يونس توك: 40 دقيقة مع الأستاذ الموصللي إجابةً عن سؤال للأستاذ عمر العجيمي

أهلًا ومرحبًا بكم،

حلقة جديدة من يونس توك، التي تعتبر الثانية مع الأستاذ محمد طارق الموصللي.

عساكم بخير؛

وصلني عبر صفحة يونس توك على فيسبوك السؤال التالي من الأستاذ عمر العجيمي:

السلام عليكم أخ يونس أسعد الله صباحك أو مساءك وكذلك جميع الإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات. هناك عدد لا بأس به من الناس -وخاصة من الجيل القديم- يقولون أن الحياة الفكرية والثقافية والأدبية في العالم العربي كانت في السبعينات والستينات أفضل بكثير من يومنا هذا بدعوى أن الخطاب الثقافي كان أكثر رصانة ورزانة في تلك الأزمان. بصفتك كاتب ومترجم وصانع محتوى وبحسب اطلاعاتك, ما رأيك بهذا الكلام؟ ما رأيك بالحياة الفكرية في العالم العربي عمومًا؟ وهل تراها في تحسن أم في انحدار؟ وما هي الإشكالات التي تحيط بها؟ دمتم بخير وطبتم وطابت أيامكم

الأستاذ عمر العجيمي

رابط الحلقة: https://anchor.fm/benamara-younes/episodes/40-e986v1

الروابط المذكورة في الحلقة:

ما هي وجهة نظركم عن الثقافة، والمثقف، وثقافة المجتمع، والحكمة، والحكيم؟

تعاريفي الشخصية كما يلي:

الثقافة هي منظومة إنسانية حاملة للأفكار وجامعة لعناصر مادية (مثل اللوحات الفنية وأطباق الخزف وغيرها) وغير مادية (مثل الأهازيج والأمثال والشعر إلخ) تشمل تاريخ (بما فيه التراث) وعادات وأعراف وأدبيات وتقاليد شعب أو دين أو أيديولوجية أو عِرق أو طائفة أو مجموعة من المهنيين أو أصحاب الحرف أو مختصي مجال معين. على سبيل المثال ثقافة مهندسي البترول مثلاً، أو الثقافة اليسارية أو الثقافة الماركسية أو ثقافة الوراقين إلخ.

المثقف هو الفرد الإنساني الذي يتمتع بإطلاع أكبر من المعتاد على الثقافة، كما ورد في تعريفها أعلاه؛ بحيث يجعله هذا الإطلاع فوق مستوى المعرفة العامة لمواطنيه ونظرائه ويكسبه مكانة ريادية بالإطلاع على آخر مستجدات المنظومة الفكرية المسماة ثقافة ومخرجاتها مع أساس علمي راسخ بجذورها التاريخية.

على سبيل المثال لا يعد من عرف اسم نجيب محفوظ وقرأ له رواية أو روايتين مثقفاً نظرا لأن هذه المعايير أصبحت مستوى عاماً، بينما الذي فعل ذلك إضافة إلى معرفته أنه تم اكتشاف قصص غير منشورة له مؤخرا ونشرت ويعرف أن بعضها نشر من مخطوط بينما الآخر من مجلات وجرائد نفدت من زمن يعد مثقفا لأنه يحقق الشرط الذي وصفناه بقولنا “مكانة ريادية بالإطلاع على آخر مستجدات المنظومة الفكرية المسماة ثقافة ومخرجاتها”.

والمثقف يقع في مكان ما بين صانع الثقافة والمتلقي العادي.

ثقافة المجتمع هي منظومة إنسانية حاملة للأفكار وجامعة لعناصر مادية (مثل اللوحات الفنية وأطباق الخزف وغيرها) وغير مادية (مثل الأهازيج والأمثال والشعر إلخ) تشمل تاريخ (بما فيه التراث) وعادات وأعراف وأدبيات وتقاليد مجتمع ما، مثل أمثاله الشعبية وتراثه الشفوي وطريقة اللبس والملابس التقليدية والأعراف والوجبات والتقاليد المتبعة إلخ.

الحكمة بصيرة معرفية (بُعد نظر فكري) ناجمة عن استشراف المآلات انطلاقاً من دراسة وتفحص وتمحيص البدايات؛ دون إغفال متطلبات الواقع الراهن (بعبارة أكثر بساطة: حِس إدارة شؤون كفؤ ينتهج إستراتيجية طويلة الأجل انطلاقا من الاستفادة من دروس الماضي دون غمط حق المتطلبات الراهنة).

