المدير التنفيذي لموقع كفيل د. محمد محمود: نسعى لإحداث نقلة نوعية في سوق العمل الحر العربي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عساكم بخير وعافية، كما تعوّد قراء مدونتي، أجري بين الحين والآخر حوارات نصيّة مع شباب عربي وأجنبي قاموا بأعمال نافعة للناس في هذا العالم. يمكنك الاطلاع على الحوارات السابقة في قسم حوارات من مدونتي. واليوم معنا الدكتور محمد محمود المدير التنفيذي لمنصة كفيل للخدمات المصغرة والمسابقات، ومباشرةً إلى الحوار.

احكِ لنا عن محمد محمود وماذا درست وماذا عملت من قبل؟ وكيف انتهى بك الأمر مديرًا تنفيذيًا لكفيل؟

في البداية أود أن أشكرك على هذه الضيافة الجميلة وأرحب بكل زوار مدونتك الرائعة، بالنسبة لي فلقد تخرجت من كلية الصيدلة عام 2011م بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ثم بدأت العمل على اتجاهين: الماجستير في النانوتكنولوجي؛ والعمل الحر.

أتممت الماجستير ونُشر البحث في إحدى الدوريات العالمية المعروفة ولله الحمد؛ أما بالنسبة للعمل الحر فقد بدأت أحقق نجاحات ممتازة وهذا شجعني للانتقال من المواقع العربية إلى الأجنبية والحمد لله وصلتني شهادات وأوسمة تقدير من تلك المواقع، في هذا السياق أشعرني نشاطي على المواقع العربية والأجنبية بمدى الفجوة بينهما من ناحية الخصائص والخدمات والمميزات التي يمنحها كل منهما لمستخدميه، ومع الوقت تبلورت في ذهني فكرة ضرورة وجود موقع عمل حر عربي يسد تلك الفجوة ويمنح مستخدميه ما يستحقوه من خدمة احترافية، وهنا قررت التفرغ لذلك المشروع وترك  كل شىء لأجله، أعددت خطة عمل تفصيلية عن المشروع وتشاروت مع صديق سعودي بخصوصها وهو رائد الأعمال المتميز سالم المسرحي فرحّب بها بشدة وشجعني على البدء فورًا وحينها لاحت أمامنا فرصة الاستحواذ على كفيل، وتم الأمر بالفعل بتوفيق من الله، كان التحدي الأكبر هو كيفية تحويل كفيل من موقع يهوى في ظل أرقام سلبية مختلفة إلى موقع ينطلق إلى القمة مدعومًا بخطتنا التطويرية، وهذه قصة أخرى طويلة لكن خلاصتها أن الله مَنَّ علينا بالفعل ونجحنا في ذلك وتزايد مستخدمو الموقع خلال عام واحد من 5 آلاف إلى 73 ألف وارتفع ترتيب الموقع من 82 ألف إلى 14 ألف وتضاعفت الزيارات من 10 آلاف إلى 176 ألف وكذلك المبيعات حققت قفزة كبيرة، و تضاعفت كل الأرقام تقريبًا كما ستقرأه في تقريرنا السنوي المنشور.

تحدثت معك هاتفيًا من قبل، وذكرت لي أن كفيل تعتمد العمل عن بعد ضمن فريقها الداخليّ، كيف يبدو العمل في كفيل؟ أعطنا لمحة عن أدوات العمل المشترك، وسيرورة العمل هناك.

بالفعل، يعمل أكثر من 90% من فريق العمل عن بعد، لا سيما في ظل وجود فرع لكفيل في السعودية وآخر في مصر، إننا نرى أن العمل عن بعد توجهٌ عالمي لا سيما بعد أزمة جائحة كورونا، ويكمن التحدي الفعلي في اعتماد آليات دقيقة ومناسبة للتواصل والمتابعة والتقييم، بهذا الصدد استخدمنا ونستخدم عدة أدوات لتحقيق ذلك منها تريللو، تيم فيور، زوم، مستندات جوجل وغيرهم.

مما يتميز به كفيل عن كثير من منصات العمل الحر الأخرى هو وجود قسم المسابقات به، اشرحه لنا خاصة للمستقلين غير المتعودين على هذا النمط من العمل الحر.

