ما الذي يريده جيلُ الألفية؟

آخر تحديث بتاريخ 8 يناير 2020

هذا المقال نموذج ممتاز على مقال تعبت في كتابته لسائلة (من حسوب) لا تستحق أن تكتب لها كلمتين وراء بعض وقد حدّثته وفق ذلك فحُذف اسمها من المقال مع الاحتفاظ بحقيّ في استخدام رخصة حسوب آي أو لاستخدام المحتوى. لكن ما يخفف الوقع وعدم ضياع التعب أنه كان موجهًا أيضًا للكثير من الأصدقاء الآخرين.

بل الغريب من هو في غربته غريب

أبو حيان التوحيدي، الإشارات الإلهية، تح: عبد الرحمن بدوي

أخبرني أخي عن شاب من جيل الألفية حصل على معدل عالي جدًا في البكالوريا يخوّله الدخول أي مجال يريده لدراسته، مع ذلك.. وبعد جلسات له مع أفراد عائلته القريبة والبعيدة.. لم يخرجوا بشيء مفيد، فالشاب “لا يعرف ما الذي يريده فعلاً” في الحياة والدراسة بالأخصّ.

موضوع هذا المقال، ومنذ البداية، لن يقدم لك حلاً سحريًا، قد يقدم مقترحات لكن ما من حلول سحريّة، وكما أن الحلّ لا يوجد، وسأذكر لماذا لا يوجد، لا توجد ورطة أيضًا. الورطة خلقها “الآخرون” وربما أنت لا تراها أيضًا أو من كثرة تكرارها عليك آمنت بها على كرهٍ منك. لكنيّ هنا أكرر: ما من ورطة، والسبب بسيط ومنطقي: لا توجد حلول لمشاكل غير موجودة.

إذ كما يقول الكندي في رسالته الموسومة ب “في الحيلة لدفع الأحزان”: “كل ألمٍ غيرُ معروف الأسباب غيرُ موجود الشفاء” [كتاب رسائل فلسفية للكندي والفارابي وابن باجة وابن عدي، تحقيق عبد الرحمن بدوي، ص 6]

كتبت إحداهن على حسوب مساهمة عنوانها: لغير المرتبطين.. كيف تسير حياتك مع الجفاف العاطفي وأجبت عليها في تعليق، لكن اليوم ردّت عليّ، وتزامن ذلك مع رسالة شخصية أرسلها أحد الأصدقاء من جيل الألفية يخبرني فيها عن حالة التشوش الفكريّ الذي يعيشه (وفي الحقيقة كلنا نعيشه إلى حدّ ما)، ومن هنا سنحاول من خلال تعليقها أن نحاول تفكيك المشكلة وإبداء مقترحات لهذه الورطة بعد توصيفها.

في تعليقي الأول حاولتُ أن أكون دقيقًا وأستكشف أولاً ما المقصود بالجفاف العاطفي، كي نجيب على السؤال، وقدمت الجواب حسب ما فهمت لكن في تعليق السائلة الثاني أخبرت بأن المقصود به هو “حالة الاغتراب” لا سيما عن “البيئة المحيطة التي لها أهداف قد لا تمثلي”…ولهذا اخترتُ اقتباس أبي حيّان التوحيدي الوارد أعلاه.

من السهل هنا طرح اقتراح مفادهُ أن صلاح الراشد لديه خطة عملية لصنع الأهداف..لكن أعرف أن المسألة أعمق فجيل الألفية يتسائلون:

  • لماذا وضعُ الأهداف عمومًا أمر مهم أساسًا؟…

ولما نسألكم -أنتم يا من سبقتمونا للوجود أو يا حراس المعبد- عن غرض الرب من خلق العالم تقولون أنه منزه عن الأغراض. ولما نسألكم ولماذا هو منزه عن الأغراض؟ تقولون: لأن كل ذي غرض ناقصٌ محتاج لغيره وأدناه احتياجه لذلك الغرض. فيقول جيل الألفية: إذًا وضع الأهداف نقصٌ لماذا تريدون أن نكون ناقصين والجواب:

لا نريد أن تكونوا ناقصين بصورة احتياجكم لغرض أو هدف. إنما حقيقتكم وحقيقة أي مخلوق هكذا.. ناقص أساسًا محتاج فقير فقرًا مطلقًا بغرض أو بدونه..والربّ ليس كذلك فهناك فارق (عظيم جدًا إلى مالا نهاية) ما بين المخلوق والخالق.

