
بسم الله والحمد لله ، أتشرف في هذه التدوينة بمحاورة محمد الوكيل المبدع والمدون والمترجم متعدد المواهب والهوايات للحديث عن الكثير من الأشياء والأمور الممتعة والمفيدة ، وكم كانت سعادتي لما قبل المحاورة بود وطيبة قلب ، وأرسل لي في مقابل ال33 سؤالا ، ملف word به 8 صفحات من المتعة والابحار والبهجة في عالم الأدب والانيمي والمانغا والموسيقى وأشياء كثيرة منوعة أخرى .
تبقى قبل أن تستمتعوا بهذه المحاورة اللطيفة بيني وبين الأستاذ محمد الوكيل ، أن أشير إلى أن الأسئلة لا تعبر عن شخصيته بقدر ما تعبر عن شخصيتي ،أما الأجوبة فهي تعبر عن جانب من جوانب شخصية الاستاذ لكن لا تمثلها بشكل كامل .
السؤال التعريفي :
1-من هو محمد الوكيل ؟
محمد عبد العاطي الوكيل، مسلم مصري، 24 أغسطس 1989، لحظة كتابة السطور: طالب/طبيب امتياز تحت التمرين، مدوّن وصاحب مدوّنة (كتاب الظّلال) منذ 2008 على ويندوز لايف سبيسز أولاً ثم وورد برس، قاصّ أحياناً، أصدرت في 2012 كتاباً إلكترونيّاً بعنوان (اسمع! القلم بيعزف مزيكا)، وشاركت في إصدار مجموعة كتب ورقيّة جماعية (أبجديّة إبداع عفوي – نوافذ مواربة – صندوق ورق – شيزلونج)، شاركت في تحرير بعض المجلات الالكترونية مثل (بحلقة) و(حريّتنا) لبعض الوقت ومجلة (ميكروفون) الورقيّة، أكتب وأقرأ وأشاهد الأنيمى، وأي جديد يطرأ ويعنّ، وأحاول أن لا أموت دون أن أترك أثراً، وأن يراني الله في موقف يحبّه.
ما تزال الخانات تحت (من هو) كثيرةً شاغرة، وما يزال الوقت والطريق طويلين لملئها.
حول الأدب:
2- طقوس الكتابة بالنسبة لك ؟
تختلف، لكن المهمّ والمشترك: المزاج المناسب للكتابة وللموضوع، المقطوعة الموسيقيّة أو الأغنية المناسبة للمزاج لا للموضوع بالضرورة، برنامج (ويندوز لايف رايتر) الأثير لديّ أو التابلت الخاص بي وبرنامج JotterPad، وقليلاً ما أكتب ورقيّاً رغم شغفي الشديد بالأوراق وأدوات الكتابة، وإن حدث ففي كشاكيل متفرّقة أو بعض رسائل أو مذكّرات. قطعاً لابدّ من مشروب ساخن (نسكافيه) أو مأكول خفيف، ولا أمانع من تأدية مهام أخرى أثناء الكتابة، حتى إن تشتتت عما أكتب :))
3- طقوس الترجمة بالنسبة لك ؟ ( الترجمة الادبية)
نفس طقوس الكتابة تقريباً، مع فرق: استعمال برنامج (وورد)، ضرورة الاحتفاظ بنسخة من النص الأصلي فوق ما أكتب بالضبط. لم أجرّب الترجمة صوتيّاً بعد كما علمت أن البعض يفعلون، لكن أحبّ الفكرة، وأشتاق لأجواء الترجمة جداً.
4- كتابك المفضلون ( غرب / عرب / شعوب أخرى ) .
غرب: آيزاك أزيموف – إدجار آلان بو – ستيفن كينج – دان براون – فرانك ميللر (مؤلف رواية The Dark Knight Returns المصوّرة) –أوسكار وايلد -.. والقائمة تطول..