بفضل الله كفيل هو الموقع الوحيد في الوطن العربي الذي يضم قسم المسابقات، من خلال ذلك القسم يمكنك طرح ما تشاء وليكن مثلا مسابقة تصميم شعار وتحديد القيمة المالية للجائزة وليكن 50 دولار، وحينها يتبارى مصممين من مختلف أنحاء الوطن العربي لمنحك خلاصة ابداعاتهم وتختار أنت التصميم الأفضل  كفائز فيحصل على قيمة الجائزة، وبالطبع قسم المسابقات يندرج تحته عشرات المجالات الأخرى مثل “اختيار أسماء النطاقات والشركات”، “الكتابة الإبداعية”، “التصميمات الهندسية”، “المونتاج” وغيرهم، وبالإضافة لقسم المسابقات يتمتع كفيل بمميزات أخرى منها مثلاً: تعدد وسائل السحب والدفع، والعمولة المُتناقصة على المستقل أو مقدم الخدمات والتي تصل إلى 10%، وفترة تعليق الرصيد المتناقصة والتي تصل إلى يومين فقط، وميزة أنه لا رسوم على المشترين، ووجود دعم فني ممتاز وقويّ حريص على العدالة بين الباعة والمشترين، وغيرها من المزايا.

وسائل الدفع ووسائل سحب الأرباح لدى كفيل

مؤخرًا شرعتم في تزويد المدونة بمقالات جيدة، ما هي خططكم المستقبلية بشأن التسويق بالمحتوى؟ 

نرى أن التسويق بالمحتوى هو كلمة السر في أي تسويق ناجح وأن تقديم محتوىً عربيٍ ثريٍ في مجال العمل الحر هو واجب على منصات العمل الحر العربية، لذا أطلقنا المدونة في شكلها الجديد وتعاقدنا مع فريق تحرير إحترافي، وبدأنا في استحداث أقسام جديدة مثل “المقالات المترجمة” و”ريادة الأعمال” وغيرهما، ونحن نرحّب بأي مستقل يود الكتابة في المدونة بشرط جودة المحتوى، ونحرص على أن يُنشر كل مقال باسم كاتبه أو كاتبته من باب العرفان والتشجيع على الإبداع، ونأمل أن تتحول مدونة كفيل لمنصة تثقيفية قوية تتكامل مع قناة كفيل على اليوتيوب والتي ننشر من خلالها محتوىً تثقيفيًا على هيئة فيديوهات قصيرة، كل هذا سيساعد الشباب العربي على التعرف على مجال العمل الحر وريادة الأعمال وسيمكنهم من تحقيق ما يتطلعون إليه في تلك المجالات إن شاء الله.

نرحّب بأي مستقل يود الكتابة في المدونة بشرط جودة المحتوى، ونحرص على أن يُنشر كل مقال باسم كاتبه أو كاتبته من باب العرفان والتشجيع على الإبداع…
— الدكتور محمد محمود؛ المدير التنفيذي لمنصة كفيل.

كما حكيت لي ستطلقون قريبا نشرة بريدية ثرية عن الريادة والعمل الحرّ، كيف ستكون؟

بالفعل نسعى في الفترة القادمة لإطلاق نشرة بريدية ثريّة تغطى مجالي ريادة الأعمال والعمل الحر، ولدينا رؤية مختلفة في محتوى وإخراج تلك النشرة بحيث نجعلها نقلة نوعية في بابها إن شاء الله، لكن مازلنا نواصل البحث عن من يمكنه تولى أمر تلك النشرة من ناحية المحتوى الخبري، فنحن نرغب في توسيع فريق العمل لاستيعاب الطلب المتزايد على خدمات الموقع بما فيها المدونة والنشرة البريدية، لذا أي مستقل يرى في نفسه الإحترافية اللازمة والشغف للانضمام لفريق العمل فنحن نرحب به ويمكنه التواصل معنا.

من هو المستقل الأعلى تحقيقًا للربح في كفيل حتى الآن؟ 

يوجد على كفيل العديد من المستقلين المتميزين، لكن أحد تلك النماذج الرائعة هو المستقل المغربي عادل علاء والذي حقق قرابة الـ17 ألف دولار خلال 6 أشهر فقط وبتقييم 100% ومازال يواصل أدائه المتميز، كما يضم الموقع مستقلين آخرين حققوا مئات الخدمات المباعة بتقييمات ممتازة، نحن في كفيل نفخر بأن لدينا مجموعة رائعة من المستقلين المحترفين، نتعامل مع المستقلين بشكل عام كشركاء في الموقع، نستمع إليهم ونتلقى مقترحاتهم ونعمل على تنفيذ طلباتهم على قدر المستطاع.