ضرورة وضع الأهداف مهمة لأنها جزء متأصّل فينا بمعنى أن حقيقتنا تتطلب ذلك. لا يمكن العيش دون غرض ولا أهداف والسبب: الفقرُ لقوة عليا تُسندنا، وهذا فقرٌ دائم متواصل لا ينفك لدرجة أن تلك القوة العليا لو تتوقف للحظة أو أقل عن الإمداد يرجع الشيء إلى حالة العدم…

هنا للأسف نفتح على أنفسنا جبهة أخرى لأن بعض الألفيين والألفيات من مناصري العدمية سيقولون: أها … أو ليس العدم أفضل من الوجود إذ لا إحساس لا آلام لا اختيار والأجمل: لا أهداف…

لنشرح هذه النقطة نقول:

أن أصدق وصف للأشياء جميعًا، أي لو طرحنا السؤال: ما هي الصفة التي يندرج تحتها كل شيء؟ لأتانا الجواب من علم الكلام: أنها صفة المعلومية. أي أن يكون الشيء معلومًا.

والمعلومات (أي الأشياء المعلومة) قسمان: معلومات معدومة، أي ليست موجودة، ومعلومات موجودة.

بطبيعة الحال في الحالة العدمية لا يمكنك الإحساس بشيء ولا الإدراك ناهيك عن الاختيار وأنت لا تختار لأنك لا تعرف ولا تدرك حالتك إذا أنك في غياهب جب العدم.

أما من يختارُ ولو نظريًا في الوقت الحالي العدم على الوجود ويتغنى به ويفضله عن الوجود يغفل عن حقيقة أنه لولا الوجود لما تسنى له  أصلًا أن يُفضّل شيئًا على آخر.

إذ في العدم: المعدومات (الأشياء الممكنة لكن التي لم تخلق بعد) ليس لها أي اختيار ولا يمكننا المفاضلة بين شيء وآخر في حالة العدم.

في المقابل: وضمن الوجود هناك فسحة الاختيار فأنت يمكن لما توجد أن تصبح أديبًا عدميًا طيلة عمرك مثل سيوران، لكنك لا تستطيع في العدم أن تصبح شيئا فضلاً على أن تصبح فيه مثلاً أديبًا تدعو للوجود أو غيره.

الآن قد يسأل سائل:

الأشياء المعدومة أي التي لم توجد أصلاً أين هي؟

أفضل الأجوبة هي أنها في علم الله، وقد يبدو هذا المثال غريبًا إلا أن الأشياء جميعًا كانت هناك مثل قالب طهي الكعك!، والوجود صُبّ عليها فتشكل العالَم وفق ما هي عليه، فالوجود لا شكل له حقيقة، لكن الكعك مختلف، فهناك الدائري والمستطيل والمثلث وكلٌ أخذ وفق ما هو عليه. أما سؤال: من شكّل تلك القوالب أصلاً؟ الجواب: لا أحد، لأنها عدم ولا تحتاج لتشكيل والمثال الخاص بالكعك هو مثال تبسيطي جدًا (ومُخلّ في الحقيقة) لشرح مفاهيم عظمى لا يتسنى لك فهمها إلا بعد أن تقرأ مجلدات من علم الكلام والفلسفة ولن تستفيد بشيء لأنهم نادرًا ما يطرحون الأمثلة، وقد يقول قائل متى اِنتقلت تلك الأشياء إلى الوجود نقول أن الأشياء جميعًا بما فيها كلمة المتى ومفهوم الزمن كلها قوالب كعك (حتى الوقت والأين والكيف والمتى وما إلى ذلك) كانت هناك وخرجت إلى الوجود ليس دفعة واحدة إنما حسب ترتيبها، يعني خرج طبعًا أبوك من حيز العدم قبل أن تخرج أنت، وخرج امتحان الباكالوريا قبل أن تخرج إجاباتك عنه (عدا في حالة التسريبات!)

والسؤال الآن: ومن رتبها هكذا؟ والجواب صعب إذ أنه لم يرتبها أحد بل هي على ما هي عليه هكذا منذ الأزل في علم الله الذي يحيط بكل شيء حتى العدم. والله سبحانه أخرجها -كما هي عليه في ذاتها.

