هل اللسانيات علمٌ حقيقي أم مجرد هراء “مشلتت”؟

عساكم بخير وعافية،

مطالعات: إن كنتُ قد فهمتُ شيئا من التخصص الغامض المُوجع للرأس، الغريب والمسمى “لسانيات” فالفضل يعود في ذلك إلى عادل فاخوري (نظير كتابه اللسانية التوليدية والتحويلية ومجمل أعماله في حقل اللسانيات)؛ والدكتور محمد محمد العمري (نظير كتابه الأسس الإبستمولوجية للنظرية اللسانية)… ولا غرابة إذن أن دخل مؤلفيهما، عادل فاخوري ومحمد محمد العمري لوحة امتناني؛ بالنسبة لعادل فاخوري كنت قد نشرت من قبل -قبل 3 سنوات- في حسوب أجمل دراسة مبسطة لعلم السيمياء (13ص) لعادل الفاخوري -مقال ممتاز ومثقِف للغاية- (الرابط الصحيح هنا)؛ وعلى ذكر السيمياء فإنه ووفق محمد محمد العمري هي الباب الذي دخلت منه (أو حشرت به) اللسانيات إلى رحاب العلوم (المحترمة والمعتمدة) والفضل يعود إلى رائد لساني يدعى دي سوسير (صوسور كما يكتبه محمد محمد العمري)؛ مع العلم أن اللسانيات بفروعها ومناهجها جملةً تستظل تحت سرادق علم النفس.

يبدو عنوان كتاب العمري “الأسس الإبستمولوجية للنظرية اللسانية” مخيفا أو صعبا أو كلاهما فما هي الإبستمولوجيا أولا؟، وقبل أن تكتب هذا السؤال في غوغل ويأتيك بمقال في موقع موضوع يظهر هو الأول في نتائج البحث، لا أنصحك بمطالعته، أدعوك لمطالعة كتاب الدكتور محمد وقيدي بعنوان ما هي الإبستمولوجيا فهو أدق وأشمل.

ولأغراض هذه العجالة سأشرح لكم الإبستمولوجيا (تسمى أحيانا نظرية المعرفة) بصورة عامة بالقول أنها العلم (؟) الذي يبحث في المعرفة. وقلت علم إلا أنها في الحقيقة فلسفة، حتى مع وجود اللاحقة لوجيا المضللة في اسمها، تبحث الإبستمولوجيا أو “فلسفة المعرفة” في المعرفة، وتتفحص وتبحث عن أجوبة لأسئلة مثل “هل العالم قابل لأن نعرفه؟” إن كان نعم أي يمكن للبشر معرفة وتعقل العالم فكيف ولماذا؟ وإن لا فلما لا؟ فضلًا عن أسئلة مثل ما هي المعرفة؟ ماذا يعني أن نعرف؟ وماذا يعني ألا نعرف؟، بقول هذا فإنه عندما نضيف الإبستمولوجيا للفيزياء مثلا فنقول “إبستمولوجية الفيزياء” فهذا يعني أن نبحث عن أجوبة لأسئلة مثل: هل نموذج الفيزياء الحديثة لما يعنيه العالم تعكس الواقع فعلا أم أن الفيزياء مجرد نموذج ناجح التوقع ابتكره البشر لكنه في الواقع لا يعكس حقيقة العالم؟ قرأت مرة لإنشتاين في مكان ما قوله “ما يثير أقصى استغرابي هو قابلية العالم لأن نتعقله” هذا القول قول إبستومولوجي محض ومثال جيد على فلسفة المعرفة، فهو يريد وجهة النظر التي تقول “البشر قادرون على معرفة العالم الخارجي”، مع ملاحظة أن ليس جميع الفلاسفة مقرون بذلك فالجانب الإبستمولوجي من كانط مثلا يقول “لا يمكن للبشر إلا معرفة ظواهر الأشياء أما بواطنها أو جوهرها أي كنهها الحقيقي فمستحيل على البشر معرفته”.

أتمنى أن الإبستمولوجيا اتضحت لكم الآن وإن قليلا، الآن أضف كلمة إبستمولوجيا للسانيات فتقول مثلا مبحث إبستمولوجيا اللسانيات، فهذا الحقل مثلا يدرس ويتفحص أسئلة مثل: هل اللسانيات قادرة حقا على “معرفة” اللغة؟ وإن نعم فبأي أدوات؟ وإن كانت هناك أدوات ونماذج تستعملها اللسانيات لإرساء معرفة ‘علمية’ للغة فما مدى موثوقية هذه الأدوات؟ هل اللسانيات علم أم فلسفة؟ وهل أثبتت اللسانيات علميتها بتحقق تنبؤاتها (مثلما فعلت وتفعل نسبية أينشتاين مثلا؟) أم أنها مجرد كلام فلسفي معقد مكدس فوق بعضه البعض؟…

هذا وكثير غيره هو ما ستطالعه في كتاب العمري الذي ذكرناه أعلاه. لذلك أوصي به بقوة. إن كان لك أدنى اهتمام باللسانيات.

ثقافة من مجلة إل مقه (ثقافية يمنية) العدد 4 أبريل 2020 اخترت لكم مقال المدونات نظرة عامة.. وشرح مبسط لمحمد أوسان الإرياني. تحميل المقال لوحده هنا، للاطلاع على العدد الكامل تصفح موقع المجلة هنا. من المُسعِد معرفة أنه رغم كل الظروف القاسية لا زالت المجلات الأدبية تصدر في اليمن 🇾🇪. رفع الله عنها البلاء عاجلا غير آجل.

تريد الحصول على بطاقة بنكية ماستر كارد 💳مجانًا، والأجمل مع رصيد 5€ 💶 بها؟ سجّل في هذا الموقع واطلب بطاقتك المجانية الآن اضغط هنا، [الدفعة الأولى من البطاقات سترسل بتاريخ 31 مايو 2020]. إخلاء مسؤولية: تسجيلك عبر رابطي سيمنحني مقابلا ماديا. أشجعك على التسجيل عبر رابطي. دعمك مقدّر.

مبادرة تستحق الدعم “منصة للتوظيف عن بعد”.. مبادرة فلسطينية لعالم بعد كورونا – 🇵🇸 رابط مباشر للدعم هنا (لم يبق الكثير على اكتمال التمويل فبادر)

فرصة للكتّاب والكاتبات من دار منطاد

دار منطاد تعلن عن استقبال الأعمال الأدبية للموسم القادم pic.twitter.com/Ar1kqhvIzB

— دار منطاد للنشر والتوزيع (@darmintad) May 18, 2020

جدير بالاطلاع إيناس صبيان: الموازنة بين العمل والأمومة مستحيلة.. وصناعة المحتوى في رمضان مرهقة

---

حقوق الصورة البارزة: Photo by GRÆS Magazine on Unsplash