عرب: أحمد خالد توفيق – يوسف إدريس – محمد المخزنجي – محمد البساطي (كاتب مصري ستيناتي مبدع) – خيري شلبي – سيد ومحمد قطب – علي أحمد باكثير – واسيني الأعرج – عادل عصمت (روائي مصري متميّز لم ينل بعد حظه المستحقّ من الشهرة) – عديد من المدوّنين الذين شاركت معهم في الكتب الجماعيّة – والقائمة تطول..
شعوب أخرى: أحب الحكايات الفولكلورية اليابانية، والمانجا اليابانيّة قطعاً، وما يقع في يدي من الأدب اللاتيني (ماركيز ويوسّا وبورخيس مثلاً)، وأي عمل أدبي قيّم لأيّ شعب دون تمييز.
5- كتبك المفضلة .
سؤالك صعب، لكن أحاول الإجابة عليه بقائمة مختصرة، وبدون ترتيب:
– السر The Secret – روندا بايرن Rhonda Byrne
– مزرعة الحيوان – جورج أورويل
– أولاد حارتنا – نجيب محفوظ
– حكايات بعد النوم – أحمد الديب
– أي عمل لأحمد خالد توفيق تقريباً عدا “أسطورة الغرباء” و”أسطورة الشيء”.
– أي عمل لعلي أحمد باكثير
– أي عمل لمحمد المخزنجي
– محابيس ، دق الطبول ، جوع، نوافذ صغيرة، لمحمد البساطي
– نقد الليبرالية – الطيب بو عزة
– سيكولوجية الجماهير – جوستاف لو بون
– معالم في الطّريق – سيّد قطب
يوم قُتِلَ الزعيم – نجيب محفوظ
– صورة دوريان جراي – أوسكار وايلد
– حكايات فولكلوريّة يابانيّة Japanese Fairy Tales – مجهولة المؤلف/ين وبترجمة ييه-ثيودورا أوزاكي Yei Theodora Ozaki
– الفيزياء ووجود الخالق – جعفر شيخ إدريس
– نادي القتال – تشاك بولانيك
– يوماً ما كنتُ إسلامياً – أحمد أبو خليل
– حكايات الموتى – تامر إبراهيم
6- كتاب أعدت قراءته أكثر من مرة .
لا أعيد قراءة الكتب عادةً. كنت أفعل في صِغَري وبدافع الملل وقلة الكتب فقط. لكن نستطيع أن نقول: القرآن الكريم.
7- احك لنا عن حبسة الكاتب وما هي وكيف نتجاوزها ككتاب ؟
حبسة الكاتب Writer’s Block هي فقدان الكاتب مؤقتاً للقدرة على إيجاد أفكار أو موضوعات جديدة وامتناعه عن الكتابة بالتالي، أو امتناعه عن الكتابة تماماً لأسباب نفسيّة غالباً كالاكتئاب أو التوتّر الشديد أو المرض. نتجاوزها ككتّاب بزيادة المُدخلات: نقرأ، نشاهد أفلاماً، نسافر، نراقب ونلاحظ ونتجول في أنفسنا أكثر ونسمح لأنفسنا ببعض الراحة والسلام، ونقدّم لأنفسنا ما يُناسب من عِلاج.
8- احك لنا عن الترجمة قليلاً.
بدأت باكتشاف شغفي بالترجمة قبل بضع سنوات حين بدأت بترجمة الأنيمى والمانجا مع فريق (نادي الأنيمى العربي) –الله يمسيّهم بالخير جميعاً كانوا صحبة طيّبة 🙂 -، كنت أملك الحماس فقط وقتها مع القليل من الموهبة بما يكفي لإنتاج ترجمات متوسّطة الجودة عادةً، مع التدريب والاعتياد تحسّن المستوى كثيراً، وافتتحت مدونة لترجمة المانجا قصيرة الأمد لم أتابع فيها لتغيّر الاهتمامات، وبدأت أجرّب في الترجمة الأدبيّة وأحرزت نجاحاً نسبيّاً، وتوقّفت منذ فترة لنوع من (الحبسة)، وأترجم نصوصاً قصيرة فقط بين الحين والآخر. شغوف بها جداً وأرجو أن أجد فيها مستقبلاً وظيفيّاً ما.