لنجعل الأمر بشكل نقاط:

  • ما من غرضٍ خاصّ بالله خلق الله لأجله العالم، لأن المحتاج للغرض ناقص والله متحلي بجميع الكمالات. (لا نحكي هنا عن النظرة الدينية التي تقول أنه خلقنا للعبادة وفُسِّرت بالمعرفة لسبب وجيه..فذاك موضوع آخر طالعه هنا).
  • الكائنات المخلوقة أي بمجرد أن تعرف أنك مخلوق فإن النقص مشتمل عليك كالرداء الذي يغطيك من كافة النواحي، ولا يمكن الفكاك منه، وكل ناقص له غرض أي هدف وأقله الحفاظ على وجوده، بل وحتى مريد الفناء مفتقر للآلة التي تميته، ومفتقر للإرادة إلخ…
  • مانح وجودِ تلك الكائنات الناقصة هو الحقّ ذو الكمالات جميعًا.
  • طموح الكائنات الناقصة للكمال مطلوب على وجه التدين والأدب مع الله لكن إدعاء أن الكمال جزء متأصل فيها يدعى تكبرًا، والحق وعد بأن يتكفل بفضح كلّ من يدعي أن الكمال جزءٌ ذاتي متأصل فيه لا مستمد من الحق تعالى.

ولأن جيل الألفية كائنات بشرية، فالنقص مشتمل عليها، من هنا احتاجت تلك الكائنات البشرية لتكتب أهدافًا وتسعى نحوها.

 نعود لموضوعنا قلت من قبل (منذ سبع أشهر): للسائلة إحدى مستخدمات حسوب.

قبل أن أجيبك بتوسع لا بد أن أفهم أولا بالضبط ماذا تعنين بالجفاف العاطفي؟

وكان جوابها:

المقصود به هو الغربة، الغربة وسط الأهل، الأصدقاء، زملاء الجامعة، المعارف جميعا..

غربة أفكار ربما، شخصية أيضا وغربة أهداف

إحدى مستخدمات حسوب

كما تلاحظون هنا نعاني نحن جيل الالفية من عدم معرفتنا لما نشعر به من أول وهلة… كما لا نعرف عادة ما هي التعريفات الدقيقة أو الأقرب للصحة للمفاهيم.. يعني ما الفرق بين الجفاف العاطفي والغربة؟ شاسع.. لهذا لحلّ هذه النقطة أقترح: أن يدرك الألفيني أو الألفينية ما تعنيه الأشياء ويكوّن تعاريف ومفاهيم أدق ما يكون عنها.. ومن الأفضل البدء بالأشياء المهمة مثل: مفهوم الإله، والدين والرسل والنجاح والعمل والسعادة والارتباط (العلاقة الحميمية)، وما إلى ذلك كلّ حسب ما هو مهم له.

وهذا ما يجب أن يتم فرديًا وهو صعب لكن قد يساعدك فيه هذا المقال الحالي، ذلك لأن اقتناص المفاهيم والتعريفات الجاهزة للآخرين لن يفيدك في شيء. والأجوبة المعلبة لا تسمن ولا تغني من جوع. والبشرى هنا:

كل تعريف أو مفهوم لشيء ما تضعه بنفسك لا يشاركك فيه غيرك يبعدك ميلاً عن الاكتئاب.

ولنذكر هنا بعض النقاط:

  • الهدف من التعريفات والمفاهيم ليسَ التآلف مع المجتمع أو البيئة المحيطة. لأننا لا نعرف نتيجة التآلف ماذا ستكون. بل الهدف منها تأسيس منصة إنطلاق ننطلق منها، أو ملجأ أو مأوى نعود إليه بعد الاستكشاف فكّر أنك في غابة مطيرة.. تكوين التعريفات هو الملجأ الذي تصنعه من خشب الأشجار.. لا يهم في البداية كم هو ضعيف ومتداعٍ.. المهم ما يشعرك به من أمان واستقرار وإن كان نسبيًا… فوجود الملجأ خير من عدمه على أية حال.
  • الإحساس بالغربة يضع مسافة بينك وبين ما أنت مغترب عنه، فهي فرصة ممتازة لدراسة ما أنت مغترب عنه. لديك عقل ولا سيما أنه ذكي.. أدرسه.. مثل مادة مقررة عليك تمامًا، بعد دراسته ستخرج باستنتاجات.. امضِ وفقها.. طلعت غلط؟ لا بأس.. ادرس مجددًا وأخرج باستنتاجات أخرى وهكذا…
  • ما أنت فيه (وهو الطب في هذه الحالة، لكنه يصلح للبرمجة والتدوين وأي شيء آخر): استفد منه لصالحك.. فكما أن للأمراضِ تشخيصًا وعلاجًا، شخّص ما أنت فيه وأدرك هل ينطبق عليه تعريف المرض أم لا إن كان نعم أو لا.. جد له علاجًا أو طريقة تعامل معه…
  • أنت غريب وفريد عن كل شيء إلا عنه، وأنت تعرف من أقصده. استأنس بحضرته المتعالية. لا تعرف كيف؟ حان الوقت لمطالعة جلال الدين الرومي.

