إن كانت الكتابة لا تُؤكّل عيشًا فلماذا يستمر الكُتّاب العرب فيها إذًا؟ طالب الرفاعي يجيبكم

صباح المسرّات،

معلومة: قبل أن يجعل بيل باورمان (مدرب رياضي أمريكي ومشارك في تأسيس شركة نايك) فعل الركض بغرض التمرن شعبيًا أواخر الستينات، كان الناس يُعتقلون بالفعل إن وجدهم الشرطة يمارسون ركضهم الصباحيّ. 

ذلك أنهم كانوا يُخيفون الجيران ويوتِّرون ضباط الشرطة ويربكونهم.
لكن بعد أن كتب بيل باورمان وأصدر كتابه المعنون “ركض”، الذي فاقت مبيعاته المليون نسخة، أطلق بهذا الكتاب شرارة الهوس بالركض التي لا زلنا نراها حتى الآن في أيامنا هذه.
من هنا نستنتج أن المنتجات الجيدة تُحدث تغييرات نافعة في سلوكيات البشر.

مصدر: عادة الركض بغرض التريض كانت فعلا مستهجنا وغريبا! [النشرة البريدية: أغرب من الخيال] أوصي بالاشتراك بها هنا.


مُبشّر خبراء يقاربون حالات الطوارئ النووية باللغة العربية [هسبريس] ومن المقال نقرأ:

وذكرت إيلينا بوڭلوفا، مديرة مركز الحوادث والطوارئ، في كلمتها الافتتاحية، أن الهدف من اختيار اللغة العربية، التي تعتبر ضمن الخمس لغات الرسمية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، هو تجاوز عقبات الفهم الناتجة عن عدم فهم اللغة، وكذا التحسين المستمر للبنيات التحتية للطوارئ النووية أو الإشعاعية في الدول الناطقة باللغة العربية. وتهدف هذه الندوة إلى توفير التدريب على مفاهيم وأهداف الاستعداد للطوارئ والاستجابة لها، مع التركيز على الاستجابة الأولية في حالة الطوارئ الإشعاعية.


فرصة للنشر لإخوتنا وأخواتنا في فلسطين الحبيبة:

دعت اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، الشابات والشبان في فلسطين من الباحثين والخبراء والمؤسسات الجامعية والهيئات المتخصصة والناشطة في مجال الثقافة والتراث، لنشر أبحاثهم ودراساتهم في العدد السادس والستون من المجلة العربية للثقافة.

المصدر: “اللجنة الوطنية” تدعو للكتابة في العدد 66 من المجلة العربية للثقافة [دنيا الوطن] للمشاركة ببحثك أو دراستك اضغط هنا.


وفي الدنيا عجائب بول فرونزاك .. عاش 48 سنة فقط ليكتشف أن كل حياته مجرد كذبة – ريم الشاذلي [الميزان]


جدير بالمطالعة الكاتب العربي (1) – طالب الرفاعي [جريدة الجريدة]

من المقال نقرأ:

وعليه يكون الراتب الشهري للكاتب العربي مبلغا قدره 50 دولارا، ويكون دخله اليومي بحدود 1.67 دولار….

إن سؤالاً مُعضِلاً يفرض نفسه في هذا المقام: ما الذي يجبر كتّاباً عرباً كثيرين خبروا هذا البؤس على مواصلة السير في درب الكتابة والنشر؟
أقول: إن هناك كتّابا عربا جاءوا إلى الكتابة من باب الالتزام العقائدي الحزبي، وإن الكاتب منذور لتوعية الجماهير، وإن هذا الدور مقدس ولا يعدله دورٌ في الحياة. وأرى أن هؤلاء الكتاب مازالوا يكتبون اليوم، بالرغم من فشل وسقوط الأحزاب العربية القومية واليسارية والشيوعية والبعثية، يكتبون بقوة الدفع الذاتي. أو من باب أنهم أمضوا عمراً في ممارسة القراءة والكتابة كشأن حياتي يومي، وبالتالي هم لا يعرفون ممارسة أي عملٍ آخر، والإنسان عبدٌ لما اعتاد عليه!

