عامٌ آخر انقضى… صَوْ واط؟

يونسيات: من الأمور التي لا تستهويني ولا ألقي لها بالًا: تلك الضجة في الشبكات الاجتماعية والعالم الواقعيّ وغيرهما حول انقضاء العام 2019، ذلك أنني ومنذ زمن أتبع مبدأً وجدته فعّالًا في حياتي مفاده: سؤال نفسي ما يلي “ما الذي تريد عمله؟”

أريد العمل الفلاني. فأسأل نفسي مجددًا: هل يمكن إنجازه فورًا؟ إن كانت الإجابة نعم أنجزه. إن كانت لا بل يتطلب مراحل أشرع مباشرة في أول مرحلة له.

هكذا لا أؤمن بحصائل نهاية العام ولا قوائمها (حتى وإن شاركت بعضها لأنني شخص لا أصادر أذواق الآخرين)، ولا حتى التحضير للعام المقبل، الروزنامة نفسها ليست مهمة لي إلا بقدر ما يتعلق بالشؤون الدينية، أما الأمور العملية فأنا لا أحيد عن المبدأ أعلاه: ما يمكن إنجازه أنجزه وفق ما لديك في تلك الفترة. ابذل ما في وسعك بما هو متاح لديك في تلك الآونة وكل شيء آخر سيكون على ما يرام.

هكذا يحلو لي أن أشبه العام على أنه حبل غسيل، لا أقسمه إلى فترات تمثل أشهر يعني كل مسافة محددة ومتطابقة أضع ماسكة ملابس (نسميها في منزلنا عضّاضة فيقال أين العضاضة مع أن هذا الاسم يصلح لكائن خرافي في قصة رعب وليس لماسكة بلاستيكية لحبل الغسيل)، بل أصنفه وفق ما يمكنني فعله. فهناك مثلا مسافة طويلة ستجدها تحتلها بطانية من وبر وزنها عشرة أطنان وهي تمثل مشروعًا طويل المدى أما الوزن فهو يمثل حجم ثقله على النفس.

أما ما يحدث من أمور #رائية وتُعلّق في ذلك الحبل (الخط؟) الزمني. فعزائي وجوابي لها هو: أن المرء مضطر لغسل ملابسه الداخلية على أية حالٍ فحبل الغسيل لم يوقع معك قط عقدًا تفرض عليه بموجبه أن يعلّق فقط الملابس الراقية.

الرسوم البيانية (الفائقة الروعة) أدناه توضح ذلك بدقة:

(ميلان الخط في الصورة الأولى إنما هو بفعل الجاذبية وليس لاعتقادي أن الأمور تمضي نحو الهاوية. إن فهمت شيئًا آخر عدا هذا فإني أحمّلك المسؤولية كاملة).

نظرية حبل الغسيل بصفته خطًا زمنيًا
نظرية حبل الغسيل بصفته خطًا زمنيًا

روابط

الزميل طارق ناصر يشاركنا: 11 فكرة تعلمها من تجربته في لعب الشطرنج

ومدونة توتومينا تنشر: ما هي لغة البرمجة جافا سكريبت (JavaScript)؟ توصيتي: إن كنت مبرمجًا أو كنتِ مبرمجة أو تريد تعلم البرمجة أو تبحث عن فرص عمل (عن بعد) في البرمجة اشترك في القائمة البريدية للموقع من هنا.

نموذج عن الوظائف عن بعد التي توفرها مدونة توتومينا

من الضفة الأخرى

شركة فيسبوك تحاول تطوير نظام تشغيل خاصِّ بها مما سيتيح لها أخيرًا التخلص من نظام أندرويد


حقوق الصورة البارزة: Photo by Kelly Sikkema on Unsplash

19 رأي حول “عامٌ آخر انقضى… صَوْ واط؟

    1. شكرا مجتبى أحب أن أشكرك أيضا على موضوع البوتات للي نشرته على حسوب io مفيد للغاية وأدعوك لتوسيعه أكثر ونشره كدليل شامل في مدونتك فهو يستحق أعلم أن هذا سيأخذ منك وقتا لكن سويه على فترات.

      إعجاب

  1. مشاركة ما جرى في العام صراحة يفيدني كثيرا، ليس فقط لتقييم نفسي ووضع أهداف جديدة وذلك الهراء، بل حتى للأرشفة لكي أعود لها يوما ما وأتذكر ما جرى لي في ذلك العام، ولكي أراقب ما يجري كل عام، تخيل أن عقليتي تجاه الأهداف السنوية تتغير كل سنة بفضل تدوينة السنة.
    كل وذوقه في الأخير طبعا، أعجبني فيك أنك لا تقصي أذواق الآخرين، وهذا مميز ونادر جدا.
    ممتن لك يونس دوما، أدامك الله مبدعا دائما.

    Liked by 1 person

    1. شكرًا لتعليقك أستاذ طارق رأيك محترم ومقبول دون حتى أن أقول ذلك لكن مع تلك الفوائد التي لا يحصل عليها جميع من ينجز السنويات إن جاز التعبير لها تأثير آخر يغفل عنه الكثيرون إذ من الصعب جدا على الناس إلا إن كانوا ذوي مستوى وعي عالي جدا ألا يقرأوا إنجازات سنوية ويبدأوا بالمقارنة مع ذاتها. أعتقد الآن أنك فهمت لماذا يشعر الكثير من الناس بالحزن في أول أيام السنة الجديدة. لذلك قررت تخفيف هذا الوقع بالتقليل من أهمية عمل مثل هذه العادات التي أصبحت في كثير من جوانبها قيودا نفسية وليست أدوات مفيدة للتقييم والتأمل والاعتبار.

      Liked by 1 person

  2. ” أريد العمل الفلاني. فأسأل نفسي مجددًا: هل يمكن إنجازه فورًا؟ إن كانت الإجابة نعم أنجزه. إن كانت لا بل يتطلب مراحل أشرع مباشرة في أول مرحلة له.”
    رائع!
    أعتقد بأن هذا أحد طرق التغلب على مشكلة التسويف.

    Liked by 1 person

شاركني أفكارك!