حول قصة ” المرآة “
هناك مقولة شهيرة في الادب ، خرجت من حكايات وقصص الهرم الادبي بورخيس ، ان المرآة والجماع بغيضان لانهما يضاعفان عدد البشر ! وردت هذه العبارة في احدى قصص بورخيس المعروف عنه كرهه للمرايا . والمرآة بالتحديد هنا مقصودة من هاروكي موراكامي لاستعمالها في قصته هذه التي لن نروي احداثها كي لا نحرقها انما نقول انها مماثلة/متناصة وتحيل الى قصة بورخيسية يلتقي فيها بورخيس مع ذاته ويجري حواراً.
وهذه القصة مهمة ومحورية بالنسبة للمجموعة ككل اي المجموعة المقتطفة منها وهي الصفصافة العمياء المرأة النائمة ،لماذا .. لان الراوي يبدا بحكاية حكاية امام رواة اخرين يستمعون له .. ولهذا يمكن جدا ان تكون كل المجموعة مرتبطة (اي عبارة عن حكايات يحكيها الناس في المجالس كل مرة وياتي دور واحد ) وهذا ما لم يلمح له هاروكي بل اكد ان القصص منفصله وهذا الامر من العاب الروائيين الشيقة ككل .حدثت هذه التقنية الشيقة ايضا في رواية حكايا ايفا لونا لايزابيل اللندي .حيث تبدو القصص منفصلة تماما حتى ما ان تقارب نهاية الرواية لتعرف انها مرتبطة اشد الارتباط .. وهذا ما فعلته ايضا بتجديد ادبي تشكر عليه ودون الاطلاع على هذه الاعمال من قبل ، الاديبة جهان سمرقند في كتابها القصصي امتداد الظل .
اني لمسرورٌ للغاية اني في هذا الفريق لترجمة مثل هذه الروائع ، وهذا ما يلخص كل مشاعري كي لا استمر بالثرثرة واترككم مع احدى روائع موراكامي بترجمة جهان سمرقند .
” المرآة “
قصة لهاروكي موراكامي
ترجمة: جهان سمرقند

كل القصص التي رويتموها الليلة تبدو واقعة ضمن فئتين، فهناك فئة حيث تجد عالم الأحياء من جهة، و عالم الأموات من جهة أخرى، و بعض القوى التي تسمح بالعبور بين الجهتين، و يشمل هذا الأشباح و ما شابههم. أما الفئة الثانية فتتضمن القدرات الخارقة، الهواجس، و القدرة على التنبؤ بالمستقبل. كل قصصكم تنتمي إلى واحدة من الفئتين.