بالكتابة عن هذه الكلمة Tranquillity وهي تعني “الهدوء والسكون والاطمئنان” نصل الى الكلمة العاشرة من قائمة أجمل الكلمات الانجليزيه وهي مهمة كلفت بها نفسي قبل عشرة أيام كتبت فيها كل يوم عن كلمة، لمطالعة الكلمات السابقة من هنا الأم – الشغف – الابتسامة – الحب – القدر – الأبدية – فنطازستك! – الحرية العامة – الحرية الفردية
لنضع تعريفا للسكينة وهي في نظري “حالة حسنة تنتاب الانسان لما يكون في بيئة هادئة توفر ما يرغب فيه ويكون بال المرء خاليا من الهموم والمشاغل”
بهذا التعريف لا بدّ انكم لاحظتم أن السكينة عملة نادرة في عصرنا هذا ومن الصعب تحقيقها الا في لحظات لا تتكرر عادة.
موضوع مفيد: حلقة يونس توك عن التلوث الصوتي وكيفية التخلص منه.
وحسب التعريف ترتبط السكينة يعنصر الهدوء وهو خلاف الصخب والصحيح والتلوث الصوتي، كما ترتبط أيضا بعاملين آخرين: بيئة ملائمة للمرء توفر احتياجاته وخلو البال من الهموم. لانه حتى لو كنت هادئا في مكان ما لكن ان لم تكن هذه البيئة ترضيك فسكون عقلك ذاته “عقلا صاخبا بالافكار والهواجس والكلام النفسيّ المزعج”. لذلك وضعنا من بين الشروط بيئة ملائمة توفر الاحتياجات ونحن لا نعني الجنة هنا انما الحد الادنى الذي يرضيك من الاحتياجات اضافة الى خلو البال من الهموم في تلك اللحظات. (لانه من المستحيل خلو البال من الهموم بشكل دائم) وهو امر ليس مزعجا كثيرا لان الهموم والقلق يدفعان الانسان للحركة في الحياة انزع المخاوف ولن تجد احدا يعمل شيئا. القضية هنا ان الواعين يمكن ان يعملوا دون مخاوف وهذا ما يؤدي الى زيادة لحظات السكينة في حياتك إلى حدها الاقصى طبعا لن تكون كل حياتك سكينة لكنك ستعيش قلقك في وعي وسيكون مثمرا ولن يكون مؤذيا لاي شخص.
وقد لاحظت أن الأطفال لا يعطون للتلوث الصوتي قيمة كبيرة إلا بعد أن يكبروا لحد معين ويتعقد دماغهم وتتطور شخصياتهم بما يكفي ليلاحظوا أن الهدوء نعمة جليلة.
ولهذا يقولون هنا (الجنوب الشرقي من الجزائر) للطفل أو الانسان الصاخب “ريح ترونكيل” اي ابق هادئا
من هذا المنطلق يبدو لي حديث “بشِّروا خديجةَ ببيتٍ من الجنةِ من قصَبٍ، لا صخَبَ فيه ولا نصَبَ” (صحيح البخاري) ذا روعة وبلاغة منقطعة النظير نظراً لإعطاء الهدوء والسكينة قيمة فردوسية عليا وجائزة يحصل عليها الانسان لما يقدم خدمات جليلة لدين الله. وبلا شك هو ينال تلك الجائزة بفضل الله لا بعمله.
وانا اقترح مثلا لو سألت طفلا ما الذي تريده في الجنة فقد تسمع جبلا من السكر (هاي مارك زوكربيرغ!) او بحيرة من العصير او نهرا من العسل لكنك من المستبعد أن تسمع “مكانا هادئا ذا سكينة” فهذا المطلب اعتقد من مطالب الناس الذي عانوا كثيرا من التلوث الصوتي ومن مطالب خورخيه بورخيس الذي بود مواصلة قراءة الكتب في الفردوس.
لكن بورخيس يا يونس ليس في الجنة هو كاثوليكي ارجنتيني بل وربما ملحد يعتنق اللاأدرية، أضف إلى أن إسرائيل كرمته.
جوابي هو: إسرائيل كرمته لأننا تقاعسنا عن ذلك ولم نسبقها في تكريم الشخصيات المهمة في العالم أضف لا احد يدري مصيره نحن هنا نضرب المثل فقط وعلى ذكر الصمت اعتقد أن كتاب ديفيد هندي “الضجيج: تاريخ إنسانيٌّ للصوت والإصغاء” (ترجمة الأستاذ المبدع بندر الحربي) مع كتاب تشاك بولانيك “أغنية المهد” وفلم quite place يجدر أن يباعوا في باقة واحدة مغلفة بعناية تحت اسم “روائع الضجيج والصمت”، اقترح هذه الحزمة لتهديها لمن تراه مناسبا من اصدقائك.
خبر سعيد: فلم كوايت بلَيس سيكون له رسمياً جزء ثاني.
تهادوا تحابوا فالهدايا تجلب السكينة إلى النفس وتغذق الفرحة والسعادة على الروح.
رأي واحد حول “السَكينة Tranquillity”