حول المانغا والانيمي:
10- ما هي العلاقة بين المترجم فيك والكاتب و الاوتاكو ؟
علاقة قويّة ووطيدة، كلّ عنصر من هؤلاء يؤثر في الآخر بشكلٍ أو بآخر، مشوار الترجمة واكتشافي الشغف بها بدأ لأنني أوتاكو أصلاً ولأنني قارئ، الكتابة كانت متأثرة بشدّة بمتابعاتي للأنيمى والمانجا كما يبدو في بعض الأعمال، لغتي وأسلوبي في الترجمة والكتابة تحسّنا بسبب بعضهما البعض. حتى الآن وبين الحين والآخر أدع المجال لجانب الأوتاكو فيّ ليمسك القلم عنّي 🙂
11- حدثنا عن الثقافة اليابانية من خلال ما يصلنا منها ، هل الانيمي تعبر عن الواقع الفكري الياباني ؟ وان كانت نعم كيف ذلك ؟ وان كانت لا تمثل فما هي اليابان التي لا نعرفها ؟
بنسبة كبيرة. الأنيمى يقدّم لك الكثير من العناصر الثقافيّة اليابانيّة، سواء الفولكلوريّة أو الحديثة، بل ويقدّم لك تصورات اليابانيين المختلفة للمستقبل. مشاهدة الأنيمى تساعد بقوّة في تعلمك للغة –وهي سهلة بالمناسبة عكس ما يبدو- ، ستتعلّم الكثير جداً عن مكوّنات الثقافة مع كثرة المتابعة، وستجد من كل أنواع الأنيمى ما يسرّك ويضيف إليك وفي كل مجال دون استثناء. اليابان فيها الكثير مما لم نعرفه نحن بعد. معلومة صغيرة: الأوتاكو في اليابان تسمية سلبيّة عادة.. للشخص الكسول المستغرق بشدة فيما يفعل (الأنيمى خاصةً) حد الإدمان والهوس :)) وليس كلّ اليابانيّون أوتاكو قطعاً لكنهم عنصر فاعل جداً في صناعة الأنيمى والمانجا.
12- حدثنا عن مجهوداتك الكبيرة في الترجمة للمانغا و الانيمي وما هو الواقع العربي الحالي لهذا المجال ككل ؟
ليست مجهودات كبيرة ولا شيء والله، الحمد لله 🙂 الأمر بالنسبة لي متعة وتسلية قبل أن يكون مجهوداً. كنت جزءاً من فريق (نادي الأنيمى العربي) شاركت معهم بترجمة مجموعة قليلة من الحلقات وبترجمة سلاسل مانجا قصيرة مختلفة، تعلمت استخدام برامج الترجمة والفوتوشوب وغيرها لهذه الأغراض خصيصاً. أسست مدوّنة قصيرة الأمد باسم (مانجا بليد Manga Blade) ترجمت فيها جانباً لا بأس به من مانجا (بليتش) ومانجا (القناص) و(لاكي ستار) و(إير) و(سايرن) (وأفخر أنني من أوائل من قدّموا هذه الأخيرة للقارئ العربي وما تزال ترجماتي لها متوافرة في مواقع المانجا حسب آخر معلوماتي) ومانجات أحاديّة الفصول. توقّفت قبل سنوات قليلة لظروف الإنشغال بالدراسة وبمجالات الكتابة والتدوين والأدب واهتمامات أخرى. وما أزال أذكر الأيّام بالخير وأفتقدها بعمق..