لنأخذ مثالاً عمليًا بخصوص الهدف:

لنقل أن عائلتك كلها أطباء.. وأن مفهوم النجاح الوظيفي بالنسبة لوالدك هو ألا يتخلف ابن ولا ابنة من أبنائه على أن يكون طبيبًا..(ربما له تخطيط لأحفاده كذلك أيضًا لكننا لن نستبق الأحداث) ولنبسط الأمور ولنقل أنه لا مشكلة لديك في دراسة الطبّ لكنك تحب تخصصًا معينًا فيه.. إذن مفهومك للنجاح هنا في تخصصك هو: أن تكون الأبرع في ذاك التخصص على مستوى البلد أو القارة. كون أبيك يفضل تخصص آخر لا تأبه له فقد قمت بما يكفي من برّه لاختيارك الطبّ وعدم كسر كلمته بهذا الشأن. هذا الوضوح يجلب لك السعادة. لكنه لا يكفي. إذ مفهوم النجاح الوظيفي واحد فقط من بين المفاهيم.

كم مفهومًا عليّ تعريفه بنفسي حتى أبعد شبح الاكتئاب سنة ضوئية؟

الكثير جدًا. يكفي للوقت الحالي أن تبعده فقط بضعة أميال. وكل فترة تضيف مفهومًا جديدًا لنفسك فيبتعد أكثر وتبقى منه على مسافة آمنة.

اشتر قاموسًا ورقيًا ويا حبذا يكون فيه تعريفات. فالكثير من جيل الألفية لا يملك تعريفات للأشياء. قد تقول وما فائدة القاموس الورقي وما هذه النصيحة الغريبة؟ أقول لك المشاكل غير الخطية (غير المعتادة) تتطلب حلولاً غير معتادة. من المفهوم أن يشتري مترجمٌ قاموسًا ورقيًا لكن من يشعر بالغربة النفسية يشتريه لماذا؟.. الجواب: لكي يكون لديه تعريفات للأشياء.. قد يسأل آخر: لكن ألا توجد تعريفات في الإنترنت؟ أقول: أن الوجود الماديّ للقاموس في مكتبك ضروريّ فعدا أنه سيكون ثقيل ويمكن أن تضرب به رأس مقتحم مفاجئ.. له أغراض أخرى ستعرفها لما تشتريه.

ليس بالضرورة أن تتقيد بتعريفات الآخرين، بل ينبغي عليك أحيانًا أن تحدد تعريفات لنفسك. لنفرض مثلا أن مفهوم النجاح في مادة ما يعني أن تأتي فيها بنقطة معينة. لكن مفهومك لها يعني أن تحرز كذا نقطة في تطبيق تعليمي خاص بتلك المادة.. امض وفق مفهومك للنجاح فيها لا مفهومهم هم.

لكي أوضح لك أكثر، أنا في بيئة هدفها الأساسي هو العلم والتعليم.. العلامات والتميز، وأنا مع ذلك، لكن أن لا يكون هو المحور فقط.. بالتالي موضوع الارتباط أو الصحبة المتينة غير موجود في حياتي.. لان كله في نظر محيطي ( عائلتي وزملاء الجامعة) تضييع وقت وتضييع مستقبل..

