- ما الذي أرمي لقوله؟
- الحلول المقترحة للسيطرة على طوفان المعلومات
- أسئلة النص
- مقتطف من أحد أعداد نشرتي البريدية بعنوان: الحِمية المعلوماتية وضرورتها؛ يعني ماذا تتابع وماذا لا تتابع؟*
- مقتطف من كتاب باتَنْجَلِ* الهنديّ النصّ التأسيسيّ لفلسفة اليوغا إلى يومنا هذا
يعاني الكثير من الافراد من التشتت ويرجعون سببه إلى التضخم المعرفي ولمقولة غوغل المشهورة ان البيانات البشرية تتضخم بشكل هندسي متسارع ومهول.
البيانات كداتا وبيانات من غير المشكوك فيه انها تتضخم لكنها ليست معرفة. علينا ان نفرق بين البيانات ومعالجتها غوغل قدر بنجاح ان يعالج هذه البيانات ويستخرج منها ما هو مفيد غالبا حسب بحث الشخص.
لكن الشاب الحديث مثلاً يعاني من هنا اخرجتُ مصطلح (استحالة قراءة الفلسفة) في عصرنا الحديث فلو فكرت ان تبدأ بهايدغر مثلا فهناك مئة كتاب حوله -هذا فقط ما مر عني ولم اقراه- والوف الدراسات اضافة الى كتبه فهو فإذن يستحيل قراءة هايدجر لوحده كفلسفة فاذا فعلت ذلك فاتك كانط وسارتر ولا يوجد -حتى من ادعى ذلك كذبا – من احاط بهم كلهم ولو مسكت ثلاثة ستفوتك البرمجة والترجمة واللغات والتصوير الفوتوغرافي والخ
ما الذي أرمي لقوله؟
أحب ان اقول ان المشكلة ليست في تضخم البيانات انما كما قال احد رواد الاعمال العجم “المشكل ليس في البيانات بل في المرشح (الفلتر)” بالتالي تشتتك المعرفي ليس للكم المهول الناجم هنا. بل هو مشكل في مرشحك الشخصي. حاولت في خضم اعمالي ان اكتب كتيبا يوضح كيف تنّصب ذلك الفلتر في ذاتك وفكرك وعقليتك لكن للاسف لم اتقدم.
قد يقول القائل ان التضخم الفكري وليس بيانات فقط وهو هنا عليه ان يثبت لنا ذلك فيحسب عدد البشر وعدد المعرفة ويقسمهما كمعامل. وسيجد الامر نفسه بالتناسب من العهود التنويرية للعباسية للعصر الحديث. (بحاجة الى تحقق علمي).
قرات منذ فترة عن مصادر ابي الفرج الاصفهاني مثلا في كتابه الاغاني (هناك دراسة علمية في مجلة المورد عن الموضوع وكتاب مستقل في موضوع مصادر ابي الفرج) وقد استلهم لوحده من كتب الاغاني الموجودة في عصره من 30 مرجعا لم يصلنا معظمها فقد يبدو ابو الفرج زخما معرفيا لكنه افراز فكري معقول لعصره حتى وان كتب كتابه في 20 مجلدا المجلد ال21 هو للفهارس.
وهناك ايضا في مقدمة الزجاجي (متوفي 952 ميلادي) في كتابه الايضاح في علل النحو*:

الحلول المقترحة للسيطرة على طوفان المعلومات
- التضخم المعرفي بطيء هناك تضخم في البيانات لكنه ليس تضخما معرفيا.
- ليس عليك كشاب ان تقرأ كل شيء او تهتم بكل شيء انما تهتم بالمصدر الاوثق في المجال فمثلا لو اردت ان تعرف اكثر عن الفقه المالكي فتابعت سعيد الكملي او الددو لكفاك في الموضوع، ولا تبحث كل المواضيع انما ما يهمك في اللحظة لو اردت الفلسفة لو تابعت حلقات احمد الملط في كلام فلسفة او مقدمات عدنان ابراهيم ولو قرات مدخل جديد للفلسفة لعبد الرحمن بدوي وهو صغير لكفاك وهناك دوما في كل فن كتب ومراجع مهمة توضع رقم واحد فعليك بها وبمدونات مؤلفيها.