طالب الرفاعي

تعليقي: مع تحفظي على الرقم الذي ذكره الأستاذ طالب الرفاعي على أنه دخل الكاتب العربي سنويًا (وكما ستقرأ في المقال سترى أن سلطان العميمي تحفظ أيضًا على هذا الرقم) إلا أن تحليله وجوابه لا بأس به لجواب السؤال الأسطوري “إن كانت الكتابة لا تؤكل عيشًا فلماذا تستمرون بها إذًا؟”. وملاحظاتي على الموضوع هي ما يلي:

أ. باديء ذي بدء حالة 95* بالمئة من الكتّاب والكاتبات في جميع أنحاء العالم حتى في أمريكا والمملكة المتحدة وغيرهما هي حالة من أردأ ما يكون ماديًا. وهي لن تحلّ قريبًا لأن المشكلة أولا متجذرة من عقود وثانيا هي عالمية النطاق.

* ابحث في غوغل بعبارة
Writer salaries in [insert here any country name]

وستجد مصداق النسبة التي ذكرتها أعلاه.

ب. الأحزاب والكيانات السياسية من ضمن من خرّب إمكانية أن يقتات العربي بقلمه. والسبب إتكاء الكثيرين على تمويلها. حتى فقدوا القدرة على التفكير خارج هذه الأيديولوجيات الفاشلة بل وأعجزتهم حتى عن تصور وجود منافذ أخرى للتكسب من الكتابة.

ج. لا أؤمن بأن الكاتب يقع عليه واجب تنويري. ولا وعظي ولا إرشادي أساسًا. الكاتب بنظري غير مدين بشيء للمجتمع. من يقع عليه ذلك الواجب هم الحكماء والمفكرون (وجملة عظيمة من الكتاب يخلطون بين الأدوار) قد يحدث أن يكون الحكيم أو المفكر أو الفيلسوف كاتبًا لكن ذلك ليس ضروريًا بل والأفضل ألا يكون كاتبًا مثل سقراط فيكون بث التعاليم أمرًا عمليًا لا نظريًا.

د. إن كان الكاتب منذورًا لتوعية الجماهير كما ينص الالتزام العقائدي وفق طالب الرفاعي، فالتوعية تتطلب أن يكون الكاتب على دراية بأهم تطورات العالم، ووفق تجربتي الشخصية لم ألمس أي توعية من الكتاب العرب بمستجدات العصر لا سيما العملية منها بل حتى مجال تخصصهم وهو الكتابة لم يواكبوا أحدث تطوراته التقنية فجيل طالب الرفاعي الذي يفخر بأن له 40 سنة من الخبرة في الكتابة لا يعرف مجال النشر الرقمي كمثال. فما أهمية 40 أو 70 سنة وخطوة واحدة لم تقوموا بها لتحسين قطاع النشر كي يتمكن الجيل الذي بعدكم من التحسين أكثر؟ ومن ثَم على الأقل الحلم بيوم ما تصبح فيه إمكانية التكسب من الكتابة أمرا أكثر شيوعا.

ه. لا توجد أي شفافية مالية لدى الكتاب والكاتبات العربيات. وهذا تعميم لا استثناء له. وبالنسبة لي من لا شفافية له لا مصداقية له. كائنا من يكون.

و. عدا استثناءات قليلة إنسانية، لا أشعر بأي تعاطف مع فقر الكتّاب العرب. بل بالعكس يسعدني ذلك أنا سعيد لأنهم فقراء لأني لا أتوقع أن الخير سيحصل إن أصبحوا أثرياء. والآن نرى مناشدات بين الحين والآخر تطالب الدولة بالتكفل بعلاج الكاتب علان والكاتب فلتان (شخصيًا لم يصادفني نداء يدعو الدولة لتولي علاج الكاتبة فلانة فجميع من قرأت عنهم ممن يطالبون الدولة بعلاجهم كانوا كتابا ذكورا وهذا جدير بالتأمل) وأنا لا أرى أي ميزة للكاتب عن غيره في استحقاقه المال العام. كيف يستحقه وماذا قدم؟ لا شيء. لأن الكاتب لو نجح في مهمته لما احتاج ذووه أصلا أن يطالبوا بالتكفل بعلاجه. لأنه لو رفع الوعي لتطورت الدولة ووصل لعلاج مناسب له دون أن يستجدي آخر عمره. شخصيا أعتبر مناشدة الدولة بالتكفل بالعلاج في أخريات عمر المرء ظانا أنه قدم “شيئًا عظيمًا” نوعا من أنواع سوء الخاتمة ليس بمعناها الديني إنما بمعناها الظاهري إنها بنظري خروج ليس فيه أي مسحة من شجاعة أو عزة نفس أو كرامة. إن وقع القضاء المحتوم مُت شجاعًا.

