ما لا تستطيع الحواسيب “الذكية” فهمه…

حُدّثت اليومية بتاريخ 2 مايو 2020م

عساكم بخير وعافية،

في هذا الفيديو الإنجليزي، ستتعرفون على بعض الجمل التي يفهمها البشر لكن الحواسيب لا تستطيع فهمها:

وهذه الإضافة على متصفح كروم نافعة، روستر: إضافة على متصفح كروم تبقيك على اطلاع بإحصائيات تصفحك كلما فتحتَ تبويبًا جديدًا، كما تُنبهك عندما تفقد تركيزك وتمسكك متلبسًا وأنت منغمس في مواقع لا تسهم في إنتاجيتك… مثل فيسبوك وتويتر وأضرابهما. (تم تثبيتها لديّ)

—–

في إطار متابعة ما يستجد من حجج تدعم اللاتناسل وحركة الدعوة للا إنجاب، أطالع مثل هذه المقالات “لنحظ بطول العمر ولننقرض” (إنجليزي)، والتي تقول كاتبتها (من أصل صيني بعمر 27 وقت كتابة المقال 2018، عزباء) أنها اعتنقت فكر حركة الانقراض الطوعي للبشر (تعرف اختصارًا ب VHEMT وتُنطق ڤيهيمنت)، وأجرت حوارًا مع مؤسسها المعروف باسم مستعار يو نايت U. Knight والذي يشير بذكاء أيضًا للفعل الإنجليزي يونايت unite بمعنى “نتحد” من الاتحاد. المقال جدير بالمطالعة مع أن الحجج ضعيفة. وفيما يلي تعقيباتي على المقال:

1. يقول مؤسس الحركة أن الكوكب أو الطبيعة دون بشر، أفضل من الطبيعة مع البشر. ومن الأدلة التغير المناخي وإفسادنا في البر والبحر. والجواب كما توفق له أحد المعلقين على المقال الأصلي يمكن تلخيصه كما يلي:

أ. أن التحقق من هذه القضية أو الفرضية مستحيل. لأنه يتطلب وجود بشر لنحكم على وضعية عالم دون بشر. وهذا يعني بقائهم مما يعني استحالة الجمع بين تطبيق الفرضية والتحقق منها. وما لا يمكن التحقق منه لا داعي لنقاشه. صحيح أنت حر في الإيمان به. لكن لا تقل أن لديك حجة عقلية أو تجريبية عليه.

ب. الطبيعة دون بشر لا قيمة لها.

جـ. إذا آمنا بالعلم التجريبي، ونظرية التطور، الطبيعة قبل وجود البشر لم تكن بتلك الروعة، فقد حدث بالفعل تغير مناخي دون وجود بشري واحد على الأرض فضلا عن ذلك حدثت انقراضات جماعية أسوأ من كل ما حصل حتى الآن ولو كانت نظرية النيزك صحيحة لو كان البشر هناك وقتها لأنقذوا الكوكب.

2. يستحيل تطبيق هذه الفكرة حتى لو تطوعيا، والسبب فصلته بقوة منطقية في مقال سابق ونختصره هنا في نقاط نرمز لها بألف باء…

أ. لم يتفق جميع البشر لا تطوعا ولا إجبارًا على فكرة واحدة من قبل.

ب. لو قبل 99.99% من البشر ألا ينجبوا سنجد الواحد المتبقي ينجب وبالتالي سيرث الأرض وما عليها. وبما أن الآخرين سيكتشفون ذلك سينجبون بأنفسهم لئلا ينفرد بالأرض سلالة غيرهم، وهي رغبة بشرية متأصلة فينا أن نحب بقاء نسلنا. الحجة هنا أن الفكرة يستحيل تطبيقها ولو تطوعا. أما إجبارا فقد حاول البشر عدة مرات قطع نسل بعض الفئات والنتائج -كلها دون استثناء- فظيعة.

