سرّ المرأة التي أوصت بدفنها وفي يدها شوكة طعام 🍴

جمعة مباركة،

أعجبتني هذه القصة الرمزية الباعثة على التفاؤل فترجمتها لكم:

القصة

  • “ظلّ شيء آخر” قالت المرأة.
  • ما هو؟ أجاب القسّ.
  • أريد أن أدفن وفي يدي شوكة طعام.

اغرورقت عينا القسّ بالدموع. في هذا المنشور سنقرأ قصة إحدى النساء التي تشاركنا نصيحة في الحياة وتذكّرنا أن الأفضل سيأتي قريبًا.

لم أعد أنظر لشوكة الطعام كما كنت أنظر لها من قبل بعد سماع هذه القصة. وإنه لمن محاسن الصُدف ومثير للاستغراب للغاية أن هناك وشمًا على جسدي يمثّل شوكة طعام! أشعرُ بالحماس!!

حكى لي أحد أصدقائي هذه القصة مؤخرًا واخترت أن أشاركها معكم…

”احتفظ بالشوكة!”

كان هناك امرأة شابة شُخّصت حالتها بأنها مصابة بمرض عضال، ولم يبقَ من حياتها إلا ثلاثة أشهر. لذا وأثناء عملها على ترتيب شؤونها وتحضير نفسها، تواصلت مع القسّ ودعته ليزور منزلها لتناقش معه جانبًا من أمانيها الأخيرة.

أخبرت المرأة القسَّ عن الأغاني التي تريد أن تُغنى في القدّاس، والنصوص المقدّسة التي تريد أن تُقرأ، والملابس التي تريد أن تُدفن بها. مضت المناقشة على ما يرام، وكان القس يهيئ نفسه للمغادرة عندما تذكرت الشابة فجأة شيئًا مهمًا للغاية لها.

قالت بحماس: “ظل شيء آخر”.
ما هو؟ ردّ القس.
تابعت الشابة: هو أمر هامّ للغاية. أريد أن أدفن وفي يدي اليمنى شوكة طعام.

ظل القس ينظر إلى الشابة دون أن يعرف ماذا يقول.
“هذا يفاجئك، أليس كذلك؟” سألته الشابة.
قال القس “حسنًا، لأكون صريحًا، أشعر بالحيرة من هذا الطلب”.

أوضحت الشابة له: ذات مرة أخبرتني جدتي بهذه القصة، ومنذئذ سعيت دائمًا لأمرر للآخرين مغزاها لمن أحبهم ولمن هم بحاجة للتشجيع والتحفيز.

طوال السنوات التي قضيتها في حضور المناسبات الاجتماعية والمآدب، أتذكر دائمًا أنه عندما تُرفع أطباق المأدبة الرئيسية، لا محالة يقول أحدهم وهو ينحني نحو الأمام “احتفظوا بشوكة الطعام” وقد كان هذا هو الجزءُ المفضّل عندي لأنني أعرف أن هناك طبقًا أفضل قادم، مثل كعكة الشوكولاتة المخملية، أو فطيرة التفاح العريضة.

لطالما كان الآتي شيئًا رائعًا وجوهريًا!

لذا أرغب أن يراني الناس هناك في ذاك النعش وفي يدي شوكة طعام وأرغب أن يتساءلوا: ما خطبُ الشوكة؟ أريد أن تخبرهم بعدها: ”احتفظوا بالشوكة! فالأفضل لمّا يأتي بعدُ”.

اغرورقت عينا القس بدموع الفرح وهو يعانق الشابة عناق الوداع. كان القس على علم أن هذه المرّة هي إحدى آخر المرّات التي سيتسنى له فيها رؤيتها قبل وفاتها.

لكن كان يعلم أيضًا أن هذه الشابة تفهم الجنة أفضل مما يفهمها. كانت تفهم الجنة وكيف ستبدو أعمق مما يفهمه الكثيرون ممن سنهم ضعف سنّها، وخبرتهم ومعرفتهم ضعف خبرتها ومعرفتها. كانت على يقين أن شيئًا أفضلَ آتٍ.

في الجنازة، وأثناء تمشيّ الناس قرب نعش المرأة الشابة، رأوا العباءة التي كانت ترتديها والشوكة التي وضعت في يدها اليمنى. والمرة تلو الأخرى، سمع القسّ نفس السؤال: “ما خطبُ الشوكة؟” والمرة تلو الأخرى، اكتفى القسّ بالابتسام.

وأثناء خطابه، أخبر القسّ الناسَ بالمحادثة التي جرت بينه وبين المرأة الشابة قُبيل وفاتها. أخبرهم أيضًا بشأن الشوكة وما ترمز له لدى الشابة. أخبر القس الناس أنه لم يستطع التوقف عن التفكير بالشوكة بعد ذلك وأنهم على الأرجح هم كذلك لن يتوقفوا عن التفكير بها. وقد كان على حق.

لذا في المرة المقبلة التي تمدّ فيها يديك لتمسك الشوكة، دعها تذكرك بلطفٍ سابغ أن الأفضل لمّا يأت بعد. إن الأصدقاء لجواهر شديدة الندرة ولا شك. ذلك أنهم يجعلونك تبتسم ويشجعونك على النجاح. احرص على وقتك في الدنيا، واعتزّ بالذكريات التي تتقاسمها مع الآخرين. إن صداقتك لأحد الناس ليست فرصة، بل مسؤولية عَذبة الطعم.

شاركوا هذه القصة مع جميع أصدقائكم، وأراهنكم أنها ستكون قصةً يتذكرونها ويتذكرون مغزاها، كل مرّة يلتقطون فيها شوكة طعام!

وتذكر … احتفظ بالشوكة!

فالأفضل لمّا يأتي بعدُ.


المصدر: نُشرت القصة على موقع Love What Matter وظهرت في الأصل في هذا المنشور على فيسبوك.


أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر


حقوق الصورة البارزة: Photo by Anna Kumpan on Unsplash

7 رأي حول “سرّ المرأة التي أوصت بدفنها وفي يدها شوكة طعام 🍴

  1. لكل زمان ومكان حكاية. ولكل حكاية مغزى. كحكاية الرجل الغني الذي أوصى بترك يداه عارية بعد موته، حتى يراها الناس في جنازته. وبذلك يتفطنوا بان الراحل لا يأخذ شيئ من ماله.

    Liked by 1 person

شاركني أفكارك!