كتاب نافع من حقبة كان الأمريكان فيها يتعاطون الشمّة ويبصقونها يُمنة ويسرة

مساء السعادة،

أمس استمعت لقسط طيب من كتاب “فنّ كسب المال” (The Art of Money Getting) للمؤلّف بي تي بارنوم (P. T. BARNUM) المتوفي عام 1891م، وقد أعجبني فعلًا. ولا أدري هل هو مترجم للعربية أم لا لكن نقله لها سيكون حسنًا.

قد تظن لأول وهلة أن الكتب القديمة غير مُحدّثة وغير مواكبة للعصر. لكن بعد الاستماع لجزء طيب من الكتاب (وهو وجيز وطوله كله ساعة ونصف) أدركت أن النصائح والتوصيات التي يقدّمها لا زمن لها يعني تبقى صالحة لكل زمان وفي الحقيقة هي أصلح ما يكون في عصرنا هذا. عصر المظاهر لأن الكتاب -على الأقل في ما استمعت له حتى الآن- يرى أن المظاهر هي البلاء الذي يُفقر البشر.

من الفوائد التي استقيتها حتى الآن من الكتاب:

  • مع أن المؤلف يفخر بأمريكا ويقول نحن أمة يحلو لأهلها القول نحن في بلد الحرية إلا أنه يشير إلى أن الناس هناك تعبد “المظاهر” وتجشم أنفسها المشقات ومراكمة الديون فقط لكي يظهروا أنهم أثرياء في عيون الآخرين في حين لا لزوم لأن تعيش فوق ما لديك من إمكانات*. إنه -ولم يذكر هذا المثل لأنه حديث في ظني- ينطبق عليهم قول الأمريكي الحاليّ:

نشتري أشياء لا نحتاجها بمالٍ لا نملكه لنُبهر بها ناسًا لا نحبّهم
دَيف رمزي من كتابه: تحوّل جذري: خطة مُثبتة للرشاقة المالية.

  • في الكتاب نعرّف أن الأمريكان كانوا يتعاطون ما يشبه الشمّة أي مسحوق تِبْغي أو فتات تِبْغي يوضع في الفم، فيقول المؤلّف أنها آفة ومضيعة للمال ومُلوّثة للمنزل، فالرجل يبصق على السجاد مثلًا ولو خيّرته بين الفواكه اللذيذة الطازجة وأن يتخلى عن وضع التبغ في فمه لرفض الفواكه الربّانية اللذيذة وفضّل التبغ.
  • يحكي المؤلف قصة علاقته بالتدخين وكيف أنه أقلع عنه منذ سنوات عندما كاد أن يودي بحياته ونصحه الطبيب بالإقلاع عنه.
  • يقول المؤلّف أن العادات الرديئة (التدخين، تعاطي التبغ في اللثة، الكحول، الحفلات التي لا لزوم لها…) مكلفة ومهلكة صحيًا وبالنهاية ستمنعك من مراكمة الثروة
  • يشير المؤلّف إلى أن نصيحة بعض الناس للشباب بأن يقترضوا ويشتروا أرضًا يستثمرونها غير صالحة للجميع.
  • يستشهد المؤلّف في موضع من كتابه بالحديث النبوي الشريف على صاحبه أفضل صلاة وتسليم: اعقلها وتوكّل، مؤكّدًا أي المؤلف على ضرورة اتخاذ الأسباب.
  • الكتاب مُؤلّف بأسلوب مرح ولذيذ وغير وعظي.
  • يحكي المؤلف قصة رجل قال أن شرائه لأريكة كاد أن يفلسه فقد كلّفته -فيما أذكر- 30 ألف دولار (وهو مبلغ ضخم في ذلك الوقت) ويقصد أنه لما اشترى الأريكة بعد طلب زوجته، احتاجوا منزلًا أوسع وأثاث آخر مناسب لها وما شابه وينهي الرجل كلامه بتحسّر: هذه الأريكة اللعينة كادت تؤدي لإعلان إفلاسي!

*يذكرني هذا بمقولة لنافال رافيكانت التي تنصّ على أنه إن لم ترّقِ نمط حياتك عندما يزداد دخلك فستعيش سعيدًا وراضيًا بمعنى أنه ينبغي عليك دومًا العيش أقلّ قليلًا مما يمكنك فعلًا تحمّل تكلفته. مثال قد تستطيع تحمل تكلفة حاسوب جديد آخر بمواصفات أقوى لكن ما لم يكن هناك داعٍ حقيقي لذلك فلا داعي منه. قد تستطيع شراء منزل أوسع أو سيارة أكثر رفاهية لكن إن لم يكن لك بها حاجة -وبالذات ليس لأن الآخرين سيقدّرونك عند شرائها- فلا داعي لها.

**يذكرني هذا بقصة ذلك الرجل الذي قاله له خليفة من الخلفاء اطلب ما تشاء فبدأ بطلب كلب رعي. ثم قال والكلب يحتاج شياهًا فلما منحه الخليفة ذلك قال والشياه محتاجة لراعٍ، وها نحن قد أصبحنا بيتًا فيحتاج لجارية تقوم به وهكذا حتى كبرت الجائزة من كلب إلى بيت (أو خيمة؟) كاملة التجهيز.