هل تعلم أن البائع المتميز على كفيل يمكنه سحب رصيده في غضون يومين فقط من تسلميه العمل؟

تواكب كفيل أحدث التقنيات التي منها بوت التليجرام، حدثنا أكثر عن هذا البوت وكيف يستفيد منه المستخدم؟

بوت التليجرام هدفه هو سهولة وصول الإشعارات والتنبيهات المختلفة للمستخدم حتى ولو لم يكن يتصفح الموقع ذلك الوقت، فنحن نقدِّر جيدًا أهمية الوقت لكلا الطرفين البائع والمشتري ونعمل على اعتماد أحدث التقنيات البرمجية العالمية لتيسير عملية التواصل بين الطرفين، وخلال الفترة القادمة سيتم اعتماد وسائل أخرى لا سيما مع قرب إطلاق الموقع في حلته الجديدة بعد سلسلة تطويرات قوية جاري العمل عليها حاليًا وستمثل مفاجأة طيبة للمستقلين ورواد الأعمال في الوطن العربي إن شاء الله لا سيما أعضاء عائلة كفيل الكرام.

بصفتي رجل أعمال أو مستثمر أو رياديّ أو ريادية: هل يمكنني حقًا التعويل على المستقلين في كفيل لإدارة مشروع تقني لي؟ وكيف ذلك؟ كيف أكوّن فريقي من المنصة؟ وكيف أنظمه وكيف أنجح عملي بناءً على كفيل؟

يضم كفيل حاليًا قرابة الثمانين ألف مستقل في شتى المجالات، ومن دواعي سرورنا أن العديد من رواد العمل الحر ينضمون لكفيل بشكل مستمر، لذا فرواد ورجال الأعمال يستطيعون بكل تأكيد الاعتماد على كفيل لإتمام مهام مشاريعهم وهذا حدث بالفعل مع عدة رجال أعمال وشركات وكانت تقييماتهم للتجربة إيجابية للغاية لا سيما في ظل ما يقدمه كفيل من ضمان للجودة ونحن شعارنا ثابت في ذلك “احصل على عمل متقن أو استرد كامل مالك”.

 من العقبات المعروفة لدى المستقلين العرب عندما ينضمون للمنصات: التنافسية العالية، بحكم خبرتك ومنصبك: ما أسرع طريقة وأوثقها لأحصل على أول عمل مدفوع لي على كفيل؟

تتلخص المعادلة في نقاط محددة:

  1. أولًا اتقن ما تقوم به من خدمات
  2. ثانيًا احرص على عرض خدمتك بشكل احترافي
  3. ثالثًا سوِّق خدمتك باستمرار وتابع قسم طلبات الخدمات غير الموجودة
  4. رابعًا اصبر ولا تتعجل، فأصعب خدمة ستحصل عليها هي الأولى ثم بعدها ستجد الأمر سهل لدرجة أنه ربما تعتذر عن بعض الطلبات لضيق وقتك، ووقتها سيكون بحثك عن كيف أنظّم وقتي بصفتي مستقلا!!

ونحن في كفيل تناولنا ذلك الموضوع أي كيفية التسويق لنفسك وحصولك على العملاء بمزيد تفصيلٍ في بعض المقالات المنشورة على المدونة يمكن للمستقلين الرجوع إليها لمعرفة المفاتيح الأساسية التي تمكنهم من الحصول على أول عمل بسهولة إن شاء الله، وبالفعل لدينا الكثير من النماذج الرائعة التي نجحت وحققت مبيعات مرتفعة على كفيل. 

نصائحك للمستقل العربي، ولمن يريد دخول عالم العمل الحرّ من الشباب والشابات العربيات؟ 

اِستعن بالله، أتقن عملك، سوِّق لنفسك، نظِّم وقتك، نَمِّ مهاراتك باستمرار، شارك تجاربك وخبراتك مع الآخرين، تذكَّر دومًا أن خير الناس أنفعهم للناس.


تعليقي: أشكر الدكتور محمد محمود على منحنا من وقته وإجابته الأسئلة وتفضّله برعاية الحوار ماديًا.


حقوق الصورة البارزة: Photo by Nikolay Tarashchenko on Unsplash

رأي واحد حول “المدير التنفيذي لموقع كفيل د. محمد محمود: نسعى لإحداث نقلة نوعية في سوق العمل الحر العربي

شاركني أفكارك!