الواقع العربي الحالي لا أدري عنه الكثير صدقاً، لكن ما أزال لا أفضّل أبداً متابعة أنيمى أو مانجا بترجمة عربية، وكل ما يقع في يدي من جديد غير قويّ بالمرة. أرى أغلبها لا يصل لمستوى قوّة هذه الأعمال أبداً، ويكون بدافع الحماس والهواية فقط، والاحترافيّة قليلة. المانجا والأنيمى في العموم أعمال شبه أدبيّة، تحتاج لمترجم شغوف، واعٍ فاهمٍ لما بين يديه، وباللغات التي يترجم منها ولها.
13- حدثنا عن كتاب (العرب بعيون يابانية ) كقارئ ؟.
لم أقرأه للأسف. أضعه على القائمة لقراءة لاحقة 🙂
14- ما الذي جعل الثقافة اليابانية لا تتماهى مع الغرب . احك لنا اكثر عن الخط اللامرئي الذي جعل هذا الانفصال في الثقافات ممكنا مع التطور الكبير لهم ؟
يحبّون تراثهم ولا يألون جهداً في حفظه. هناك ذلك الاختلاط بالمناسبة، وهنالك تلك الشعرة غير المرئية بين الغربي والشرقي، قويّة تترك أثرها وبشدّة، حتى لترى التأثير الياباني على الغرب حالياً، معادلاً لتأثير الغرب على اليابان إن لم يكن يقوى. لديهم جهود وإصرار واضح للحفاظ على الأخلاق والآداب العامّة واللغة والثقافات قديمها وجديدها، وبيئتهم خلاقة مشجعة جداً للإبداع والإنطلاق، تقدّم الكثير على كلّ مستوى، فلا مجال هناك للتماهي تقريباً.
15- المانغا المفضل لديك :
بليتش (طبعاً) – الخادم الأسود KuroShitsuji – نجم الحظّ Lucky Star – دي جراي مان D.Gray-Man
16- المانغاكا المفضل لديك :
كوبو تايت Kubo Tite مؤلف مانجا بليتش – هوشينو كاتسورا Hoshino Katsura مؤلفة مانجا دي جراي مان – يانا توبوسو مؤلف مانجا الخادم الأسود
17- الانيمي المفضل لديك :
قائمة طويلة جداً، أهمّها: بليتش – القنّاص 2012 – كارد كابتور ساكورا CardCaptor Sakura – موشيشي Mushishi – إير Air – كانون Kanon 2006 – كلاناد Clannad – مفكرة الموت Death Note – نادي ضيافة مدرسة أوران الثانوية Ouran High School Host Club – – الخادم الأسود – القط الأسود Black Cat – أحلك من السواد Darker Than Black – إينوياشا Inuyasha – الكيميائي المعدني Fullmetal Alchemist … والقائمة تطول..
مؤخراً: ون بيس – موكب الموت Death Parade – فصل الاغتيال Assassination Classroom – العالم الذي يعرفه الإله وحده World God Only Knows
18- استديو الانيمي المفضل لديك :
BONES – GONZO – Pierrot
19-أفضل فيلم ( ليست سلسلة ) انيمي لديك :
Spirited Away – أفلام بليتش عموماً.
20- ما رأيك في المحاولات العربية الناشئة في الكوميكس والمانغا والانيمي العربي ؟
مجهودات تُقَدّر، لكن ما يزال أمامها الكثير، وللأسف تفتقر للأصالة في الغالب. المانجا عموماً فنّ ياباني حصرياً، الكوميكس قد نقدّم فيها الكثير لكن ما يزال طريق الأصالة طويلاً. بعض الأعمال الحديثة (مصرية خصوصاً وبعضها على الإنترنت) بدأت تشقّ طريقاً في الأمر، وهو أمر سار جزئياً.
21-ما رأيك في برنامج عرب اوتاكو ؟ والمحتوى العربي حول المانغا وترجمة الانيمي ؟
لا أعرفه ولم أشاهده للأسف.