- تفرغك لشيء واحد لا يعني انك غير منفتح عن امور اخرى. لكن يعني تنصيب فلتر جيد ومعد بشكل منهجي لتطورك الشخصي الفلتر يمكن ان يغلق في بعض الاحيان ليغمرك سيل من المعلومات تستريح معه لكنه لفترة مؤقتة حالة تشوش جيدة لنفض ملل وضجر التخصص عنك والعودة له بقوة.
- ماذا تنتظر ابحث عن شغفك وراكم التعلم فيه يوميا للوصول الى النجاح.
(هذه الخاطرة غير مرتبة بشكل جيد جدا وشاركتها للفائدة العامة).
أسئلة النص
- برأيك ما هو الفرق بين تضخم البيانات وتضخم المعرفة؟
- ما هو الفلتر المعرفي وكيف يمكنك ان تثبت واحدا في برمجيات عقلك؟
- ما معنى مفهوم استحالة قراءة الفلسفة؟
*تحديث بتاريخ 30 مايو 2024.
مما يشبه ما كتبه الزجاجي رحمه الله والذي استشهدنا به للدلالة على وفرة المعلومات حتى في الزمان القديم.
مقتطف من أحد أعداد نشرتي البريدية بعنوان: الحِمية المعلوماتية وضرورتها؛ يعني ماذا تتابع وماذا لا تتابع؟*
*تحميل العدد بصيغة بي دي إف.
السبب الآخر أن الناس اشتكت من كثرة المعلومات قبل الإنترنت حتى؛ فها نحن نقرأ في سفر الجامعة (المثير للكآبة بصورة مُحزنة هو نفسه) الترجمة اليسوعية:
بقي، يا بني، أن تكون على علم بأنه لا نهاية لتأليف كتب كثيرة وبأن الدرس الكثير يتعب الجسد.
سفر الجامعة – الترجمة اليسوعية – التغميق مني
وسفر الجامعة أُلِّفَ نحو عام 935 قبل الميلاد تقريبًا.
وبعده نقرأ في مقدمة الزجاجي (متوفي 952 ميلادي) في كتابه الإيضاح في علل النحو:
اعلم وفقنا الله وإياك… أن الكتب المُصنفة في فنون العلم كثيرة جداً، قد أتعب كل فريق أنفسهم في التأليف في النوع الذي يحاولونه منه؛ حتى لو أن متكلفا تكلف الإحاطة بما صُنِّف في فن واحد من فنون العلم أجمع لعَسُر ذلك عليه…
الإيضاح في علل النحو – الزجاجي – التغميق مني
فإن كان من المستحيل الإحاطة بالمعلومات قبل 2088 سنة (حالة سِفر الجامعة) وقبل 1071 سنة (حالة كتاب الزجاجي عن النحو). فلا أعتقد أن الأمر تغيّر الآن عام الربّ هذا -كما يقول الإنجليز لأي عامٍ- عام 2023.
مقتطف من كتاب باتَنْجَلِ* الهنديّ النصّ التأسيسيّ لفلسفة اليوغا إلى يومنا هذا
*مؤلِّف هندي عاش حوالي سنة 300 ميلادية.
حتى مع أن كتاب البيروني له أهمّيّته في دراسات اليوغا لكونه أقدم ترجمة للنصّ السنسكريتي. وكون الكتاب النصّ التأسيسي لفلسفة اليوغا -يفترض به أن يكون الأول أو على أقل تقدير من أوائل النصوص في الموضوع- إلا أننا نقرأ في الترجمة العربية للكتاب التي أدّاها باقتدار لا يضاهى من لُقّب عن جدارة بالأستاذ الرئيس: البيروني:
وقد كثر خوض المتقدّمين في ذكر الأشياء التي بها يحصل المطالب الأربعة التي هي الدين والسيرة ثمّ المال والنعمة ثمّ العيش واللذّة ثمّ الخلاص والديمومة بحيث لم يكادوا يتركوا للمتأخّرين موضع مقال. وإنّما يُفضّل كلامي أنه يحلّ الشُبَه التي أوردوها…
كتاب باتَنْجَلِ الهنديّ تأليف أبو ريحان البيروني تحقيق ماريو قزح ص 9 – التغميق مني
اكتشاف المزيد من يونس بن عمارة
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.