ثلاثة حُججٍ عقليّة ضد فكرة (اللا تناسل)

جدول المحتويات

  1. جدول المحتويات
  2. الحجة 1: قضايا فكرة (اللا تناسل وعدم جدوى الانجاب والانقراض الطوعي للبشرية) ليست حقائق:
  3. الحجة 2: استحالة تطبيقها عمليا ( إلا باستعمال القسر والعنف):
  4. الحجة 3: توافق نتائج فكرة (الانقراض الطوعي للبشرية) مع منهج الحياة والكون ككل على مدى بعيد:

هذا المقال جديّ لكنه برعاية هذا الميم meme:

ميم يعبر عن الإنزعاج من تباهي المتزوجين الحمقى بأطفالهم عبر الإنترنت.
ميم يعبر عن الإنزعاج من تباهي المتزوجين الحمقى بأطفالهم عبر الإنترنت.

_______________________

تأملتُ ما يكفيني من الوقت في الدعوة التي تتمثل في عدم الانجاب والتي تؤدي إلى انقراض طوعي للبشرية، والتي يرد عليها المعارضون عادة بحجج شخصية (تصب ضد الشخصيات التي تدعو لهذه الفكرة) أو دينية (تعتمد على نصوص ليس بالضرورة أن يكون صاحب الفكرة مؤمنا بها أصلا) بالتالي نستعرض هنا ثلاثة حجج عقلية محكمة ضد هذه الفكرة:

الحجة 1: قضايا فكرة (اللا تناسل وعدم جدوى الانجاب والانقراض الطوعي للبشرية) ليست حقائق:

ولم يتم مناقشتها على طاولة العقلانية بشكل كافٍ حتى الآن. يقول مؤيدو فكرة الانقراض الطوعي أن الحياة غير مجدية لأنه حتى لو توفرت كل الظروف المواتية فإن المعاناة ستأتي والمعاناة والألم شر. وهم يقصدون فضلا عن الفقر والآلام والمحن والتعب والكد والجهد الذي يستتبع حياة أي بشري على وجه الأرض فإنه يقصدون لو تخلصنا من كل ذلك فإنه لا يمكن أن نتخلص من فكرة عذاب التفكير في وجودنا وماهيته وغايته وهو الشر الأعظم في نظرهم. لنناقش هذه الفكرة (الألم شر) هي قضية ليست بديهية وقابلة للنقاش وليست حقيقة علمية (كل الكائنات تهرب من الألم وتود الراحة فنعرف أن اللذة هي السعادة وأن الألم هو الشقاء) لأنه:

  • أولاً: الألم من القضايا الفلسفية المعقدة وهو من الكيفات أي qualia* (راجع هوامش المقال):

إضافة بتاريخ 06 أغسطس 2019م: لماذا من شبه المستحيل دراسةُ الألم علمياً؟ (إنجليزي).

