلمة غفوة (يمكن اقتراح غيبوبة أيضا إلا أنها ليست جيدة كفاية) وهكذا تكون الكلمات : غسق -غبار- غفوة الأحلام مناسبة لانها تبدأ جميعا بحرف واحد مثلما هو الحال في النص الأصلي الذي يبدأ بحرف واحد وهو الـD.

تعليقي:

يتوجه الشاعر بندائه إلى قوة ميتافيزيقية عليا، أو لأيدولوجية لها عقل جمعي ما لنقل مثلا (الرأسمالية)، ومهما يكن فهو يتوجه بندائه لشيء خارج ذاته ويبدو أن هذا الشيء يتميز بأمرين: انه عظيم وليس بالضرورة أن يكون سامياً إنما العظمة المقصودة هنا هو أنها أكبر من الإنسان الفرد وهي غالبا ما يمكنها ضره او نفعه لأنها تهيمن عليه، والأمر الثاني هو أنها قوة لا تتوقف عن النشاط. لو قلنا مثلا أنها قوة ميتافيزيقية فالأكيد ان الالهة لا تغفو ، أما إن اخترنا إيديولوجية جمعية فالراسمالية مثلا لديها مطارات لا تنام ولديها آلات لا تعرف الراحة وهي أشبه ما يكون بجهاز لا يتوفف عن العمل للحظة.

إذا لدينا شاعر والظاهر أنه مغلوب على امره يؤدي صلاة شعرية يدعو فيها كائنات مهيمنة أن تأتيه بثلاثة أشياء. لا داعي هنا لان نفصل مدى عمق فكرة التثليث في اللاوعي الغربي لكن الأمر طبعا لا يمكن تجاهله هنا. تبدو الأمور الثلاثة التي يطلبها الشاعر ومع أنها منفصلة حرفيا إلا انها نفس الشيء في الحقيقة. والاشارة الى ذلك تتجلى في بدايتها بحرف واحد لجميعها.

إذا هنا نتسائل ما الذي يجمع بين الغسق والغبار وغفوة الاحلام؟

برأيي: إنها النجوم.

 

 

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s