إن كنت مسوّقًا لا تصدّق كل دراسة نفسية حتى لو نُشرت في مصدر موثوق

مساء علم النفس،

ينصح كتّاب نشرة ستاكد ماركتر

ألا تتخذ قراراتك في التسويق بناءً على دراسات علم النفس

ويوصون بأن تتمتع بقدر معقول من التشكك المرة المقبلة التي يخبرك فيها أحدهم أن “تفعل كذا في التسويق لأن دراسة ما في علم النفس أثبتت أن…”

لماذا؟ لأن دوائر علم النفس الاجتماعي حاليًا اهتزّت بعد ذيوع خبر أن دراسة عن الصِدْق أجراها دان أريلي (Dan Ariely)، وهو عالم نفسيّ مشهور…كانت دراسة غير نزيهة!

طالع المقال كاملًا عن القصة: باحث شهير في مجال الصدق يسحب دراسة عملية نشرها بعد تبيّن أن البيانات التي اعتمد عليها زائفة: ألّف عالم النفس الشهير دان أريلي كتابًا عن عدم النزاهة. والآن هناك تساؤلات وشكوك بشأن إن كان العالِم نفسه نزيهًا أو لا [BuzzFeed]

إذًا ما الذي حدث بالضبط؟

وجدت الدراسة أن الناس الذين وقّعوا تصريحًا بصدق المعلومات التي أدلوا بها (honesty declaration) أعلى أحد الوثائق كانوا أقلّ ميلًا للكذب من أولئك الذين وقعوا على التصريح أسفل الوثيقة.

وهذه الخلاصة كذب. فوفقًا لمجموعة من المحققين المستقلين، هذه الدراسة “دون أدنى ذرّة من شك” دراسةٌ ملفقة. حيث أن شركة التأمينات التي أجريت الدراسة على وثائقها زوّدت الباحث أريلي بمعلومات خاطئة.

لا تغادر قبل أن تطالع…

لماذا يكذب العلماء؟

ورقة بحثية بقلم ليام كوفي برايت

علاوة على ذلك، وبعد سنوات من هذه الدراسة، أجرى دان أريلي وزملائه دراسة تالية ووجدوا أن الاختلاف في السلوك غير النزيه في الدراسة التالية غير متطابق مع الاختلاف الذين عثروا عليه في الدراسة الأصلية. الأمر الذي يحثنا للحديث عن:

“أزمة تكرار التجارب العلمية”:

تصوّر أنك أجريت دراسة نفسية.
ثم بعد سنوات يكرر باحث آخر نفس الدراسة، لكن يجد نتائج مختلفة.

يُعرف هذا بأزمة تكرار التجارب العلمية وهو ظاهرة غير استثنائية إذ تحدث كثيرًا. ومن أمثلة ذلك، أن أحد فرق البحث حاولت تكرار 21 دراسة نفسية شهيرة. لكن النتائج لم تخرج متطابقة مع الدراسات الأصلية إلا في 13 دراسة منها فقط.

ما الذي يعنيه ذلك بصفتك مسوّقًا أو كاتب محتوى يعتمد على المصادر لدعم مقالاته؟

تحلّ بالتفكير النقدي، وكلما كان ذلك ممكنًا جرّب الأمور بنفسك. ولا تغيّرنّ شيئًا ثم تُوقف التغيير لأن دراسة عن التسويق قالت ذلك. نوصيك أيضًا بتتبع النتائج لرؤية ما إن كان التغيير الذي أجريته أحسن مما كان عليه الوضع من قبل أو لا. ثم تحكم بنفسك.

المصدر:  أحد أعداد النشرة البريدية ستاكد ماركتر – اشترك بها من هذا الرابط فهي تستحق [رابط إحالة]


يونس يسأل: ما مدى ثقتك بالدراسات والأبحاث العلمية؟


حقوق الصورة البارزة: Photo by Hello I’m Nik on Unsplash

4 رأي حول “إن كنت مسوّقًا لا تصدّق كل دراسة نفسية حتى لو نُشرت في مصدر موثوق

    1. ثقة إلى درجة ما، استفاضة الأبحاث بتكرار نفس النتائج، ودرجة قوة البحث وهل هو محكّم أم لا.. والمنهجية أو المدرسة الفكرية التي تتبعها .. إلخ
      مع ذلك، الأبحاث خير من لا شيء..
      عموما، الإنسانيات لها مقدار كبير من التحيز وأشك فيها بدرجة أكبر عكس العلوم التجريبية التي يكون فيها الرصد عاملا حاسما في الحكم عليها..

      للأسف أن الإعلام ووسائل التواصل والرغبة في السبق الصحفي انتهكت كثيرا من رصانة الأبحاث العلمية وحرفتها لأجل الترفيه وشد الانتباه.. فنجد أبحاثا متضاربة (تحصل على صدى كبير) عن أي شيء للأسف..

      Liked by 1 person

شاركني أفكارك!