22-محبٌ للانيمي والمانغا و يريد المساهمة في اثراء المحتوى العربي بإغنائه بالثقافات الاخرى ، كيف يمكن ان يفعل ذلك بالترجمة وأين يبدأ وكيف ؟
– ترجمة أعمال المانجا والأنيمى القيّمة، سواء قريبة للذهن العربي أو لا، وإعطاءها حقها من جودة الترجمة وتقديمها للجمهور المناسب (من غير الأوتاكو) بالتدريج للمساعدة على توسيع الانتشار.
– ترجمة الأعمال الأدبية اليابانية. تفتقر في أغلبها للترجمة العربية وفيها الكثير جداً مما هو قيّم ويستحقّ، والأوتاكو لديهم من المقدرة ما يناسب هذا، يحتاجون فقط للتجربة والتدرّب.
– التعاون مع يابانيين في الأمر وتشجيع التبادل الثقافي بما يرونه مناسباً من فعاليات وأنشطة من كل الأنواع.
23- نقطة مهمة : انا من مشاهدي الانيمي وقراء المانغا المعتدلين . وفي أحيانا كثيرة -وبما انني متشبع بالتراث العربي للنخاع- أجد مثلا الكثير من التقاطعات والتماثلات بين قصص المانغا وقصص التراث العربي . كمثال حصل لي : التحولات التي حدثت لناروتو والتحولات التي تحدث في الف ليلة وليلة متشابهة جدا . الختم المرسوم في انيمي نارتو والطلاسم الموجودة في كتب التنجيم العربية تتشابه جدا .. ما رأيك في الموضوع ؟
الثقافة العربيّة واسعة التأثير بطبيعة الحال، لكن ليس بقدر تأثير اليابان والغرب على المستوى العالمي قطعاً. هي مؤثرة بالقدر “المسلّي” للقارئ أو المشاهد، لا بالقدر الإثرائي المفيد جداً بعد. لم أتابع ناروتو بصراحة ولم أنتبه لذلك الشّبه، لكن الفكرة موجودة وظهرت في أعمال أخرى تابعتها.
24- نقطة مهمة أخرى : حدثنا كشباب و كنصحية منك عن الانيمي السيء ؟ ما الذي يمكن أن نفعل تجاهه وكيف نتصرف ؟
كن انتقائياً. لا ترفض عملاً لمجرد اختلافه معك ثقافيّاً أو دينيّاً، تعلّم من كل شيء تشاهده وحاول قدر الإمكان ألا تكسب سيئات مما تشاهد، فقط. اخرج بما ينفعك ويضيف إليك. راجع تصنيفات الأنيمى قبل مشاهدته واقرأ مراجعاته والآراء فيه ولو بشكل مبدئي قبل البدء.
حول الثقافة:
25- تظهر الموسيقى قوية ( مباشرةً أو بطريقة الايحاء ) في كتاباتك ؟ حدثنا عن هذا الشغف الذي لا ينتهي ؟ وعلاقته بالكتابة .
بدأ هذا الشغف مع بدايات انهماكي في متابعة الأنيمى كذلك 🙂 أحببت الأعمال وأغانيها فاهتممت بسماعها وترجمتها، و(حاجة جابت حاجة) فاندمجت وأحببت ما أفعل وما أسمع، وأرى فيه مادّة ثريّة للكتابة والتدوين وخلق الأفكار والخيالات، وعلى أقل تقدير جوّاً مناسباً للكتابة وللتأثير في الوعي الباطن. حتى أن كتابي الإلكتروني الأول عن الموسيقى وفي الموسيقى وبالموسيقى، جزء من مسيرة المحاربين كما أسميها 🙂 90% من الكتابة أمارسها على صوت الموسيقى، أي نوع من الموسيقى ليس بالضرورة موسيقى هادئة أو كلاسيكية كما قد يتخيّل البعض. بالعكس أكثر أفضل تدويناتي كانت على وقع أغاني صاخبة جداً أو بإلهام منها.