💡 إن كنت مترجمًا تستطيع أن تترجم كتاب “فنّ كسب المال” (The Art of Money Getting) للعربية كلّه وتتربّح منه ببيعه أو إتاحته مجانًا ذلك أن الكتاب في الملكيّة العامة ولا حقوق عليه حاليًا. وتستطيع فعل ذلك حتى لو كان الكتاب مترجمًا للعربية من قبل.

طالع أيضًا…

أين وكيف تجد مقالاتً/كُتُبًا ممتازة للترجمة دون الحاجة لأخذ إذن كاتبها الأصلي؟

ستجد في اليومية مصادر جيدة جدًا يمكنك ترجمتها دون طلب إذنٍ مسبق والترّبح منها دون أي مشاكل قانونية.

كتاب صوتي مجاني: فنّ كسب المال للمؤلف بي تي بارنوم

سبّح الله وصلِّ على قمر بني هاشم عليه الصلاة والسلام واشترك في رديف

كلما ما سبق سمعته واستفدته أمس. لكن الأيام السابقة استمعت كذلك لهذه الكتب (في حالة هذه الكتب فقد أكملتها كلها بحمد الله):

وهو عبارة عن قصة مليونير يحبّ البستنة يلاقي شابًا عمره يناهز الثلاثين سنة لم يحقق شيئًا ذو بال حتى الآن في حياته (هل يبدو لك الأمر مألوفًا؟). القصة قيّمة بنظري وحكمته تشبه ما تراه لدى المشجعين لعلوم الطاقة وأحبّاء ثقافة بن عربي الصوفيّ: ما أنت فيه ما سببه في الحقيقة إلا أنت وما في الداخل ينعكس في الخارج. أي بعبارات أيسر: ما تعيشه في الخارج ما هو إلا انعكاس لما يجيش به وجدانك في الداخل؛ أنت ووضعك نتاج تفكيرك؛ القصة نفسها جيدة ومحبوكة بإتقان إن كنت كاتبًا أوصيك بالاستماع من باب تعلّم فنّ القص ولم لا قد تصبح ثريًا. حرق لبعض أحداث القصة: لا يوجد ثراء لحظي. بطل القصة سيصبح ثريًا بعد ستِّ سنوات كاملة من تطبيق حكمة البستانيّ الثريّ. الذي …وهذا حرق آخر… احم…سيموت بنهاية المطاف سعيدًا تمامًا وبين يديه زهرة فهو كل ما أراد أن يكونه أن يكون بستانيًا ‘ثريًا’ وقد فعل.

لا بد وأن كتاب السرّ ومناصريه قد قابلوك في مرحلة ما من حياتك، وهذا الكتاب أي علم الثراء لـ ولاس دي. واتلز (Wallace D. Wattles) يعدّ سابقًا لكتاب السرّ ويدعى الكتاب ويُمدح بأنه السرّ قبل السرّ أو السرّ وراء السرّ أي أن هذا الكتاب هو السابق على كتاب السرّ وجذره وأصله. وهو مترجم للعربية وصادر عن مكتبة جرير بعنوان علم الثراء.

ولست بحاجة للاستماع للكتاب كلّه -كما فعلت أنا- يمكنك الاستماع لملخّصه كله من قبل المؤلّف نفسه من المعلم الزمني: 2:14:00 من الفيديو أدناه وستحصّل الكتاب كله ولن يفوتك شيء بمجرد الاستماع لـ 3 دقائق فحسب.

وبما أن الكتاب يعدّ أصلًا لكتاب السرّ والمنتجات التي انبثقت عنه فكما لا بد وأن خمّنت فكرته هي أن العالم كله نابع من الأفكار. فإن لم تحصل على ما تريد فلا تلم إلا نفسك، وكل ما تفكّر به يكون -إن اعتمدت طريقة الكتاب- كما هي موضّحة في الملخص آخر الكتاب؛ من تصوّر كامل لما ترغبه و”إطلاق نيتك” للكون كي ينفّذها لك وفق مبدأ “سَلْ تُعطَ”؛ والإيمان بذلك والثقة بأنه سيحصل. وسيحصل بنهاية المطاف. وكما يقول أهل بلدتي هنا في أحد أمثالهم: فضل الكريم يأتي والعبد أسباب.

نسخة صوتية من كتاب علم الثراء لـ ولاس دي. واتلز (Wallace D. Wattles)

يونس يسأل: ما رأيك في كتاب السرّ وكتب الثراء القائمة على “ما تفكر به بقوّة ستحصل عليه”؟


أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر


حقوق الصورة البارزة: Photo by Valiant Made on Unsplash

رأي واحد حول “كتاب نافع من حقبة كان الأمريكان فيها يتعاطون الشمّة ويبصقونها يُمنة ويسرة

  1. كتاب “السر” عندي هراء خالص.. فلو كانت النية والرغبة لوحدها كافية “ماحد غلب”.. لكن هراء وتأثر بثقافات وأديان شرقية وتم إلباسها لبوس الحداثة..
    كتب الثراء مفيدة لأنها تعطي نصائح عملية..

    إعجاب

شاركني أفكارك!