الكثيرون ينصحون بفوائد الكتابة اليومية كما فعلنا من قبل، لكن أعتقد أن تجاوز معدل معين في اليوم (وهو المعدل الذي يجعلك تكتب كتابا كاملا في أسبوع بشكل مستمر ) فلا بد أن تستشير طبيبا نفسيا أو عصبيًا.
كما أن رواية لعبة الملاك لكارلوس زافون ترجمة معاوية عبد المجيد يصاب البطل بورم في رأسه نتيجة تأليف روايات أكشن بوليسية بمعدل ستين صفحة يوميا! (ربما القصة خيالية حتى تقرأ اقتباساتي ادناه عن حالات واقعية).
لا بد أنكم تريدون القاء نظرتي على محتويات سَلَتيّ اليوم (ما جمعته وقرأته عبر النت) هذا جيد لنرى ما لدينا لليوم:
- لما كتب النائب أحمد الفضل ومعالي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح الصباح كلمة تقدير للدكتور صلاح الراشد انتهزتُ الفرصة لشكره وتقديم الامتنان له فكتبتُ التالي
وفاجئني باعادة تغريدها مما يعني وصولها له فشكرا له مجددا.
هذا ما ذكرني أن أضيفه هو وفريقه للوحة الامتنان خاصتي. مع الطاقم الكامل للبرنامج الاذاعي نافذة على التاريخ. الكويت لوحدها يمكنني كتابة لوحة امتنان خاصة لها. لذلك من لم نذكره منها فليعذرنا.
- أنشأت مقالاً أجمع فيه مصادر التسويق الالكتروني لمن يريد تعلمه.
- تشعر بالملل أو أنت رئيس نادي قراءة تريد رواية ممتازة لقرائتها أرشح لك هذا الكتاب ديبورا ليفي، السباحة إلى المنزل (رواية)، ترجمة نورة البلوشي، مراجعة أحمد البكري، الكويت، منشورات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2014. يمكنك قراءة هذا المقال أولا للتعرف على القصة: (يوجد حرق للأحداث)
من الصعب جدا تصور جمهور كبير لقصة ليفي المثيرة والصادمة، ولكن إذا كنت واحدا من أولئك الناس الذين يعتقدون بأن الروايات المشهورة هي حقا أعمال مبهرة، فعليه أن يجرب بنفسه متعة قراءة لغة ليفي الأنيقة والخفية ليغير رأيه بشأن مفهوم الكبار. ذلك أن القصة ستربكه حتما وتُشعره بالحزن والتعاطف مع الجميع، وستغرقه في التفكير مجددا في معاني الحياة ودلالاتها. المقال
أدهشني هذا المقال صاحب أشهر روايات الثمانينات: كتاباتي عن الجنس مش عيب طالما تفيد القارئ (حوار) ومما أدهشني فيه:
أنا لا أفكر فى شىء فى حياتى سوى الكتابة، فهى تجرى فى دمى، أكتب لمدة ١٠ ساعات يوميًا، لا أملّ منها، وفى تلك الفترات كان يصدر لى كتاب كل أسبوع أو ١٠ أيام، وساعدنى فى ذلك عملى فى دار «الجيل» للنشر، فكان بها أكثر من ٢٠ ألف عنوان، فكنت أقرأ طوال الوقت فى كل المجالات، ومؤلفاتى بيعت بـ٥ قروش والآن تباع مجلداتى عن التحليل النفسى لـ «فرويد» بـ١٠٠٠ جنيه.
و هذا:
ليس لدىّ أى طقوس للكتابة، أدخل إلى غرفتى التى يوجد بها أكثر من ٥٠ قلمًا للكتابة، بالإضافة إلى عدد ضخم من الكتب والمجلات المتنوعة والمختلفة، وأبدأ فى الكتابة لمدة ١٠ ساعات، يتخللها وقت قليل للراحة، وعندما أنتهى أجلس على مقهى أمام منزلى لمدة لا تزيد على نصف ساعة لتدخين حجر شيشة.