يعني لا يوجد مقياس له ولا طريقة لمعرفة ماهيته بالضبط فالماء الساخن يحرقك ويؤلمك لكنه قد لا يؤلم آخرين والكهرباء تصعقك لكنها لا تصعق بعض الآخرين وألم الانجاب قد يخيف ملايين النساء لكن هناك نساء يقمن به عن طواعية لا عن مجتمع ولا عن دين. كما أن هناك المازوخيين من يلتذون بالألم وقد يقول دعاة فكرة الانقراض البشري هؤلاء غير أسوياء ويجب أن يعالجوا فنقول لهم عرفوا الانسان السوي ما هو؟، وحتى نجد علاجا ناجعا مئة بالمئة لهم فإننا لا يمكن أن نفقدهم حقهم في العيش في عالم مؤلم يشكل لهم لذةَ حتى وان كانت مرضية. وضرب المثل بالمازوخيين هو دليل عقلي أن تعريف الألم بانه شر ليست صحيحا وليس حقيقة علمية او بديهية حدسية في كل منا. والموضوع طويل ومعقد مغزى كل هذه الحجج الجزئية في نقطة الألم هو أن الألم نسبي. وأصدقُ ما فيه هو الألم الذاتي يعني يمكن لدعاة الانقراض الطوعي للبشرية أن يخبرونا فقط عن آلامهم هم ولا حق لهم في ان يمحوا آلام اخرين يتخيلونها ولو قالوا لا نتخيلها بل هي حقيقة فهم لا يعرفون مقدارها. وهل الشخصُ يحتملها أم لا وهل هو يود اختفائها ؟؟ لا يمكننا الحكم فان قالوا ائتونا بدليل هناك أدلة منها الطبيب الجراح الذي كتب سيرة ذاتية (عندما يصبح النَفَسُ هواءً) عندما أنجب ابنته في حين علم أنه مصاب بالسرطان وهو كتاب من أروع ما يكون وكذلك كتيب (امتنان) الذي كتبه الطبيب الرائع: أولفر ساكس بعد معرفته أنه مصاب بالسرطان… الخ.

  • ثانيًا: اعتمادها على نظريات علمية مؤقتة: يعامل دعاة الانجاب واللاتناسل قضاياهم على انها حقائق كونية غير قابلة للجدل .. مثلا ‘الحياة بلا معنى”. هي قضية شبه مقدسة لديهم ان لم تكن كذلك ماذا لو رأى احد اخر غير ذلك واكتشف معنى يقولون لك هو موهوم هو زائف. حسنا هذا رأيكم. وربما هو يريد ان يعيش الوهم ..اين المشكلة قضايا”الحياة بلا معنى، الحياة مهزلة الحياة بلا هدف “هي قضايا فلسفية قابلة للنقاش وليست حقائق لكن خطأ دعاة اللاتناسل هو معاملتهم لهذه القضايا على أنها حقائق بديهية وصادقة تماما وفي نظرهم (يدعمها العلم الحديث والحس السليم والرؤية الثاقبة للاشياء!!).. اقول لهم حقا؟؟ ومن لم يؤمن بالفكرة والقضية فهو مزيف موهوم عائش في وهم لا فكاك منه مسكين من المساكين بما فيهم نحن الذين ندعو لوضع حد لانهاء هذه المهزلة والتمسكن. الرد عليهم في هذه الجزئية بسيط لأن هناك الكاتب فيكتور فرانكل وقد وجد معنى في خضم أقسى الظروف نجم عنه كتاب شديد الروعة بعنوان (الانسان يبحث عن معنى) ومنهج (العلاج بايجاد معنى) وهو منهج ان لم يكن فلسفيا صادقا تماما فإنه منهج معتبر..لو اتى احد دعاة اللاجدوى وقال (انت فيكتور يا بني مش حاسس بالألم انت مش فاهم الحياة بلا معنى .. اصح يا بني لازم ننقرض!!) فأنت أيها العدمي داعي الانقراض – مع أن الرجل خَبِر الألم فعلا ويفهم ما هو – امام حلين من الحلول : احدهما هو مصادرة حق من يقول بان للحياة معنى وقسرهم على الانقراض ( هذا يبين بطلان قضيتكم من الأساس)، واما ان تاتوا بحجة تقول ربما فكتور وجد معنى لحياته لكن ليس من حقه انجاب افراد ربما لن يجدوا معنى لحياتهم ويموتوا متألمين الجواب هو أنه سينجب اولاده في عالم بلا اوشتفيتز ولا محرقة.. سيهتفون ألم الضياع الوجودي في الحياة اعظم من الم اوشفيتز والمحارق!! ارحموا اطفالكم ولا تاتوا بهم!! ورغم اننا سنغض الطرف عن تهلهل هذه الحجة الا اننا سنجاريهم قائلين: وكيف قستم ألمهم الوجودي وهل هو قابل للتحمل ام لا ربما هم متوافقون مع ان يتالموا قليلا الما وجوديا في مقابل لحظتين من السعادة.. يذكرني هذا بالخليفة الاندلسي نسيتُ اسمه بالضبط الذي وُجدت في خزانته بعد موته ورقة تقول: هذا ما صفا لي من الأيام دون كدر في حياة الدنيا التي عشتها فعدوها فوجدوها بضع وعشرين يومًا.. ربما لو سألنا الخليفة الاندلسي هل تستحق الحياةُ الطويلة ان نعيشها مقابل خمسة او ستة ايام سعيدة؟؟ الجواب يكمن في طبيعة الالم وطبيعة السعادة.. الالم ذاتي وعادة ينحصر في نفسه او شيء واحد ام السعادة والخير فمن طبيعتهما الانتشار وتحقيق اكبر عدد ممكن من الخير.. ولذلك يمكن لسعادة يوم فعلا ان تغطي الام ستين عامًا.. ونعود هنا لمن اراد المناقشة الى دعوته للبحث عن الكيفات أو القواليا لاننا قلنا ان الالم قضية فلسفية كيفيّة صعبة ولا تتضمن بديهيات يتفق عليها الجميع. بالتالي عقليا ومنطقيا لا يمكن بناء منهج سلوكي حياتي عليها يقول (الحياة معاناة والم، لا يمكن التخلص من المعاناة والالم، الخير والسعادة هو انعدام الالم، انعدام الحياة خير.) هو منهج غير صحيح عقليًا دون اي مرجع ديني او لا عقلاني.