استشهدت كاتبة المقال أيضًا بدراسة أراها غبية وسخيفة عن مقدار ما سينتجه المرء من كربون إن أنجب طفلًا، وهذه الدراسة تقول لك أن أفضل فعل حسن تقوم به تجاه البيئة هو ألا تنجب، تقول الباحثة التي أجرت الدراسة ما معناه “مع ذلك لا أقول للناس لا تنجبوا أو أدعو لسن سياسات لتحديد النسل”. والدراسة لا لزوم لها والاستشهاد بها حجة واهية والأسباب في نقاط:

أ. الدراسة توحي بأن الطفل منتج مثله مثل البطارية، والثياب والأجهزة الإلكترونية. مع أنه حتى لو سلمنا بهذه المقاربة. فهناك الكثير من المنتجات التي لا لزوم لها، اقرأ مثلا عن آلة حلاقة الذقن من فيليبس هنا والمُصممة لتضرّ البيئة بدفعك لشراء أخرى كلما فسدت الأولى أو تلفت بطاريتها. إن ترويض و”شكم” مثل هذه الشركات هو الأولى وليس ترويع الناس وجعلهم يحسون بالذنب لأنهم أنجبوا طفلًا، فالأم ليست ناقصة لا سيما إن أصيبت باكتئاب ما بعد الولادة.

ب. لوم الضحية فعلٌ لا أخلاقي. والكلام عن الناس التي تنجب وإغفال الشركات الأخطبوطية العابرة للقارات التي تتقيأ يوميًا ملايين المنتجات التي لا لزوم لها وليست أساسية والتي تصدر الكربون أكثر من أطفال البشر يعد مثالًا ممتازًا لقول الحكيم “ترى القذاة في عين أخيك وتنسى جذع النخلة الذي في عينك” (انتهى تعقيبي العقلاني على حجج المقال الباردة).

للاستزادة طالعـ/ـي إن شئت:

في هذا السياق، وكإضافة معرفية فقط يقول ابن عربي ويؤيده من كتب في باب الفتن والملاحم أن القيامة “لا يمكن أبدًا” أن تقوم وهناك طفل واحد على البسيطة، ولهذا قال الشيخ صلاح الدين التجاني أن مجرد رؤية الأطفال موجودين يعني أمانا من أن القيامة ستقوم وهم موجودين. لذا فهم نعمة جليلة.

ويقول ابن عربي:

وعلى قدم شيث يكون آخر مولود يولد من هذا النوع الإنساني وهو حامل أسراره. وليس بعده ولد في هذا النوع فهو خاتم الأولاد وتولد معه أخت له فتخرج قبله ويخرج بعدها يكون رأسه عند رجليها. ويكون مولده بالصين ولغته لغة أهل بلده. ويسرى العقم في الرجال والنساء فيكثر النكاح من غير ولادة ويدعوهم إلى الله فلا يجاب. فإذا قبضه الله تعالى وقبض مؤمني زمانه بقي من بقي مثل البهائم لا يحلون حلالا ولا يحرمون حراما، يتصرفون بحكم الطبيعة شهوة مجردة عن العقل والشرع فعليهم تقوم الساعة.

فصوص الحكم

حقوق الصورة البارزة: Photo by Tianyi Ma on Unsplash

5 رأي حول “ما لا تستطيع الحواسيب “الذكية” فهمه…

  1. حركات اللانجابية والفيغان كذلك وغيرها دائماً ما تحاول أن تلقي اللوم على مجموع البشرية عِوضاً أن تكون أكثر شجاعة وجرأة وتلقي أصواتها على الشركات الرأسمالية الجشعة.. مجرد ضوضاء ومشاغبة.
    ديكابريو يلف الغابات بطائرته ويشارك في صِناعة همها الأول والأخير المال وبكل جرأة وعجرفة يتحدث عن البيئة وأصبح حامي حماها، اكره المنافقن أمثاله.

    Liked by 2 people

    1. أنت محق وللتأكيد من أكثر ملوثات البيئة قطاع الطيران حتى أن بعض المناصرين فعلا للبيئة يحسبون كم استخدموا طيارة في العام ويخرجون عليها ضريبة خضراء لإصلاح ما أفسدوه بزعمهم

      Liked by 1 person

  2. لا يكمن ايقاع اللوم فقط على البشرية في الأنجاب ،بل يجب التركيز على المشكلة الأساسية التي تعتبر تحدي للبشرية في الأنجاب أو عدمه ،ليس من المنطق أن ندعي بدراسات عميقة أن السوء في المضي قدما هو “الأنجاب” ، بل أن نسير في دراسات أكثر تعمقا في حسن الأنجاب والطرق المثلى لتحقيق التوازن في التكاثر على الكرة الأرضية بشكل عام وعلى الدولة نفسها على وجه الخصوص و لتلبية جميع الأحتياجات والحقوق البشرية للمضي قدما . الخلاصة الأرض خلقت للبشرية وليس البشرية خلقت للأرض .

    Liked by 1 person

شاركني أفكارك!