وهذا (أضفته بتاريخ 19-12-2017):
ولد جورج سيمنون في لياج ببلجيكا من أسرة فرنسية/ بلجيكية مختلطة وبدأ عمله في الصحافة المحلية، وهو بعد في السادسة عشرة من عمره، وكان في التاسعة عشرة حين ارتحل إلى باريس بحثاً عن مستقبل له. وبدأ الكتابة بالفعل في 1922 حيث راح ينكبّ على طباعة ما يصل إلى ثمانين صفحة على الآلة الكاتبة يومياً، وظل ذلك هو دأبه حتى 1936 حيث كان قد أنجز أكثر من ألف وخمسمئة قصة قصيرة. ومنذ ذلك العام راح يركز أكثر على الروايات الطويلة وعلى مغامرات «ميغريه». وفي عام 1968 كان قد نشر أكثر من خمسمئة رواية طويلة باسمه وبأسمائه المستعارة. المصدر.
هذا ما يذكرني بما ترجمتُه من قبل في كتاب (أنثروبولوجي على المريخ) لأوليفر ساكس:
…وفي عام 1961 تحدث واحد من أكثر أطباء الأعصاب الأمريكيين موهبة نورمان جيسون عن الدور المحتمل لصرع الفص الصدغي في حياة دوستويفسكي وكتاباته وبحلول أوائل السبعينيات أصبح مقتنعا أن عددا من المرضى الذين يعانون من صرع الفص الصدغي يظهرون حِدة مميزة (لكنها ضيّقة أيضا) للحياة النفسية و”اهتمام متزايد بالمسائل الفلسفية والدينية والكونيّة” كما تمت ملاحظة خصوبة وغزارة ابداعٍ معتبرة في العديد من المرضى: من كتابة السير الذاتية وملء يوميات لا نهاية لها والرسم الهوسي (عند الذين يميلون إلى الرسم) وشعور عام من التنوير، واحساس بأنهم في “مهمة” ما و”مصير قدريّ” ما وقد كان هذا يحدث حتى لدى أولئك الذين تلقوا قدرا ضئيلا من التعليم والأشخاص “غير المثقفين” الذين لم يُبدوا أية ميول نحو هذه التوجهات من قبل.
وأحد هوامش الكتاب:
على الرغم من أن تفسير حيوات وأعمال وشخصيات البشر البارزين من خلال طبائعهم العصبية أو النفسية المفترضة ليس أمرا جديدا لكن هذا التوجه أصبح هوسا وتقريبا أصبح مجالا كاملا في وقتنا الحاضر. تحدثت إيف لابلانت في كتابها “مُستحوَذ” عن “العلامات” المميزة لمرضى صرع الفص الصدغي ومتلازمة جيسون ليس فقط في حالة فان غوغ ودوستويفسكي بل لدى شخصيات أخرى متعددة منها بو، تنيسون، فلوبير، موباسان، كيركيغارد ولويس كارول (لكنها لم تقل شيئا عن الشخصيات المعاصرة مثل والكر بيرسي وفيليب دِك وآرثر إنمان الذي كتب 155 مجلدا من مذكراته الشخصية). بينما أضاف المؤلفان لينوكس (في عملهما النموذجي من مجلدين ضخمين عن داء الصرع) عشرات من الحالات الأخرى إلى هذه القائمة بدءا من سقراط، بولس وبوذا حتى نيوتن وستريبندبرغ، راسبوتين، باغانيني وبروست. فهذه العودة المفاجئة للذكريات المعروفة في رواية بروست (ذكريات أشياء مضت) [الترجمة الانجليزية الأولى لعنوان رواية: البحث عن الزمن المفقود] يراها المؤلفان لينوكس كحالة فرط التذكر أو نوبات تجريبية تنجم عن محفزات معينة تُذكّر بالماضي.
وما ترجمته حديثا (الحضارة الاسلامية عبر 30 شخصية) لتشيس ف روبنسون في فصل ابن تيمية:
ووفقا لأحد معاصريه يدعى الذهبي (ت 1348)، كان ابن تيمية يكتب ما يعادل تقريبا ثمانين صفحة يوميا؛ وهكذا ألّف خمسمئة مجلد ككل، معظمها في الفقه والعقائد. لاحظ نفس هذا الشاهد رداءة خطه، الأمر الذي يعني مع الحجم الهائل لعمله (يطبع مجموع فتاويه الآن في سبعة وثلاثين مجلدًا) أن مجموع أعماله المكتوبة كان غير مرتبًا -“كابوس ببليوغرافي” على حد تعبير أحد معاصريه – وهذا منذ البداية تقريبًا. ((هامش هذه الفقرة: المعاصر المقصود هو ابن عبد الهادي وبطبيعة الحال لم يعبّر بهذا الكلام حرفيا إنما ذكر ما معناه كذلك وننقل هنا بعض كلامه: “وله من الأجوبة والقواعد شيء كثير غير ما تقدم ذكره، يشق ضبطه وإحصاؤه، ويعسر حصره واستقصاؤه” ص 72 العقود الدرية لابن عبد الهادي الدمشقي تح: أبو مصعب طلعت الحلوني، الفاروق الحديثة للطباعة.))