الحجة 2: استحالة تطبيقها عمليا ( إلا باستعمال القسر والعنف):

وتتمثل الحجة هنا كملخص “اذن لماذا ندعو الى فكرة يستحيل تطبيقها عمليًا؟.” وهذه التجربة الفكرية توضح تماما هذه الاستحالة: لنفرض أن مجلسا من دعاة هذه الفكرة حكم العالم وسلم لهم العالم كله بأسره كما هو الآن وقَبِلَ الجميع فرضيا أن لا ينجبوا أبدا.. وبقينا على ذلك الحال لخمسين سنة لا اطفال مطلقا. لكن ظهرت نساء ورجال يريدون الانجاب. ما الذي سيفعل دعاة الفكرة لهم. سيقول دعاة اللاتناسل انه لو افهمت بشريا جيدا ما معنى ان تنجب لن يفعل ذلك ابدا لانه خير وصلاح له وانعدام شقاء. لكن رغم ذلك سيوجد دوما ناس يريدون الانجاب. ماذا نفعل لهم؟ نمنعهم؟؟ نقسرهم على عدم الانجاب لانهم لا يفهمون حكمة الانقراض الطوعي؟.. يرد المعترضون ان الناس لو فهمت حكمتنا لامنت بها جميعا ولم ينجبوا فردا جديدا واحدا. ولو فرضنا انه في هذا العالم توجد برامج ودعاة ونظام تعليمي متكامل يؤسس لفكرة اللاتناسل ستجد دوما من يريد ان ينجب. وهنا يقابل حكام هذا العالم في هذه التجربة الفكرية خياران لا محيص عنهما وهما:

  • منع الانجاب قسريا بحجة أنه تدخل في حياة اناس لم نخيرهم في ذلك وهم الاطفال الذين سيأتون. وهكذا يتحول العالم الى ديستوبيا اخرى كريهة ووحشية.
  • السماح بذلك لمن اراد. (وهذا يصب في صالح حجتنا في أنها مستحيلة التطبيق فلا داعي السعي وراء فكرة مستحيلة عقليا بينما لدينا أفكار كثيرة ممكنة عقليا وماديا).

