حوار شيّق مع رحمة علي محمود، كاتبة محتوى لدى أخبار Opera

مساء الخير والسعادة،

في هذه الأمسية سنحاور الأستاذة رحمة علي محمود، صانعة المحتوى لدى كلّ من شركة عقار ماب وأخبار Opera، أرجو لكم الاستفادة، المتعة، والخروج بمعلومات مفيدة عن مجال الصحافة، الكتابة، صناعة المحتوى والعمل الحرّ.

يونس: هل لنا بنبذة عنك: من هي الأستاذة رحمة علي محمود؟ حدثينا عن نفسك وخلفيتك الدراسية.

رحمة: في البداية أشكرك على تلك الفرصة الغالية التي سمحت لي فيها بالحديث عن نفسي، وعلى الرغم أني أجد أن هناك الملايين من يستحقون للحديث عن أنفسهم أكثر مني. ولكن على أي حال أقدر لك ذلك كثيرا. أنا رحمة، ٢٧ سنة، مصرية، أعمل صانعة محتوى أو محررة أو كاتبة. وإن كان وصفي ككاتبة هو الأقرب إلى قلبي. حاصلة على بكالوريوس إعلام، ودبلوم ترجمة إعلامية وقانونية.

يونس: أين تعلمت الترجمة والتحرير الصحفي؟ وما هو الفرق بين الترجمة للصحافة وأنواع الترجمة الأخرى: الترجمة القانونية أو الأدبية مثلا؟

رحمة: كما أوضحت سابقا هذا هو مجال دراستي، وللحق إني أحبه كثيرا، فقد وجدت فيه ضالتي ونفسي وسعادتي. أما الفرق بين أنواع الترجمة، فالحقيقة مثل الفرق بين أن تقرأ خبرًا صحفيًا وأن تقرأ نصًا قانونيًا لمنازعة قضائية. فكل نص له جمهوره وأغراضه، وبالتالي كل نص له ألفاظه وتعبيراته لتوصيل الرسالة. فعلى سبيل المثال: الترجمة الصحفية أو الإعلامية يكون السبيل إليها توصيل المعلومة الصحيحة للجمهور، بينما الترجمة القانونية الهدف منها هو نقل كل ما ذكر بالنص نقلا دقيقا بلا نقصان أو زيادة، فالكلمة قد تفسد النص وقد يلجأ بسبب ذلك أحد الطرفين للمنازعات القضائية.

يونس: نجد في ملفك التعريفي بكورا أنك كاتب ومحرر وصانع محتوى في عقار ماب، كيف طورت مهاراتك حتى حصلت على مثل هذا المنصب؟ وكيف يحصل صانع المحتوى الناشئ على مناصب مماثلة في الشركات الناشئة؟

رحمة: نعم أنا أعمل كمستقل أو فري لانسر في عقارب ماب، وأوبرا نيوز كصانعة محتوى. في البداية كما أوضحت أن شغفي هو الكتابة، فبدأت في تدشين مدونتي الخاصة، ثم بدأت في إطلاق حساب على موقع لينكدإن وجعلته قويًا وكذلك استثمرت وقتي في البحث عن فرص عمل مناسبة. إن العمل الجاد لا يكلل إلا بالنتائج الطيبة. لقد عانيت كثيرا حتى أحصل على فرصة واحدة ولكن مع الإصرار والمثابرة حصدت النتائج.

يونس: بصفتي مستخدمًا عاديًا، لاحظت أن محتوى عقار ماب على قسمين: قسم يستخدم فيه العامية المصرية (مثل إعلانات فيسبوك) وقسم يستخدم فيه الفصحى (مثل المقالات) كيف يحدد صانع المحتوى متى يستخدم العامية؟ وما هي الأماكن التي لا ينبغي له فيها استخدام العامية؟ وآرائك عموما عن استخدام العامية والفصحى؟

رحمة: أنا من مؤيدي استخدام الفصحى على الدوام، ولكن كما يقال لكل مقام مقال، فالعامية تناسب الفيس بوك وجمهوره، والفصحى تناسب محتوى الموقع وجمهوره. ولكن كما ذكرت الفصحى هي الأقرب لقلبي، لأنها موحدة لكل الناطقين باللغة العربية، فأنت تتجرد من هويتك وتدع القارئ يتجرد هو الآخر من الحكم عليك بناءا على هويتك.