و:
ونجد مثالا مختلفا عن الفوضى التي قد يتسبب فيها مُسجلا عند الكاتب الرحالة الشهير ابن بطوطة (ت 1377) الذي زار دمشق سنة 1326. يبدأ ابن بطوطة روايته بإبداء رأيه في أن ابن تيمية كان مختل العقل قليلا. “إلا أن في عقله شيئًا” كتب ابن بطوطة؛ كان “في عقله خبل” كما وصفه أحد المؤرخين المُحدَثين . وفيما يلي، رغم أن ابن بطوطة كتبه بصيغة المتكلم، إلا أن حكايته في الحقيقة قد تكون وصلته من مصدر ثانٍ أو ثالث.
هوامشي على هذه الفقرة:
-
بهذا الشأن من الأمانة أن نورد التالي “(ابن بطوطة) يزعم هذا رغم أنه لم يصل دمشق إلا في يوم الخميس تاسع رمضان، وابن تيمية اعتقل وسجن بقلعة دمشق -باتفاق المؤرخين- في يوم الاثنين سادس عشر شعبان، جنبنا الله الزلل” ص 111 رحلة بن بطوطة تح: الشيخ محمد عبد المنعم العريان، دار احياء العلوم ص 111-112 رحلة بن بطوطة تح: الشيخ محمد عبد المنعم العريان، دار احياء العلوم.
-
دراسة بالإنجليزية د. ليتل “هل كان ابن تيمية مخبولا؟” في مجلة الدراسات الاسلامية Studia Islamica 41 (1975 صفحة 96.
يجدر الذكر أن الامام ابن تيمية توفي فقط بعد أن منعت عنه الكتب والأوراق والكتابة نهائيا في سجنه.
هل الذين يكتبون بشكلٍ غزير جدا على ما يرام حقا؟ لا زلتُ بحاجة إلى اجابة.
لدعمي:
يمكنك شراء الكتابين (متوفران لجميع انحاء العالم) عبر دار كلمات للنشر والتوزيع.
للطلب داخل وخارج دولة الكويت 0096599119934
للطلب داخل البحرين
: 33177251
هذه التدوينة ممتازة + مثالية + مذهلة
هذا ما كنت بحاجة إليه؟
المحتوى من الناحية المعرفية رائع ولكن الأجمل أن بعض التفاصيل تخصني شخصيًا.
أتمنى أن أصير مترجمًا من الإيطالية بنفس احترافية معاوية ونشاطه + أدرس حاليًا التسويق الللكتروني + قبل سنتين كنا نقرأ كتاب كل 15 يوم في نادي أصدقاء الكتب وكنت أديره + أتمنى أن أفرغ للكتابة وأمارسها بشكل يومي حتى أجن + وحتى أنا أحب الكويت بسبب دورياتها الثقافية … ماذا بعد؟ حتى الكتب عن الجنس، حضرت قائمة كتب للترشيح منذ شهور لكنتها ما تزال كمسودة في مدونتي.. والأروع أنه أفكر في إضافة هذه الفقرة لمدونتي، من حين لآخر أو ربما في الفيديو … أجمل ما حدث هذا الشهر؟ أمر رااااائع
سأسكن في مدونتك.
إعجابLiked by 1 person
البيت بيتك رفيقي
إعجابإعجاب
جعلتني التدوينة أبحث عن أعراض مرضى الصرع لأن صديقتي المقربة لديها هذا المرض السيء والصعب وهي شاعرة وطبيبة بالمناسبة وكنت أقول لها أنها من بين هذه الشخصيات العظيمة فقالت لي أنه لديها صرع عام وليس فقط هذا النوع الذي يعتبر أقل حدة )’;
soooo sad to read that
إعجابLiked by 1 person