وقد يقول قائل يمكن ان يقبل الفكرة الناس كلهم دون اي مشاكل ودون اي استثناءات نرد عليهم بالقول أنه عقليا وتاريخيا لم يحدث ذلك قط ولم تحقق اي فكرة اي دين اي مذهب واي ايدولوجية نسبة توافق بشري عليها 100 بالمئة بالتالي لو طبقنا هذه الفكرة على العالم كله سيكون لدينا استثناءت بنسبة معينة حسب الاستقراء العقلي والتاريخي وسيواجه دعاة الانقراض البشري الطوعي خياران تكلمنا عنهما وهما طريقان مسدودين في وجه هذه الفكرة أو النظرية.

الحجة 3: توافق نتائج فكرة (الانقراض الطوعي للبشرية) مع منهج الحياة والكون ككل على مدى بعيد:

العلم للآن لم يتوصل الى منع الموت (وحتى اكثر النظريات تفائلا تواجهها صعوبة ان الخلايا تحتوي في جيناتها على جين تفعيل تدمير ذاتي لم يكتشف لحد الان وهو السبب الذي يجعل الخلية مع ان كل نظامها يعمل بشكل جيد تموت.) بالتالي الموت البشري حقيقة. والعلم أيضا يقول ان موت الكون امر حتمي. وحتى في نظريات مثل الانكماش وخلق اكوان اخرى في عملية دورية تستلزم المرور بنقطة يتدمر عندها كل شيء. اذن لدعاة اللاتناسل لماذا العجلة؟؟. يقول دعاة الانقراض الطوعي لنكف عن الألم وايلام الحيوانات والناس والكوكب والكون والجواب يكون في النقطة الثانية في نقطة الالم لأننا اجبنا عليها بتفصيل.

كلمة أخيرة حول هذه الفكرة أي فكرة لا جدوى الانجاب:

  • هي خيار شخصي نحترمه لكن لا يجب ان نعمم ولا يجب ان ندعو له
  • سبب عدم الدعوى له هو ان ضده الحجج التي سردناها اعلاه.
  • هو رأي فلسفيّ لا يجب ان يفرض على البقية ومن المستحسن ان نطلع عليه ولا نمنع أحدا من اعتناقه أو عرض أفكاره المؤيدة أو المخالفة له.


تحديث 2/25/2017: مقال لي آخر حول الموضوع: ما الداعي للاستمرار في الحياة؟ (حجة تدعم الإنجاب)

تحديث 07/01/2019: * طالعتُ مؤخراً كتاب أنت الكون – اكتشف ذاتك الكونية وأعرف أهميتها؛ تأليف: ديباك شوبرا، ميناس كافاتوس، وفيه ملحق جميل وجيد آخر الكتاب يشرح بأقصى قدر ممكن من التبسيط معنى الكيفات التي ترجمها المترجمان هناك بـ”نوعية الإحساس” qualia (بالمناسبة نحييهما بشدة رفقة المُراجِعة حيث قدم هذا الفريق عملاً إحترافياً جداً في ترجمة هذا الكتاب القيّم)،

مقطع من كتاب أنت الكون - اكتشف ذاتك الكونية وأعرف أهميتها؛ تأليف: ديباك شوبرا، ميناس كافاتوس
مقطع من كتاب أنت الكون – اكتشف ذاتك الكونية وأعرف أهميتها؛ تأليف: ديباك شوبرا، ميناس كافاتوس

ما نود قوله هنا هو أن هذا الملحق مهم جداً لإدراك هذا المفهوم بصورة أفضل مما شرحته أعلاه، لأني تكلمت عنه بشكل مجمل وربما يغمض على الكثيرين إدراكه.


تحديث بتاريخ 04 مارس 2023.

