الابتسامة

حسب المجلس البريطاني ستجد في هذا الرابط أجمل 70 كلمة في اللغة الإنجليزية. وقد وجدتها فرصة لأكتب خواطري حول العشرة الكلمات الأولى الأفضل في اللغة الإنجليزية.

تناولنا أمس كلمة الشغف، واليوم ستنتاول كلمة الابتسامة Smile

الابتسامة

يقولون أن اللغة العربية محظوظة لامتلاكها حرفا يمثل وجها مبتسماً وهو التاء المفتوحة، وهذا صحيح خاصة في عصر الإيموجي هذا الذي نعيشه.

تعتبر الابتسامة في نظري، دليلا على انعدام المنطق وقلة الحكمة لدى معظم البشر، لأن الابتسامة مع مجانيتها ومع أنها تستهلك عددا أقل من الحريرات ( فقد قالوا ان التكشيرة والعبوس يكلفك حريرات اكثر) ومع اثرها العظيم المثبت إلا أنها عادة لا تمارس على نطاق واسع.

هذا يذكرني بما قرأته في كتاب البجعة السوداء عن الاقتصاد وتهكم مؤلفه نيكولاس طالب سليم على نظريات الاقتصاد القديمة “أن الاقتصاد يفترض ان الناس عقلانيون في تصرفاتهم” بمعنى أن الناس لما ترى منتج بجودة عالية وسعر أقل سيتجهون إليه مباشرة

وطبعا الواقع الاقتصادي ينسف هذا الافتراض جملة وتفصيلا لان الناس غير عقلانيين فعلا في سلوكياتهم الاقتصادية. بالتالي لا يمكن توقع “الشيء الكبير التالي” مهما بلغت دقة الدراسات.

وتمثل الابتسامة الكثير من الامور مثلا يمكن اعتبارها عملة للمودة والمحبة، واعلانا بالقبول والرضا والاعجاب، وجسراً للتواصل، من ناحية أخرى هي ثقافة وتقليد مجتمعي يعني يكثر في مجتمعات ومدن ويختفي لدى غيرها مع أنه تقليد عالميّ  يعني هو لغة مفهومة لدى الجميع ولذلك من المفترض أن يكون عادة منتشرة ومرغوبة لدى البشر.

والابتسامة مثل البشر تنقسم إلى الأصيل والمزيف، ويقول خبراء لغة الجسد ان اكتشاف المزيف سهل لان الشفتين وقتها تنفرج لكن العين تبقى ثابتة في حين ان الابتسامة الحقيقية تكون بالعينين (تضيق قليلا بشكل معين معروف) وبالشفتين معاً. وهذا ارتباط دلالي مهم، لان الشفتين التي تعتبر البوابة الاولى للفم بصفته اداة مهمة للتعبير عن الحب والمودة والقبول او الرفض والابعاد والهجر يتصل بالعين مما يعني ان الابتسامة “رسالة بحسن الاستقبال وابداء علني للقبول”، وعلى ذكر حسن الاستقبال تلاحظ ان من آداب الضيافة ومن أسس الفندقة السليمة “الابتسامة الحقيقية” وطبعا هذا لن ينجح تماما إلا إن وفرت بيئة سعيدة لموظفيك وطاقم عملك وهذا ما نجحت فيه بعض الفنادق وفشلت لنقل –كثير- منها أخرى.

 

 

6 رأي حول “الابتسامة

  1. سلام عليك يا من ألهمتني ،،
    الاستاذ يونس، أود أن أطرح عليك سؤالاً لعله يكون باباً لمقالك القادم (لتوي انتهيت من كتابك المقالات في تجاوز العقبات، وتعلمت عن مصادر استلهام افكار المقالات 🙂 ) .. فأين يمكنني أن اضع هذا السؤال؟ هل هنا أم له قسم خاص؟

    إعجاب

    1. أهلا ماهر وشكرًا لقضائك وقتًا في قراءة الكتاب سيسرني أن تشاركه مع غيرك ليعمّ النفع.

      تستطيع كتابة السؤال هنا في تعليق وأبشر. في حال تنسى لي الوقت للكتابة عنه سأفعل إن شاء الله.

      إعجاب

  2. قرأت مقالك (مسطرة فيتغنشتاين) عن تجاوز أحكام الآخرين السامة. ولذا أود أن أسألك: كيف يمكن الجمع بين رضا اقرب الناس لي وبين رفضي لأحكامهم عليّ وفرضهم اراءهم وتحكماتهم، وإلا .. أكن من العاقين؟!

    Liked by 1 person

شاركني أفكارك!

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s