حيّاكم الله أعزائي، سأحاول رغم انشغالي ببعض الأعمال أن أشارككم هنا تحت مسمى (اقتباسات) بما أصادفه من مقالات جيدة تحتوي أمورا ربما تهم البعض وقد لا تهم الكثيرين لكنها يمكن أن تكون مراجع ومصادر مهمة لي وللآخرين في المستقبل.
الاقتباس الحالي بعنوان ((ما جدوى أن تتم دراسة ملامح الحب في الشعر الفيكتوري؟)) من ندوة مميزة للكاتب نادر كاظم: رابط الخبر عن الندوة كاملا. هنا
يحيلنا كاظم إلى ما يسميه بـ «خدعة سوكال»، فكون العملية النقدية في العالم العربي باتت خارج السيطرة، على العكس من النقد الغربي الذي يدأب في تصحيح نفسه، بتنا أمام نص مليء بعلامات الاستفهام، ويشير كاظم إلى أستاذ الفيزياء آلان سوكال، الذي نشر مقالة مطولة عنوانها «انتهاك الحدود؛ نحو هيرومنوطيقا تحويلية للجاذبية الكمية»، والذي صاغ عنوانهُ بطريقة تهكمية دمجت «الهيرومنوطيقا» بـ «التحويلية» والـ «جاذبية» بـ «النظرية الكمية»، فعلى الرغم من الطابع التهكمي في العنوان الفرعي، إلا أن العنوان الرئيسي «انتهاك الحدود» كان مماثلاً لما هو متداول في الكتابات النقدية لما بعد الحداثة، ولهذا -يقول كاظم- لم يكن مستغرباً أن تبادر مجلة متخصصة بالدراسات النقدية، وهي المجلة التي نشرت المقال لنشره على الرغم من كون سوكال في مقالته يدعو إلى «رياضيات جديدة وفيزياء جديدة، ويهاجم، في أول فقرة من المقالة، تلك الفكرة البالية السائدة لدى العلماء عن وجود عالم خارجي يمكن وصفه واكتشاف قوانينه التي زعم أنها أبدية، واقترح أن ينظر إلى العلــم كما ينظر إلى الفن والفلسفة، وإلى الواقع الخارجي على أنه مجرد (بناء لغوي واجتماعي)، وانتهى إلى الدعوة إلى (رياضيات متحررة) من الأوهام العلموية القديمة».
يثير في هذا النص ما يلي:
1- أود لو أعرف وجهة نظر نادر كاظم في مشروع عبد العزيز حمودة المهم “المرايا المقعرة نحو نظرية نقدية عربية”؟
2- كيف يبدو مقال سوركال المذكور في الاقتباس؟ ، يبدو لي الآن دون أن أطالعه متهكما بورخيسيا لأن التهكم+الصبغة شبه الأكاديمية+ مقال في شكل قصصي + رياضيات = نكهة بورخيسية. أتمنى لو يترجم مقال سوركال أحد المترجمين العرب. في بعض الأحيان فكرتنا عن قصة أو فلم أو مقال أجمل مما قد نراه. انصح بهذا الخصوص بكتاب: (كيف تتحدث عن كتاب لم تقرأه – بيير بايارد ترجمة غسان لطفي)
3- اذكر انه في احد المقالات تهكم احمد خالد توفيق عن تعقد الفاظ النقد لكني لم اجد المقال كي اشارككم برابطه.
4- قال نجيب محفوظ بعد العدد الاول من مجلة فصول النقدية الادبية انه لم يفهم حرفا مما كتبه معشر النقاد هناك. مع انه ضمن اللجنة الاستشارية لهذه المجلة التي تعتبر معلما في النقد. ناقش العدد الثاني منها تعقد النقد وجرى ما يشبه بالفزعة الكتابية لتدارك الامر لكن المصطلحات المعقدة لم تخف ولم يتبدل النهج طيلة الاعداد المقبلة. والله المستعان.
يسرني أن أسمع منكم. مودتي.