أخبرني الأخ سامي أبو دعاء بوجود هذا الفيديو فبارك الله فيه: استشهد مركز رواسخ بهذا المقال في فيديو لهم بعنوان “صيحات اللاإنجابية.. هل الإنجاب بوابة نحو المعاناة؟”

فشَكَر الله لهم 🙏

صيحات اللاإنجابية.. هل الإنجاب بوابة نحو المعاناة؟

حقوق الصورة البارزة: Photo by Quang Nguyen Vinh on Unsplash

الإعلان

21 رأي حول “ثلاثة حُججٍ عقليّة ضد فكرة (اللا تناسل)

  1. صراحة أستادي يونس ، مع احترامي لك ، أجد ردودك على اللاتناسلية هشة و ضعيفة جدا . كنت أرغب في الرد عليها بالتفصيل لكنني أعاني من ألم على مستوى البطن بسبب أن شخصين كانا يعتقدان أن الألم أمر نسبي ،وكنت أتمنى صادقا لو كانت هناك دولة أو نظام يمنعهما من التناسل ولو قسرا أو تعنيفا حتى أتفادى كل هدا الهراء ، و إن كان الكون يسير حقا نحو نهاية و خراب فلمادا نصاحبه و نرافقه في رحلته هاته ؟؟؟؟؟؟؟

    Liked by 1 person

    1. أهلا زميلي حسن. شفاك الله من كل ألم. حسنا يمكن أن تبدو حججا ضعيفة ولا منطقية هل ترى أن القسر منطقي وعادي؟ جواب سؤالك لماذا نصاحبه ونرافقه هو أنك لن تفعل. عمر البشر أقل وأصغر بكثير من عمر الكون لذلك لا تقلق على الآخرين وفكّر فقط في نفسك. أرجو ان تجد الصحة والراحة لمناقشة ما وضعته هنا في حجج جيدة وعقلية وليست عاطفية ويسعدني ان لم تكن لك مدونة ان انشرها هنا في مدونتي باسمك او ساكون سعيدا ان اقرا الرد كاملا منك في مدونتك الخاصة أو اي مكان اخر. تحيتي لك

      إعجاب

  2. انا لا انجابي و لكن لا ادعو احدا لذلك احتفظ باسبابي لنفسي و لكن اعتقد ان هناك حجة جميلة تؤيد ما ذهبت اليه و هو انك انت و الكثير لم تعترضوا على الوجود يعني الخوف كل الخوف في قضية الانجاب ان نواجه انفسنا متمثلة في اولادنا كرافضين للانجاب
    مثال انا لا انجابي و فرضا انجبت تحت ضروف قاهرة و ضغط اكثر ما يخيفني في هذه الحالة ان يعرف ابني فلسفة اللاانجابية و يعتنقها و يصبح يلومني على انجابه مثلما احمل انا والديا اليوم ذنب انجابي

    Liked by 1 person

    1. اهلا بك حتى لو دعوت الى فكرتك بحجج عقلية لا عاطفية وبعقلانية لا بمشاعر سنضعها على طاولة العقلانية ونرى. واسمح لي ان اشكرك انك اشرت فعلا الى نقطة مهمة جدا هي ان تنجب طفلا يكبر ليرفض الانجاب وهذا بالتحديد ما كتبت عنه في مقال التابع لهذا المقال مؤخرا واسمه دعوة للانجاب وستجد الحل في ذلك المقال

      إعجاب

  3. كما احيطك علما ان رفضي للانجاب يعنيني انا فقط و حتى التعليق على مقالكم كان حالة نادرة و ليس لي وقت ولا اهمية لمراجعة مقالكم و الرد على ما فيه من مغالطات و خاصة ما نسبته لللاتناسليين من حجج لم تصدر عنهم او لا تمثل اغلبهم خاصة ان عدم الانجاب يرتكز الى عدة اسباب و كل شخص له اسبابه و انا شخصيا ارفض الانجاب لاسباب اخلاقية انسانية بالدرجة الاولى و اصنف الانجاب في خانة الجريمة و الفعل الاناني