إحدى مستخدمات حسوب

الحل المقترح: اِعقدي جلسة مع نفسك، وضعي في قائمة أهداف البيئة المحيطة بك، بعد ذلك ضعي أمام كل هدف المفهوم الذي ينتمي إليه، وبهذا الصدد عملتُ جدولًا يمكنك تحميله من هنا للقيام بذلك. وفيه مجرد أمثلة. والأمر لا يتعلق بشخصك الكريم على الإطلاق، ويمكنك ملئه لأي عدد من الأعمدة والصفوف تريدينه. فالغرض الآن التوضيح فقط. لا القيام بملئه فعليًا.

بعد ذلك قومي بجمع الأهداف المشتركة ما بينك وبين البيئة المحيطة كما ترين في الصورة أدناه. ويكون تركيزك الفترة المقبلة كليًا على الأهداف المشتركة فحسب:

في بيئة تفرض عليك أهدافًا، جد أهدافًا ذاتية وركّز حياتك على تنفيذ الأهداف المشتركة فحسب

قد تقولين: ماذا عن أهدافي الخاصة: راجعي كتاب صلاح الراشد “كيف تخطط لحياتك” ففيه تمارين تفيدك. (هنا تأتي منفعته بعد كل هذه المقدمة الطويلة!)

انا يا اخي لم اكن لاطمح لاميرة ولا لملكة ولا بالامبراطورية.. أنا أريد حياة متزنة مستقرة، وجلّ عدم استقراري يكمن في ما سميته بال ” جفاف العاطفي”..

إحدى مستخدمات حسوب

الحل المقترح: ابحثي عن مفهوم عجلة الحياة، (هناك تطبيقات له على الهاتف مثل هذا) وقومي بضبطها وفق حياتك لأن موازنة العجلة يحقق الاستقرار. وعليك بـ:

الكتابة اليومية

كتابة رسائل إلى الله

العبادة الدينية

مساعدة الآخرين

أرجو أن أكون قد وُفقت في هذه المقترحات للعزيز مرسل الرسالة، أتمنى لكم حياةً سعيدة ومفعمة بالرضى والامتنان.

للكهول الذين يقرأون هذا المقال بحثًا عن إجابة

 قبل أن أنهي المقال أسمع أحدهم من الجيل الأكبر من جيل الألفية وهو يقول متذمرًا: أنا عندي ثلاثة أبناء من جيل الألفية ودخلتُ المقال لأن عنوانه يشير إلى ما يريدونه لكن لم أفهم شيئًا… كنت أود أن أعرف ما الذي يريدونه كي أوفره لهم وأجعلهم سعداء وراضين..

أقول: مع شكي أن يفعل أحد ممن هو أسنّ من جيل الألفية ذلك ويقضي وقته في قراءة المقال أجيبه: أن عدم فهمك مطلوب ويجب تقبل حالتهم المشوشة هذه فالكلام موجه لهم كي يجدوا غرضهم وهدفهم ومعناهم في الحياة، وكل ما عليك فعله الآن أن تتيح لهم المرور بهذه المرحلة بسلام…

يقاطعني الكهل قائلًا: لكن الحالة طوّلت وأخذت أكثر مما يجب.. أريد أن يعملوا.. ينجبوا …أرى أحفادي.. قبل أن أموت..

نجيبه: أطال الله عمرك لكننا مضطرون لإنهاء المقال، ربما قد أكتب مقالًا آخر بشأنك وشأن أولادك وما تريده منهم وما يريدونه.. لكن ليس الآن..

13 رأي حول “ما الذي يريده جيلُ الألفية؟

  1. التنبيهات: متفرقات - فرزت
  2. قمة في السرد ما شاء الله , و أيضا طريقة بلورتك للمفهوم و طرحها جعلتني أستمر في القراءة لكي لا يفوتني أي جزء من المفهوم (مفهوم الغرض و إرتباطه بالنقص , ربطه مع مفهوم الهدف … إلخ) , و أوافقك بشدة على ما قلته بشأن القاموس لكي نضع المفاهيم في مكانها الصحيح , و أنصح أيضا بتصحيح المفاهيم و السبب أن العقل سيجعلها نقطة الأصل (origin point) ..
    نصيحة أخرى أيضا أن جيل الألفية حتى لو إختار أهدافه التي بالعادة تكون منحازة إلى خالف تعرف (أي خالف الجيل الذي قبلك لأنهم قدامى و لا يفهمون … إلخ) لا تنسلخ من نصائحهم فكل نصيحة منهم أتت بعد خبرات حياتية كثيرة و منها المريرة .

    إعجاب

شاركني أفكارك!