ز. مستوى الإيغو (تضخم الأنا) لدى معظم الكتّاب العرب شيء عجيب يجدر بخبراء النفس دراسته عن كثب لأنه شذوذ غير طبيعي.

ح. مع استثناءات ضئيلة، فإنه وبعد سنوات من مطالعة نتاج بعض الكتاب العرب لم أجد كثير فائدة. فلا الوعي الذي يعدنا به طالب الرفاعي ارتقى ولا النفع حصل. والسبب أن هناك انفصامًا ما بين العمل وما يدعو إليه الكاتب العربي. وكل شيء يصدر من شخص يفعل عكس ما يدعو له يطلع مزيفًا لا أصالة فيه ولا يحقق الغرض وهو التوعية هنا.

ط. بلغني عن الكتاب العرب والكاتبات العربيات من دناءة الأخلاق وانعدام المروءة والتسيب والسخافة والتفاهة وعدم الوفاء واللا انضباط والشرور والصبيانية ما يُزعج قلب كل ذي قلب. لكني لن أحكي شيئا لأن الأيام ستتكفل بذلك وتَمِيز الخبيث من الطيب. وسياط القدر لا ترحم فاللهم سلّم.


أعجبك ما أصنعه من محتوى؟ تواصل معي الآن عبر واتساب. اضغط على الزرّ الأخضر


يونس يسأل: من هو الكاتب العربي الذي تحبه؟


حقوق الصورة البارزة: Photo by Wesual Click on Unsplash

8 رأي حول “إن كانت الكتابة لا تُؤكّل عيشًا فلماذا يستمر الكُتّاب العرب فيها إذًا؟ طالب الرفاعي يجيبكم

  1. كل المهن و كل اختيارات الحياة المفروض إنها تحترم.. لكن هذا الشي ما صار في المجتمعات العربية. لحد وقت قريب. (أجيال الشعارات الكذابة) قرروا يعطوا تصنيفات عالية و تصنيفات منخفضة لاختيارات البشر. في اختيارات ترفع الإنسان لدرجة القديسين و يحصل فيها على تصفيق المجتمع و تبجيله. و اختيارات تخليه إنسان عادي. هذا التصنيف (غير إنه تصنيف غير صحيح و آخذ في الانقراض) يجذب ضعاف النفوس. اللي يتلاعبوا بكل شيء من أجل الحصول على تصفيق وإعجاب الآخرين. زمان الناس كان ينضحك عليهم بالشعارات المثالية الغير حقيقية عشان دائما يكونوا حاسين بالتقصير و الخنوع. و هذي الحالة تخليهم قطعان سهل السيطرة عليهم. اللي يختار شيء المفروض يكون شجاع و صادق بما يكفي ليتحمل نتيجة اختياره. و ما يتذمر! الصدق يأكل عيش و الاجتهاد و تحمل مسؤولية الإختيار تأكل عيش. و التلاعب يجيب الفقر.

    Liked by 1 person

  2. اليوم جلد الجلد على الكتاب العرب : )

    من الكتاب الحديثين والمعاصرين: أحمد مطر (لديه كتابات نثرية رائعة)، عادل مصطفى: قرأت له “المغالطات المنطقية” وفيه الشيء الكثير من الجمال الفني (مع الدقة التي يتطلبها هذا الأمر)، مصطفى محمود، غسان كنفاني، غازي القصيبي، عارف حجاوي (له لذعة سخرية طريفة جدا)..

    Liked by 1 person

  3. أكثر كاتب عربي أرى بأن كتاباته فعلا تستحق القراءة والتعمق في أفكاره ولم أندم يوما على قراءتي لمؤلفاته هو المفكر مالك بن نبي رحمه الله. فإذا كان نجاح كاتب ما مرتبط بمدى استفادة العالم من أفكاره و تطبيقها على أرض الواقع لترسيخ تلك الإستفادة فأرى أنه يستحق التقدير فعلا، لأن إفادته قد أقامت دولة بما فيها، إن لم تكن بلده الجزائر فعلى الأقل ماليزيا وما تشهده من تطور في الوقت الراهن.
    أما غيره فلم أنجذب لأي فكر آخر، ربما لأني لا أرتاح ذهنيا للكُتاب العرب كوني أقرأ الكتب المترجمة أكثر أو لأني لم أصل لتلك الدرجة التي أقيِّم فيها كاتبا ما فقط من خلال كتاب واحد.

    Liked by 1 person

شاركني أفكارك!