الحكيم ممارس الحكمة وفق تعريفها أعلاه.

يونس على حسوب

وضع ا.ل. كروبر بالاشتراك مع ك. كلوكهوم في عام 1958 تحليلًا تقليديًا (بالمفهوم المعاصر) لمفهوم الثقافة أشار فيه إلى أن أكبر إنجازات علم الأجناس في النصف الأول من القرن العشرين هو وضوح واتساع هذا المفهوم.
كما قاما بتحليل ما يقرب من 300 تعريف مختلف له (أي مفهوم الثقافة) في الوقت الذي عارضهما فيه زميلهما ل.أ. هوايت في مقال نقدي له قائلًا “إنني على النقيض من ذلك أعتقد أن الخلاف قد ازداد بتعدد وتشعب مفاهيم الثقافة”.

النسبية الثقافية ومنطق اللغة مجلة ديوجين العدد 60 سنة 16 فبراير/أبريل
1983؛ ص 3.

حقوق الصورة البارزة: Photo by William Iven on Unsplash

13 رأي حول “يونس توك: 40 دقيقة مع الأستاذ الموصللي إجابةً عن سؤال للأستاذ عمر العجيمي

  1.  حلقة جميلة..
    أضيف أن المقارنة والتي ترجح كفة الماضي (في رأيي البسيط) كانت في الأربعينات/الثلاثينات مقارنة بالوقت الحالي والإنتاج الأدبي وعنفوانه وجودته أكبر مما هو الآن بحسب ما أزعم، وليس مجرد الانتشار وهو مهم على أي حال.

    حصلت نكسة في الفكر والأدب العربي في الستينات والسبعينات بسبب أمور أكثرة سياسية ورغم أنك تتجنب السياسة ولكني سأذكرها ومتأسف مسبقا:
    ١- الإنقلابات العسكرية الديكتاتورية في العديد من الدول العربية، وهذا أدى إلى صراعات وكبت الحريات وهو الأهم، فلا فكر بدون حرية، وللأسف كانت الحرية أفسح في بعض الدول في ظل الاستعمار أكثر منها في الحكومات الديكتاتورية العربية.
    ٢- ارتفاع الصحوة الإسلامية ورغم أنها محمودة عموما إلا أنها ترافقت في كثير من الأحيان بالتطرف والتكفير والهجومية الشديدة.
    ٣- قيام الكيان الصهويني والذي أحبط كثير من المشاريع العربية الإبجابية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وأحد الأمثلة الأكثر وضوحا على تأثر الكيان الصهيوني اغتياله للأديب الفلسطيني غسان كنفاني، والرسام الفلسطيني أيضا ناجي العلي، وكما يتهم الكيان الصهيوني يقتل علماء مثل علي مشرّفة وغيرهم.

    هذه الأمور أدت إلى انتكاسة فكرية وثقافية نوعا ما..
    وفي العصر الحالي، انتكاسة الثورات العربية أدى إلى انتكاسة أدبية وفكرية أيضا، أتذكر أثناء الثورة اليمنية كان هناك ثورة حقيقية في مجال الرواية لكثير من الكتاب اليمنيين. بعد حدوث ما حدث انتقلوا للمقالات السياسية والمهاترات والشتائم بجانب المعتقلين والصامتين عن أي شيء، وتثبطت عزائمهم.
    زيادة النشر جاءت بفعل حال العصر الحالي وأتوقع أن الثورة الفكرية والثقافية العربية لم تأت بعد وستتلازم مع كثير من التطور السياسي والإقتصادي والإجتماعي .. إلخ.

    أعجبني حديثك عن أخطاء رواد المرحلة السابقة، وأما بخصوص أحمد أمين:
    فقد كان يضيف اسمه دعما لأولائك الكتاب الذين كانوا ما يزالون غير معروفين وليس سرقة أدبية والله أعلم.

    وأعجبني الحديث عن المثقف، وهو ما يزال مصطلحا هلاميا غير متفق عليه.. وسأكتب رأيا لا أعرف صحته: أن المثقف في شيء ما، هو من يعلم عنه ولكنه ليس بمتخصص.

    Liked by 1 person

  2. حلقة ممتعة، وظلمني طارق كثيرًا عندما اعتقد أنّني قلت أن الحلقة الماضية لا ترقى لتكون بودكاست! العفوية شيء مميز ونحتاجه في كثير من الأحيان 🙂
    هذه الحلقة أكثر تنظيمًا، والصوت أفضل بكثيييير من المرة الماضية! ننتظر المزيد

    Liked by 1 person

شاركني أفكارك!