26- موسيقاك المفضلة .
أحبّ أي موسيقى مضبوطة تقدّم جديداً وإمتاعاً، وأكره بشدّة الإسفاف أو الممل منها. أسمع الآن بالمناسبة مطربي الياباني المفضّل T.M.Revolution 🙂 بشكل خاصّ أحب الموسيقى اليابانيّة (روك وبوب وبعض الميتال)، الأمريكيّة (ميتال وروك خاصةً)، الأوروبية (باور ميتال، ميلوديك وفوك ميتال، سوفت روك)، بعض العربيّة وبعض فرق الأندرجراوند، ومحمد منير في وقتٍ سابق.
27- شغفك الاخر بجانب الموسيقى والكتابة ؟.
الأنيمى طبعاً :)) القراءة، وبعض الgaming.
28-النشر الالكتروني ، في العالم العربي والغربي ككل ؟ ما رأيك فيه احكِ لنا عن تجربتك ؟ و الأمور السلبية والايجابية والنشر المنفرد الالكتروني والنشر الجماعي الالكتروني .
النشر الإلكتروني ينمو، لكن بمعدّل بطيء. هو تجربة واعدة تحتاج العمل عليها وتقديم الأفضل لها وتنقيتها من الزَّبَد بعناية.
تجربتي كنشر كتب إلكترونية ليست كبيرة، فقط كتابي الإلكتروني (اسمع! القلم بيعزف مزّيكا) وحقق انتشاراً بسيطاً في وقتها، إلا أنه ترك –بفضل الله- أثراً إيجابيّاً عند أكثر من قرأوا. بالنسبة للتدوين فهو الأمر ذاته، وما أزال أفضل النشر في مدوّنتي حتى اللحظة بل وأعتزّ بذلك جداً، ويهمّني ما أقدّم من محتوى بغضّ النظر عن الكم أو الانتشار (مش بغضّ النظر أوي يعني :)) أحبّ أن ينتشر ما أكتب طبعاً لكن ليس على حساب جودته).
النشر الإلكتروني كالنشر الورقي، يحتاج الانتقاء بعناية، والاعتناء بشدّة بالتوزيع. مشكلته الأساسيّة هي تفضيل القارئ العربي حالياً للأعمال الخفيفة والمسليّة وعدم صبره على القراءة لفترات طويلة. فأنت إما أن تلبّي ذائقته فتحقق مكسباً مؤقتاً وتخسر انحدار الذّوق، وإما أن تقدّم له مستوى أعلى منه بكثير فينصرف عن القراءة. التوسّط هنا والارتفاع بذائقته تدريجياً وبذكاء حلّ وسطيّ مناسب. هناك كذلك تحسين المستوى المجتمعي وأحوال المعيشة، كلها تؤثر على مفضّلات القراءة بشكلٍ أو بآخر، إن كنت تعيش في بلد هادئ نسبياً ستجد الكثير من الفرص للقراءة في أي مجال مهما كان كبيراً وصعباً، والعكس في العكس طبعاً.
29-الثقافة البصرية قوية لديك ، وقراءاتك جيدة ما سر كل ذلك ؟ ما سر هذا الاسلوب الوكيلي الواضح ؟
كثرة القراءة، كثرة الكتابة، كثرة المشاهدة. إصرارك على إثبات ذاتك وتحرّرك من قيود التقليد والمحاكاة الحرفيّة. اعتزازك بنفسك وبشخصيّتك وعدم إرهاق نفسك وأسلوبك بالتكلّف والتصنّع. هي رحلة طويلة، وكلّ ذلك جزء من طريق المحاربين 🙂 ما يزال الطريق ينمو، وما أزال لم أسكتشف نفسي وأسلوبي تماماً بعد، وما أزال أحاول. الأمر بالنسبة لي أشبه برحلة (زورو) من (ون بيس) في تطوير مهاراته في السيافة. أحبّ أن أشبّه هذا الطريق بذاك.