    Liked by 1 person

    1. رأيك محترم لكن تعليقك السابق يثبت كثيرا مما اقوله وهو شعور الخوف. والخوف ليس بديهية عقلية يمكن مناقشتها اخلاقيا او عقليا. وبخصوص الاخلاق فالامر لا يتعلق بالانجاب فقط لا بد ان تظهر معاييرك الاخلاقية للعالم -يعني ليس بالضرورة ان تكتبها- لكن حسب محاولتي الفكرية العقلانية الاخيرة توصلت الى انه يستحيل عقليا انشاء نظام اخلاقي لاي ايديولوجية كانت دون تضمينه السماح بالانجاب بل والدعوة اليه ان قلت ان لديك نظام اخلاقي لكن لا يتضمن الدعوة للانجاب يسرني ان تقرأ مقالي الثاني وترد على حججه فهو كتب اصلا لاثارة نقاش عقلاني لا عاطفي. ودمت بخير

      إعجاب

    2. قبل أن أنسى فقط. أنصحك أنا أيضا ومن يقرأ التعليقات هنا بقراءة رواية مبسط الفلسفة الأشهر في العالم جوستاين غاردر في روايته (فتاة البرتقال) (http://bit.ly/2CidIdl)- وهي مترجمة للعربية لحسن الحظ. إن قرائتها كاملة تعطيك حججا اضافية إلى ما ذكرته هنا. كما انوه إلى أنه ليس هذا المقال الوحيد لي حول الموضوع وحسب ما أرى لن يكون الأخير.
      رابط المقال الآخر: http://bit.ly/2E1zz5M

      إعجاب

  4. الأستاذ يونس بن عمارة إنّ الحجج التي قدمتها لا تمسّ جوهر الفكرة اللاإنجابيّة ولا تقترب منها حتّى. أنت صنعت رجل قشّ ثمّ قمت بانتقاده.
    أرجو أن تطّلع على الفلسفة من مصادرها الأساسيّة. وأنصحك بالعودة إلى الكتب التالية:
    Better Never to Have Been – David Benatar

    Anti-Natalism: Rejectionist Philosophy from Buddhism to Benatar – Ken Coates

    Debating Procreation: Is it Wrong to Reproduce? – David Benatar & David Wasserman

    A Critique of Affirmative Morality: A Reflection on Death, Birth and the Value of Life
    by Julio Cabrera

    Liked by 1 person

    1. اطلعت على كثير من حججهم بالأخص الكاتب David Benatar لكن سأعود للإطلاع على ما تبقى مما ذكرت في فترات أخرى لتلخيصها ثم التفكير فيها ملياً والرد عليها، قد يستغرق ذلك سنوات وفي حال حدث ذلك ساؤلف كتابا عن الموضوع إن لزم الأمر -بغض النظر عن حججهم هم بإمكاني احالة كل لا انجابي الى موسوعات وكتب انجابية لكن هذا لا يجدي لذلك كتب المقال. انا اردت ان ياتيني حجج ملخصة نناقشها هنا لنرى هل هي عقلانية فعلا ام لا ؟ مع ذلك اشكرك على الكتب التي اطلعت منها على ما كتبه David Benatar وهذا الرجل بالذات لم يقنعني عقليا مع أني نفسيا اميل الى العدمية.

      إعجاب

    1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته لا أدري الحكم لكن تابعت حلقات فتوى الإمام علي جمعة وأتاه سؤال عن اختيار عدم الإنجاب (اعتقد مرتين أجاب عليه في حلقتين مختلفتين) وقال أنه جائز بهذا المعنى إذن هو جائز إن كان اختيار شخصيا لكن بطبيعة الحال وفق هذه الفتوى يحرم اتخاذه منهجا والدعوة إليه لكن كاختيار شخصي برضى الزوجين يجوز والله أعلم لا بد أن ترجع إلى فقيه معتمد كي يجيبك تفصيلاً.

      إعجاب

اترك تعليقًا على يونس بن عمارة إلغاء الرد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s