يونس: تعيش الصحافة الورقية والإلكترونية أزمة بارزة للعيان لا تخفى على أحد فالمؤسسات الكبرى في المجال تعاني من ديون متراكمة والإلكترونية منها تجاهد لتنويع مصادر الدخل وتحقيق الاستدامة، برأيك بصفتك متخرجة من هذا التخصص: ما هو الحل؟

رحمة: هذا حقيقي للغاية، فأنا أدركت ذلك من حوالي ١٠ سنوات أو أكثر عندما التحقت بكلية الإعلام، حيث فضلت الالتحاق بقسم الصحافة الإلكترونية. أما عن الحل، فأرى أن إلغائها هو الحل، أو على أقل تقدير تخفضيها لتصبح صحيفتين أو واحدة. في مصر على سبيل المثال، يوجد الكثير من الصحف القومية التي لا تزال تصدر ولها مباني ضخمة وموظفين وتكبد الدولة الكثير من الأموال ولا يوجد أي مصدر دخل لها. هذا عبء ضخم على الدولة وأعتقد أن الحل تخفيض عددها أو حتى إغلاقها. نحن لسنا في حرب مع الزمن، والزمن يفرض علينا رقمنة كل شئ.

يونس: هل تفضلين العمل الحر مع عدة مؤسسات بصفتك كاتبة وصانعة محتوى أم مع مؤسسة واحدة فقط. ولماذا؟

رحمة: أنا أعشق العمل الحر، أو من المنزل. حيث المرونة وتوفير ساعات طويلة قد تهدر في وسائل المواصلات، فضلًا على أنني أكون أكثر انتاجية عندما أعمل من المنزل.

يونس: بالنسبة للشباب الذي يريد ولوج عالم الكتابة الصحفية خصوصا وصناعة المحتوى عموما؟ كيف يبدأ؟ وأين؟ وما هي المهارات المطلوبة وكيف يكتسبها؟ (نصائح-دورات- مواقع إلخ)

رحمة: عليه أن يتحرك الآن ولا ينتظر، الإنترنت فرصة كبيرة لكي يبدأ لا بد أن ينشر خواطره وكتاباته. اُكتب الآن، فإن لم تجد ما تكتبه، اُكتب ببساطة ذلك قائلا “أود أن أكتب ولا أجد ما أكتبه”. ثانيا عليه القراءة ثم القراءة ثم القراءة، عن أي شئ وكل شئ. ثالثا عليه إتقان الإنجليزية فالكاتب هو شخص مثقف مطلع، ولا يمكن ذلك إلا من خلال تعلم لغة مصدر العلم وهي الإنجليزية لأنها هي الأكثر شعبية وتداولا في العالم. رابعا أنا تعلمت كثيرا من عدد من الكورسات على الإنترنت مثل Udemy فأنا أرشحه بشدة كمصدر للدورات القيمة.

يونس: إن سألك صاحب شركة ناشئة أو مشروع تجاري صغير  ذو ميزانية محدودة عن كيف يسخر المحتوى للتسويق لمنتجاته باختصار غير مخل بماذا تنصحينه؟

رحمة: باختصار عليه أن يبحث عن مشكلة تهم قطاعًا عريضًا من الجمهور ويجد لها حلا، ويقنع المستهلك أن هذا الحل لن يجده في أي مكان سوى شركته. وهذا بالطبع ما سوف يوفره صناعة محتوى فعال وجذاب.

يونس: ما هي أفضل قطعة محتوى صنعتها؟ وما هي قصتها؟

صورة صانعة المحتوى رحمة علي محمود
صورة صانعة المحتوى رحمة علي محمود – نشرت هنا بإذنها

رحمة: صنعت محتوى عن مدينة الإسكندرية المشروع تجاوز ١٠ آلاف كلمة، عانيت كثيرا حتى وصلت لكل المعلومات وحتى أعطي للقارئ دليلًا شاملا ووافيا عن كل ما يتعلق بالمحافظة سواء مناطق للتنزه أو أماكن للسكن أو مشاريع عقارية مستقبلية واعدة، أو مناطق تاريخية وأثرية وهكذا، وقد حصلت على المعلومات من خلال البحث المطول والمتعمق وبعض الكتب والتواصل مع أحد المؤرخين المصريين.