30-الشغف بالتلاعب بالألفاظ مثل “وكيلكس” . تيمنا بويكليس . والاختيار المتميز والجذاب لعناوين مقالاتك وعناوين اقسام مدونتك ؟ ما هو سره وكيف يمكن كتابة مثل هذا الأمر ؟ ما رأيك في مؤسس ويكليكس وذلك اللغط الكبير حول سنودن وحيادية النت والعم مارك الذي يريد ان يجعل العالم كله ازرقاً؟
لا سرّ هنالك، سمعت ذلك الاسم وسمعت البعض ينادونني تدليلاً (وكيل-ليكس) مع انتشار شهرة (ويكليكس) فأعجبتني الفكرة فاتخذت الاسم عنواناً لسلسلة التويتات القصيرة تلك 🙂 ولكون التويتات عادةً تحكي عن حقائق شخصية أو اجتماعيّة أو سياسية إلخ.. اختياري للعناوين يأتي عادةً بعد كتابة النصّ، وتكون إما مشتقّة من أصل الموضوع أو من عبارة مميّزة فيه (أو تركيبة مختصرة من العبارات)، أو فقط بإلهام من مصدر آخر يختلف حسب ظروف الكتابة. المقطوعة الموسيقيّة وقتها مثلاً.
– مؤسس ويكيليكس: يقول ما لا يحبون أن يسمعوا ويفضح ما لا يحبون أن يراه أحد. فقط.
– سنودن وحياديّة النت: لا فكرة عميقة لديّ عن الأمر بصراحة 🙂
– مارك زوكربرج رجل قويّ الإرادة يحقق ما يريد، ويسعى للقوّة الناعمة، وهو يكسبها بسرعة وذكاء. التطور الطبيعيّ للأقوياء 🙂
31- حدثنا الان عن الثنائيات :
النشر الورقي / الالكتروني.
الكتاب الورقي / الالكتروني .
السنيما / التلفزيون .
الميديا البصرية / الاذاعة .
النشر الورقي / الإلكتروني: الاثنان بنفس أهميّة بعضهما البعض، يدعمان ويقويّان بعضهما البعض بشكلٍ واضح، لا يتعاديان ولا يتضادان بالمرة كما يحاول الكثيرون تصوير الأمر أو تخيّله. النشر الورقي رغم ذلك يساعد على حفظ المحتوى لفترات أطول عادةً، وللأسف فهو مؤخراً –وأحدثك عن مصر- يتراجع أو ينحدر في المحتوى، وإن كان الإقبال على الشراء أفضل من سنوات ماضية مثلاً.
الكتاب الورقي / الإلكتروني: راجع نقطة النشر الورقي/الإلكتروني 🙂
السينما/التلفزيون: أسلحة ذات حدين. أحسن استخدامهما تحظى بوعيٍ كبير وجمهور راقٍ، أسئ استخدامهما وسيكون مستوى الدمار العاجل والآجل فوق ما تتخيّل. كل منهما يقدّم مالا يقدّمه الآخر من حيث التجربة والإحساس والمحتوى أحياناً، ولا غنى لأحدهما عن الآخر كذلك.
الميديا البصريّة/الإذاعة: الإذاعة على عكس المتصوّر تلقى انتشاراً لا بأس به أبداً، تحتاج لتوجيهها للجمهور الصحيح وبالمحتوى المميّز والمُثري. وهي من الأهميّة بمكان يساوي تماماً الميديا البصريّة، تخيّل كمّ الناس الذين يسمعون الإذاعة –الحكومية خصوصاً!- ويتأثرون بها وتنبني وجهات نظرهم على ما يسمعون! اركب أي مواصلة عامة وستلمس بنفسك ما أقول، ستفهم تماماً قوّة الأثر لدرجة مخيفة! الكتب المسموعة تنتشر وتصير مفضّلة عند العديدين ممن لا يملكون وقتاً للقراءة ويحتاجون لمحتويات الكتب تلك، إذاعات الانترنت ذات طاقة كامنة كبيرة وقدرة مدهشة على الانتشار خصوصاً الموسيقيّة منها والشبابيّة.
الميديا البصريّة: راجع نقطة (السينما/التلفزيون) 🙂
32- ما الذي يحتاجه الوب العربي ؟
المزيد من المحتوى، المزيد من المحتوى، المزيد من المحتوى! (المحتوى العربي لا يكاد يذكر كمّاً مقارنةً بغيره، فضلاً عن ضعف ترجماته للغات الأخرى!) وتنقية المحتوى من التكرار والسّرقات الأدبيّة والنّقل، زيادة وتحسين المحتوى العلمي والثقافي والأدبي الجديد والأصيل، تشجيع التعلّم الالكتروني ومساهمة المؤسسات الكبرى (الجامعات!) بتقديم المحتويات العلميّة بل والشهادات ذات القيمة (زيادة احتياج سوق العمل لمحتويات التعليم الإلكتروني يشجّعه جداً كذلك كما ألاحظ.)، تشجيع الإبداع عموماً وتحرير أجوائه، وتشجيع ترجمة تلك المحتويات من لغات مختلفة وتقديمها للشرائح المختلفة (قارن مثلاً بين محتويات ويكيبيديا العربيّة ومحتويات الفرنسية أو الفارسية -لا أقول الإنجليزيّة- وستفهم قصدي!). هناك بعض المحاولات لزيادة تلك المحتويات (ساسة بوست وكسرة والباحثون المصريّون وحركة التدوين العربيّة عموماً)، وهي محاولات ممتعة وقيّمة وأراها مثرية وواعدة جداً.
33-ما هو رأيك في الفيضان الرقمي ( كما يسمى بعض الاحيان ) الذي نعيش فيه هل يساعد الفنان ؟ او لا يساعده وكيفية الحفاظ على التركيز في عصر الفوضى المجيد ؟
يقول الله تعالى: (فأمّا الزّبدُ فيذهب جفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).. قاعدة كونيّة لا تتغيّر والمحتوى الرقميّ ليس استثناءً قطعاً. نعم يساعد الفنان جداً طبعاً، الفنّ عموماً هو لوحة منمنمة (موزايك) من بيئة الفنّان، وكثرة العناصر وثراؤها يدعم إنتاج الفنّان. يحتاج هو فقط لتطوير نفسه باستمرار وشحذ فكره وعقله، وعدم الاستسلام لعجلة الحياة والبيئة، والسموّ بنفسه عن حياة الناس العاديّة، ولإطلاق العنان لخياله هو، ولحواسّه في كل ما يُقدَّم له، وإقصاء الحجارة والتراب وإيجاد الماسات 🙂
كما قلت: هو فيضان، إن أحسنتَ توجيه سدودك وتصريف مالا ينفع وأبقيت على النافع، واحتفظت بطاقة الماء وثرواته، أحييتَ الناس والبلاد والأرض 🙂
وشكرا جزيلا لك 🙂
أنا من يجب أن يشكرك، استمتعت بهذا الحوار بلا حدود وأسعد به كبداية لتعارفنا 🙂
أكر إبداء سعادتي وجزيل شكري لك أخي الحبيب على مجهودك، وحوارك الممتع 🙂 بداية معرفة عزيزة عليّ جداً صدقاً 🙂
إعجابإعجاب
الشرف لينا صديقي العزيز .
إعجابLiked by 1 person
كم أنا مشتاق للوكيل ! عليك أن ترى صورة جديدة لكاتبنا وطبيبنا !
إعجابLiked by 1 person
نتمنى له كل التوفيق ولجميع الاطباء العرب 🙂
إعجابLiked by 1 person