يونس: ما هي أول قطعة محتوى مدفوعة كتبتها. وكم كان سعرها وكيف حصلت عليها؟

رحمة: كانت تتضمن معلومات عن الذكاء الاصطناعي وحصلت على ٢٠ دولار. وحصلت على وظيفة بمتابعة عدد كبير من الأشخاص الذين ينشرون إعلانات على الوظائف على مواقع فيس بوك ولينكدأن، حيث أرسلت السيرة الذاتية وحصلت على الوظيفة.

يونس: من أين يأتي صانع المحتوى الناشئ بأعمال مدفوعة؟ (هل هناك تطبيقات،طرق، حيل، للقيام بذلك أفيدنا بها مشكورة)

رحمة: أعتقد أن لينكدأن موقع ممتاز ولكن عليك بناء صفحة شخصية احترافية وأن تكون نشطا وتنشر كل كتاباتك هناك، وترسل طلب صداقة لكل من يعملون في مجالك أو لمسؤولي الموارد البشرية HR. ثانيا متابعة عدد كبير من الأشخاص في مجالك والذين ينشرون محتوى هادف ووظائف. ثم ابني سيرة ذاتية جيدة وقدم لكل وظيفة تجدها مناسبة. وفي النهاية لا يمكن أن تحظى بشئ دون أن تعمل جادا لكي تحصل عليه. فمن تظن أنه شخص ناجح أنت لا تعلم كيف عمل جاهدا من أجل أن يصل لذلك. اعمل اليوم واسعد غدا بنتائج عملك.

يونس: كيف وجدت العمل في أوبرا نيوز؟ وما هي طبيعته -احك لنا عن يوم من أيامك في العمل معهم- هل العمل عن بعد أو مكتب واقعي. أسعفينا بتفاصيل أكثر مشكورة

رحمة: عن تجربتي في العمل مع أوبرا نيوز أجدها تجربة رائعة وآمل أن تستمر. حصلت عليها من خلال ملء استمارة نشرتها صفحة “وظائف صحفية”، على الفيس بوك، والتي بالمناسبة أنصح بمتابعتها للإطلاع على أي فرصة مماثلة. أعمل مع أوبرا نيوز بصفة صانعة محتوى، حيث أقوم برفع موضوعي على واجهة التطبيق. في البداية أبحث عن فكرة مشوقة وأبدأ بالكتابة عنها بأسلوبي الخاص، ثم أقوم بتسويق كتاباتي على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أنني أعمل أيضًا بصفة صانعة محتوى مستقلة، فلا يوجد مكتب لأوبرا نيوز في مصر حاليًا ولكن سمعت أنهم في الطريق لتدشين مكان ثابت في مصر ثم التوسع في المغرب العربي بعد انقشاع هذه الأزمة بإذن الله.

لأي استفسارات أخرى قد تخطر في بال القراء، تسعد الأستاذة رحمة بالإجابة عليها على حسابها في كورا. هنا.


حقوق الصورة البارزة: Photo by Panos Sakalakis on Unsplash

6 رأي حول “حوار شيّق مع رحمة علي محمود، كاتبة محتوى لدى أخبار Opera

  1. مقال رائع ماشاء الله استفدت منه كثيرا حيث أني أنوي البدء بكتابة المحتوى والحصول على مدونتي الخاصة .. خالص الشكر لكما

    Liked by 1 person

  2. مند ما يقارب الشهر وانا اماطل للتسجيل في الحجامعة في بولتدا مع العلم لني دمعت كل الوثاءق تبقت وثيقة واحدة والحمد الله اني استكعت ان اعود للحماسي بعد هده مقالة بالاضافة الى مقالة انا لا اعترف بالكسل
    وان شاء الله اقبل فالجامعة

    Liked by 1 person

شاركني أفكارك!